تعود ذكرى حرب المزارع بمنطقة تغنيف وضواحيها إلى الواجهة اليوم المصادف لمرور 57 عاما عن هذا الحدث التاريخي الذي يؤرخ للحرب الاقتصادية التي شنها جيش التحرير على المصالح الاستعمارية بما فيها مزارع المعمرين المناوئين لثورة التحرير والمساهمين في المجهود الحربي وفي تمويل الحملة العسكرية لسلطات الاحتلال على الشعب الجزائري. ففي منتصف شهر سبتمبر 1956 وصلت كتيبة لجيش التحرير بقيادة سي عبد الخالق إلى مشارف جبال بني شڤران شمال مدينة معسكر ومنها واصلت رحلتها شرقا نحو القطاع 25 بتغنيف وكان سي عبد الخالق يستغل مسار كتيبته المكونة من 120 مجاهد في إقامة التنظيم العسكري على مستوى المناطق التي يمر بها إلى أن بلغ دوار الدراويش الواقع على بعد 5 كلم غرب تغنيف فأقام مركز قيادته ولأنه وجد الجهة منظمة ومهيكلة عسكريا بفضل عمل اللجنة الخماسية بقيادة الشهيد النقيب عبد الإله فقد قرر سي عبد الخالق القيام بعملية عسكرية ضد الرموز الاستعمارية في المنطقة تكريما لجهاد وتضحيات الأمير عبد القادر حسب الخطبة التي ألقاها على مساعديه آنذاك بمركز أولاد سيدي أحمد البشير الذي اتخذه مقرا لقيادة العملية وبهذا المركز تم التخطيط والتحضير للهجوم المسلح الذي استهدف 14 مزرعة من نوع مزارع المعمرين المعادين للثورة بقطاع تغنيف وهو ما اصطلح على تسميته بحرب المزارع التي دارت رحاها ليلة 22 سبتمبر 1956 بمشاركة المسبلين والفدائيين وهو أول عمل عسكري يتم التخطيط له وتنفيذه تحت إشراف جيش التحرير في المنطقة السادسة بحوالي عام معركة مناور الشهيرة المحتفى بها هي الأخرى ببلدية مناور يوم الخامس سبتمبر الماضي. علما أن «حرب المزارع» التي دشنتها منطقة تغنيف في هذه الناحية استمرت في السنوات الموالية إذ يؤكد المجاهد طاوي محمد أن منطقة البنيان هي الأخرى شهدت حربا مماثلة تم خلالها حرق 10 مزارع للمعمرين سنة 1958 ومنها مزرعة المعمر جون بير إحدى أكبر المزارع في المنطقة وقد استهدفت العملية عتاد الحرث والمحاصيل الزراعية وهدم جسر القليع الرابط بين منطقتي عوف وبالول بسعيدة لقطع الإمدادات عن المعمرين ومع ذلك فقد أعقبت العملية عمليات قمع واعتقال كل المشتبه فيهم ومنهم المجاهد المرحوم دايخ محمد الذي تعرض للتعذيب أثر على توازنه النفسي وكذا المجاهد سايل الطيب الذي زج به في سجن مستغانم حسب شهادات لمجاهدين أحياء حول الحادثة التي جرت وقائعها بسهلي المصارف والمصيف ببلدية البنيان.