الحكومة الراهنة غير ثورية و غالبية مسؤوليها يكرسون سياسات نظام مبارك ما حدث ليس ربيعا عربيا بل ربيع أمريكي صهيوني بامتياز الحركات الإسلامية تحالفت مع المشروع الغربي لأنها تكن العداء للمشروع القومي لا يمكن لوحدة عربية حقيقية دون دولة الجزائر الهامة و المحورية أكد الدكتور محمد سيد أحمد أمين الشؤون السياسية للحزب الناصري المصري أنه مع فكرة ترشيح فريق الأول عبد الفتاح السيسي للانتخابات المصرية المقبلة، و أنه في حالة ما إذا زكاه الشعب للترشح لهذا الاستحقاق السياسي الهام فما عليه إلا خلع زيّه العسكري و التقدم للانتخابات بصفة مدنية، و أكد القيادي في الحزب الناصري في الحوار الحصري الذي أجرته معه أمس جريدة "الجمهورية" بأن المعركة التي يخوضها الجيش و الأمن و الشعب المصري مع حركة الإخوان المسلمين لم تنته لحد اليوم باعتبار أن هذا التيار يمتلك قاعدة اجتماعية لا يستهان بها، منتقدا أداء الحكومة الحالية التي قال إنها غير ثورية و تكرس سياسات نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، واصفا في سياق آخر الربيع العربي بأنه ربيع أمريكي صهيوني بامتياز: الجمهورية: كيف هو الوضع السياسي و الأمني في مصراليوم، بعد أشهر من عزل الرئيس السابق محمد مرسي، و هل فعلا تأزمت الأمور أكثر على الصعيد الداخلي، مما كانت عليه بسبب رفض حركة الإخوان المسلمين الحوار مع السلطة ما لم يعد مرسي إلى الحكم مجددا ؟ الدكتور محمد سيد أحمد: أعتقد أن الوضع السياسي والأمني الآن فى مصر بدأ يسير نحو الأفضل رغم رفض جماعة الإخوان الحوار مع السلطة نتيجة للدور الهام الذي تقوم به الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة التي تمكنت من محاصرة البؤر الإرهابية خاصة فى المناطق التى يمكن أن تشكل بيئة حاضنة للإرهاب فى سيناء ومطروح والسلوم وصعيد مصر. وهذا لا يعني أن المعركة مع الإخوان والجماعات التكفيرية المسلحة قد انتهت أو يمكن أن تنتهي في وقت قريب فهذه الجماعات لها ظهير اجتماعى لا يستهان به ولا يمكن الاعتماد على المواجهة الأمنية فقط لكن لابد من مواجهات فكرية وثقافية يشارك فيها العلماء والمفكرين الذين درسوا هذه الجماعات من كافة التخصصات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية بجانب رجال الدين هذه هى الطريقة المثلى للمواجهة واعتقد أن الأمور لم تتأزم على المستوى الداخلي لأن الغالبية العظمى من المصريين يدركون مدى غباء جماعة الإخوان فى التعاطي مع الواقع السياسي المصري ومحاولتهم أخونة مؤسسات الدولة وتغيير هويتها الحضارية لذلك كان الرفض وفقدان جزء كبير من التعاطف معهم. الجمهورية: قلتم في تصريحات سابقة إن المشهد السياسي المصري يشهد حالة من الالتباس، خصوصا و أن الحكومة الحالية بقيادة الدكتور حازم الببلاوي، لا تلبي طموحات المصريين ويدها مرتعشة، ولا تتعامل مع متطلباتهم في الوقت الراهن، وأشرتم إلى أن هناك عدد كبير من أعضاء الجهاز التنفيذي الحالي، ينتمون لما يسمى بالطابور الخامس، هل هذا معناه أن ثورة 30 يونيو قد فشلت في تحقيق أهدافها، و من هم هؤلاء الوزراء الذين اتهمتهم بالعمالة و لأي جهة يعملون؟ الدكتور محمد سيد أحمد: لابد من الاتفاق أولا على معنى الثورة فالثورة كتعريف موجود في الأدبيات السياسية تعني إحداث تغيير جذري في بنية المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، وأفضل من عرّف الثورة ببساطة شديدة هو القائد و الزعيم جمال عبد الناصر الذي قال إن الثورة هي علم تغيير المجتمع إذا كنت تتفق معي على هذا التعريف فإن الثورات لا يحكم عليها إلا بنتائجها... فإذا أحدثت التغيير المطلوب كانت ثورة وإذا لم تحدثه فهي شيئ آخر غير الثورة، قد تكون انتفاضة شعبية أو في أفضل التقديرات ثورة غير مكتملة أو منجزة لذلك يحلو للبعض أن يرفع شعار "الثورة مستمرة"... وأنا اعتقد وفقا لمفهومي عن الثورة أن 25 يناير و30 يونيو ليست ثورات لأن الوضع بعد الأولى أنتج استمرار لنفس النظام ومفهوم النظام هو جملة السياسات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي تنتهجها السلطة السياسية الحاكمة في أي مجتمع في لحظة تاريخية محددة و بذلك فنظام مبارك لم يسقط بعد 25 يناير حيث استمرت نفس السياسات التي كان ينتهجها مبارك وإن اختفت الوجوه أما بعد 30 يونيو فمازالت نفس السياسات قائمة لكن مع عودة وجوه نظام مبارك من جديد لذلك كتبت مقال بعنوان "إعادة إنتاج نظام مبارك ولاعزاء للثورة والثوار" تابعته بمقال آخر بعنوان "حكومة انتقالية بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة" وهما تأكيد على فشل الثورتين في تغيير الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي المصري. أما بخصوص الحكومة الراهنة، فمازلت على موقفي بأنها حكومة غير ثورية ولا تلبي الحد الأدنى من طموحات الشعب المصري الذي خرج يطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، حيث لم يحصد من خروجه إلا دماء زهرة شبابه وزيادة معاناته ودون ذكر الأسماء فالوزراء في غالبيتهم يعملون على تكريس سياسات نظام مبارك التابعة للمشروع الرأسمالي الغربي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية وحليفتها الصهيونية ومن يرى غير ذلك يقدم دليله وبرهانه الجمهورية: سمعنا مؤخرا عبر مختلف وسائل الإعلام المصرية، بمبادرة أطلقها بعض الضباط الساميين في الجيش المصري، مفادها ترشيح الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لمنصب رئيس الجمهورية العربية المصرية، هل أنتم مع هذه الفكرة و ألا تخشون دخول مصر عهد حكم الديكتاتوريات العسكرية في حالة ترشيحه للرئاسيات؟ الدكتور محمد سيد أحمد: أولا من أطلق هذه الحملة ليس بعض ضباط الجيش المصري ولكن قطاعات من الشعب المصري وهي ليست حملة واحدة لكنها عدة حملات والشعب المصري بطبيعته شعب عاطفي لا يستخدم عقله كثيرا... لذلك فهو يرى في الفريق أول عبد الفتاح السيسي بطل قومي لأنه وقف في صفهم في 30 يونيو وبالتالي يمكن أن يعبر بمصر هذه المرحلة الصعبة. وبالطبع من أطلق هذه الحملة لم يفكر في مسألة الدكتاتورية العسكرية أو غيرها فما شهدته مصر خلال الأربع عقود الأخيرة هي قمة التبعية والتخلف والدكتاتورية وهم بسطاء يسعون فقط إلى تحقيق أحلامهم في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية . أما بالنسبة لي فأنا شخصيا مع الديمقراطية وحقوق المواطنة فمن حق كل مواطن مصري تنطبق عليه شروط الترشح لمنصب الرئيس أن يتقدم لخوض الانتخابات والكلمة الأولى والأخيرة للشعب فهو كما قال عنه القائد و الزعيم جمال عبد الناصر (الشعب هو القائد والمعلم) وبالنسبة للفريق السيسي إذا أراد خوض الانتخابات فعليه أن يخلع زيّه العسكري ويتقدم للانتخابات بصفته المدنية وأنا لا أخشى من الدكتاتورية العسكرية لأن الشعب الذي خرج ضد مرسي ومن قبله مبارك قادر على الخروج ضد السيسي إذا أصبح رئيسا ولم يلب احتياجات ومتطلبات وطموحات الغالبية العظمى من شعب مصر من الفقراء والكادحين وخلعه من منصبه، فالشعب مازال يرفع نفس شعاراته التي رفعها في 25 يناير و30 يونيو ألا وهي "الشعب يريد إسقاط النظام والعيش والحرية والعدالة الاجتماعية" ومازال يقول "الثورة مستمرة " فإذا ما حقق السيسي أو غيره هذه المطالب فأهلا به ومن يفشل سيخلعه الشعب فورا ولن يصبر عليه كثيرا حتى ولو كان أكبر ديكتاتور في العالم. الجمهورية: وصفتم الربيع العربي في إحدى مقالاتكم بكونه مجرد مؤامرة أمريكية صهيونية على الوطن العربي الهدف منها ( المؤامرة ) تفتيت و تقسيم المنطقة إلى دويلات متناحرة، و أن أحد أهداف المشروع هو تدمير الجيوش العربية القوية التي بإمكانها التصدي لمشروع التقسيم و الجماعات الإرهابية، ما هي السيناريوهات و الحلول المثلى التي يمكن أن تستشرفها للخروج من هذه المؤامرة الخطيرة؟ و لماذا أضحت الحركات الإسلامية وقودا لإذكاء لهيب هذا الربيع الدموي ؟ الدكتور محمد سيد أحمد: مازلت متأكدا أن ما حدث ليس ربيعا عربيا بل "ربيعا امريكيا صهيونيا بامتياز" فكل النتائج صبّت في صالح مشروع التقسيم والتفتيت ولم تنل أي دولة عربية ما طالبت به الشعوب من العيش والحرية والعدالة الاجتماعية ولم تستطع أي دولة من دول الخريف العربي إسقاط النظام بمعنى إسقاط سياسات التبعية للمشروع الصهيوأمريكي وفيما يتعلق بأن أحد أهداف المؤامرة هو تفتيت وإضعاف الجيوش... هنا يمكننا الاستشهاد بمقولة بن جوريون مؤسس الكيان الصهيوني الذي قال " إن إسرائيل لا يمكن أن تعيش وتحيا آمنة إلا بتحطيم وتدمير ثلاثة جيوش عربية هي الجيش المصري والجيش العراقي والجيش السوري" وهذه المقولة تحققت بتدمير قدرات الجيش العراقي بعد الغزو والاحتلال الامريكي للعراق في 2003 ثم جاء الدور على الجيشين المصري والسوري في الربيع المزعوم للنيل من قدراتهم بواسطة الاستنزاف عن طريق الجماعات الإرهابية المدعومة أمريكيا وصهيونيا. والحلول التي يمكن وضعها للتصدي لهذه المؤامرة معروفة ومعلومة لدى الجميع، لكن ينقصها الارادة السياسية... فالسيناريو الوحيد هو إحياء المشروع القومي العروبي المقاوم وتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وأعتقد أن الظرف الراهن مناسب لذلك، ويمكن أن تكون البداية بين مصر وسورية والعراق، ثم تنضم إليهم دول عربية أخرى . والحركات الإسلاموية تحالفت مع المشروع الصهيوأمريكي، لأنها تكن العداء للمشروع القومي وهذه الجماعات لا تمتلك مشروعا وطنيا لذلك كان هدفها الوصول إلى السلطة حتى ولو على جثث وأشلاء الشعوب فهم لا يعترفون بمفهوم الوطن بمعنى الشعب والأرض والحدود الجغرافية، وبذلك فهم يتفقون مع المشروع الامبريالي الذي يهدف إلى التقسيم والتفتيت ولعل كلام حسن البنا هنا يعطى دلالة بالغة فهو يقول في كتابه رسائل الإمام الشهيد حسن البنا صفحة 26 أن « الوطن ليس الحدود الجغرافية ولا التخوم الأرضية ولكنه الاتفاق في العقيدة ». الجمهورية: تعرضت سورية منذ أزيد من سنتين، لأكبر مؤامرة غربية و حتى عربية، بهدف إسقاط النظام فيها و تغيير ملامح الخريطة الجيوسياسية و حتى الجيو الاستيراتيجية في منطقة الشرق الأوسط، هل كنتم تتوقعون نجاح الرئيس بشار الأسد في إفشال هذا المخطط منذ بداية هذه المؤامرة بالرغم من مشاركة أكثر من 100 جماعة مسلحة من مختلف الجنسيات دولة في هذه الحملة، العديد من القنوات الفضائية الغربية و حتى الغربية، و حتى تحديه لمفاعيل كم هائل من الفتاوى التحريضية؟ وكيف ترون نتائج هذا الانتصار الذي حققه محور المقاومة في المنطقة إقليميا و دوليا؟ الدكتور محمد سيد أحمد: كنت أول من زار سورية في الأزمة والتقيت الرئيس بشار الأسد وسمعت له جيدا وتحاورنا وتأكدت أنه يدرك حجم المؤامرة وكان دوما قادر على وضع سيناريوهات المواجهة وكان دوما واثق من النصر بفضل الإرادة الشعبية من ناحية وصلابة وبسالة الجيش العربي السوري من ناحية أخرى، وإيمانه بعدالة القضية التي يدافع عنها من ناحية ثالثة، هذا إلى جانب قراءاته الواقعية للأمور، فدائما ما كان يؤكد على أن سلطة الواقع تسبق كل السلطات وفي لقائي الأخير معه قبل شهر تقريبا، كانت كلماته الواثقة تؤكد أنه قرأ الواقع جيدا لذلك تمكن من الصمود والانتصار، وهو في نفس الوقت يدرك حجم الخسائر التي تعرضت لها سورية بفعل الحرب لكنه أيضا يضع ثقته الكاملة في شعبه القادر على اعادة إعمار وبناء ما خلفته الحرب من آثار. فالحرب الكونية على سورية نالت من البنية الأساسية والعمرانية لكنها لم تنل من عزيمة وشرف ونبل المواطن العربي السوري، ولايمكن أن ننكر أن سورية استطاعت إعادة تشكيل خريطة القوى العالمية من جديد فظهرت وبقوة روسيا والصين وإيران كقوى لها كلمتها على الساحتين الاقليمية والدولية، ومن خلال متابعتي للملف السوري أستطيع أن أؤكد أن دمشق انتصرت بفضل صلابة الشعب وبسالة الجيش واستقلال الإرادة السياسية للرئيس، وقد كتبت كتابي الأخير "المتلاعبون بأمن سورية" والذي أكدت فيه على أن أطراف المؤامرة لا يمكنهم الانتصار وكنت أختم كل فصل بكلمة هيهات أن ينتصر إرهابكم على قلب عروبتنا" وقد أهديت الكتاب في زيارتي الأخيرة للرئيس الأسد . الجمهورية: لماذا فشلت الحركة الإسلامية في مصر، في نقل النموذج القائم على العنف الدموي الهادف إلى قلب النظام و القضاء على العلمانيين الذي شهدته و لا زال دمشق إلى القاهرة، وما هو مستقبل هذا المشروع ( الحركة الإسلامية ) في مصر بعد اعتقال غالبية رؤوس تنظيم جماعة الإخوان المسلمين بمصر؟ الدكتور محمد سيد أحمد: لم تتمكن حركة الإخوان من استنساخ نموذج الإرهاب في سورية لسببين أولا الدعم الخارجي من خلال عبور الجماعات الإرهابية للحدود المصرية واجهه الجيش المصري بحسم وخاض ومازال معركة شرسة مع التكفيريين في سيناء و معركة مع طبيعة الجغرافيا لسيناء، كما أن عدم وجود كثافة سكانية ساعد الجيش المصري على التعامل معهم على عكس سورية حيث تمكنت الجماعات والعصابات المسلحة من التغلغل داخل الأحياء السكنية، وهو ما صعب من المعركة على الجيش العربي السوري. كما أن جماعة الإخوان المسلمين عندما طلبت المساعدة من هذه العصابات المرتزقة للعبور للداخل المصري كانت أعدادهم قد قلّت كثيرا بفضل الجيش العربي السوري الذي تمكن من تجفيف الكثير من منابع الإرهاب وقضى على الكثير من الإرهابيين الذين تم جمعهم من كافة دول العالم لخوض المعركة في سورية، فحين احتاجهم الإخوان في مصر لم يجدوا المدد الكافي .أما السبب الثاني فهو وعي الشعب المصري الذي استرده في 30 يونيو وإدراكه أن ما حدث هو مؤامرة كبرى يتم فيها استغلال هذا الفصيل غير الوطني، فخرج الشعب ليتصدى بنفسه لعنفهم وإرهابهم وهو ما لم يفعله الشعب السوري من البداية. وقبل الإجابة عن السؤال أريد التأكيد على أن مستقبل المشروع الاخواني في مصر قد انهار بفعل غباء الجماعة التي كان بإمكانها أن تفقد السلطة فقط في مقابل الابقاء على التنظيم والمشروع لكنهم أصروا على استمرار العنف وهو ما أدى إلى القبض على قادة التنظيم وبالتالي بدأ في التفكك وهو ما ينذر بضياع المشروع بعد فقدانه للتأييد الشعبي لكن هذا لا يعني انتهاء الجماعة بصفة نهائية من المجتمع المصري، فمازال لها ظهير اجتماعي يجب التعامل معه بشكل مختلف عن أعضاء التنظيم فالمواجهة الأمنية وحدها لا تكفي ولابد من مواجهة فكرية مع هذا الظهير الاجتماعي لتصحيح مفاهيمه. الجمهورية: باعتباركم قيادي بارز في الحزب الناصري، هل تعتقد أن ما يعرف بالمشروع " القومي العربي " الذي تدافعون عنه صالح و مناسب كي يستلم المشعل مجددا في عالمنا العربي، و يعيد آمال الملايين من شعوبنا التي أنهكتها الصراعات السياسية و الطائفية، و من تراه مناسبا كي يقود هذا المشروع الوحدوي القومي في مصر باعتبارها كانت دائما و أبدا رائدة هذا الفكر و حاملة مشعله ؟ الدكتور محمد سيد أحمد: بالقطع المشروع القومي صالح اليوم للتطبيق مع ضرورة إعادة صياغة جديدة له تتوافق مع روح العصر لكن ثوابت المشروع تمكننا من الاستقلال الوطني بعيدا عن التبعية وإحداث تنمية مستقلة ونهضة حقيقية وقدرة على المنافسة في ظل عصر التكتلات الدولية، وفيما يتعلق بمن يقود المشروع في مصر فهناك آمال معقودة الآن على الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي قال في زيارته الأخيرة لضريح الزعيم جمال عبد الناصر "أن المشروع الناصري هو الحل للخروج من الأزمة الراهنة للأمة العربية" وأعتقد أن القوميين في مصر وأيضا الغالبية الساحقة من الشعب يؤيدون ترشحه للرئاسة من أجل تفعيل هذا المشروع، وأرى أيضا أن الرئيس بشار الأسد يمكن أن يمد يده للفريق السيسي لدفع هذا المشروع القومي إلى الامام، وفي زيارتي الأخيرة لدمشق طالبت الرئيس الأسد بضرورة فتح قنوات اتصال مع مصر لتفعيل المشروع القومي ورحب بذلك وأكد على أن هذه القنوات مفتوحة بالفعل. الجمهورية: ماهو تصوركم لمستقبل العلاقات الجزائرية المصرية، التي شهدت في بعض الأحيان توترا و احتقانا لاسيما في نهاية فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك؟ و هل تتوقعون عودة تلك الروابط العميقة التي كانت تجمع البلدين أيام الزعيمين الراحلين هواري بومدين و جمال عبد الناصر؟ الدكتور محمد سيد أحمد: أعتقد أن مصر ستسعى بكل قوة خلال الأيام القادمة لعودة كل العلاقات العربية وفي مقدمتها العلاقة بجزائر العزة والكرامة جزائر المليون و نصف المليون شهيد، جزائر الحضارة والتاريخ المشترك لا يمكن لوحدة عربية نحلم بها دون الجزائر الدولة العربية الهامة والمحورية في المغرب العربي وأعتقد أن القيادة الجديدة لمصر والتي تسعى لإحياء المشروع القومي العربي لا يمكن أن تغفل دور الجزائر باعتبارها أحد أهم الدول العربية الكبرى على الخريطة وهو ما أدركه واستوعبه جيدا القائد والزعيم جمال عبد الناصر حين كان يسعى لبناء هذا المشروع فمد جسور التعاون مع قائدها العظيم هواري بو مدين وساعدت مصر الجزائر في حربها من أجل الاستقلال الوطني، حتما ستعود العلاقات المصرية الجزائرية إلى سابق عهدها الطبيعي لأن ما حدث من توتر يعبر عن غياب الوعي القومي.