لم تجد 20 عائلة تقطن بعمارة قديمة متواجدة بشارع ميمون عبد السلام بساحة الطحطاحة بالمدينة الجديدة حلا آخرا سوى الإنتظار والمجازفة بحياتها لعلها تظفر بسكن لائق مستقبلا يحميها من الخطر الذي يتربصها حاليا. لا تزال هاته العائلات تعيش في ظروف مزرية وسط الأطلال التي تحيط بها بعدما تحوّلت مساكنها إلى هياكل هشّة مهددة بالإنهيار في أية لحظة جراء التدهور الذي لحق جدرانها وأسقفها. تضم عمارة شارع ميمون عبد السلام 4 طوابق كل طابق تتجمع فيه عدة شقق تأوي بدورها 20 عائلة متعددة الأفراد بغرف صغيرة الحجم غير قادرة على استيعاب عدد السكان. ولم تقف معاناة هاته الأسر عند هذا الحد فقط بل تعدتها إلى الأضرار التي ازدادت حدتها في المدة الأخيرة بفعل الإنهيارات الجزئية، التي أضحت تسجلها البناية بصفة مستمرة إلى أن أصبحت ظاهرة عادية تربك السكان في تلك اللحظة بالذات مع وقوع الأجزاء المتناثرة لبقايا الأسقف والسلالم سرعان ما يعود السكان إلى منازلهم بزوال الخطر، وحتى وإن كان ذلك بشكل ظرفي لأنه لا خيار أمامهم سوى العودة إلى شققهم. فالمحضر الذي حررته مصالح الحماية المدنية ولجان المعاينة أكد عدم صلاحية المكان وخطورته على حياة قاطنيه، حيث عاينت هذه الأخيرة البناية وأدرجت العمارة ضمن قائمة السكان الآيلة للسقوط، وهو ما خفف من الأعباء الملقاة على أرباب العائلات ظنا منهم أنهم سيستفيدون من سكنات لائقة قريبا إلا أن ذلك استغرق 3 أشهر من تاريخ الإحصاء وإلى يومنا هذا لا تزال العائلات تنتظر دورها لتنتقل إلى أماكن تتوفر فيها ضروريات العيش الكريم. وفي هذا الشأن فقد تم ترحيل 1700 عائلة في ظرف 18 شهرا، آخرها تلك المسجلة الأسبوع الفارط والتي مست 261 عائلة لتستهدف كل السكان المتضررين من البناء الهشّ وهذا على عدة مراحل حسب البرامج السكنية التي سطرتها السلطات الولائية قصد امتصاص كل احتياجات الولاية. وإلى يومنا هذا أضحى حيّا الياسمين والنور يستقبلان بشكل دوري المستفيدين من المشاريع الجديدة، وهذا بشقق متكونة من غرفتين و3 غرف ومع ذلك لا تزال بعض العائلات المقصية تحتج على عدم استفادتها من هاته المشاريع وهذا على مستوى أحياء تابعة لقطاعات حضرية مختلفة. للإشارة فقد سبق وأن صرح الوالي خلال استضافته في منتدى إذاعة وهران الأسبوع الفارط أن سنة 2014 ستكون تاريخ القضاء على البناء الهشّ بعدما سجلت الولاية حصص إضافية لامتصاص البنايات المهددة بالإنهيار التي أضحت تشكل خطرا حقيقيا على المواطنين.