لا تزال عائلة شريك شريف المداني تعيش في خيمة بلاستكية ب 03 شارع حاج عمار ببلدية القصبة الواقعة بقلب ولاية الجزائرالعاصمة منذ 06 سنوات تقريبا وسط ظروف غير إنسانية أقل ما يمكن القول عنها إنها صعبة للغاية ، نظرا لانعدام صلاحية السكن والعيش بهذه الخيمة الرثة البالية، وذلك أمام أعين السلطات والمسؤولين البلديين للقصبة. مخالب الكلاب والقطط لا ترحم وحتى لو لم تكن الخيم رثة وبالية، فمن الصعب جدا على الإنسان أن يعيش وسط مكان غير آمن وليس به راحة وإمكانيات مادية مثل هذه الخيمة البلاستكية المصنوعة من أكياس القمامة السوداء ذات الحجم الكبير لمدة تفوق 06 سنوات، عرضة لمخالب الكلاب، القطط، الجرذان، الفئران وشتى أنواع الحيوانات الأخرى من جهة، وعرضة للصوص والمتشردين والاستغلاليين الانتهازين من أصحاب النفوس الضعيفة من جهة أخرى. وصرحت لنا زوجة السيد شريك شريف المداني، التي استقبلنا في خيمتها الرثة البالية لتحكي لنا عن معاناة عائلتها التي بدأت منذ سنة ,2002 العام الذي أقدمت فيه سلطات مصالح بلدية القصبة على طردها (العائلة) من المنزل الذي كانت تقيم به بحي ''سيدي هلال'' بالقصبة منذ سنة 1995 تاريخ زواجها من السيد مداني ، بحجة اقتحام البيت بطريقة غير قانونية وعدم امتلاك وثائق تثبت الشرعية القانونية في إقامتها بهذا المنزل القديم الشاغر منذ سنوات طوال. تصارع الزمن من أجل الظفر بلقمة العيش تضيف ذات السيدة أنها تقصد السلطات البلدية للقصبة بشكل يومي من أجل انتشالها وانتشال أطفالها من الضياع والخطر الذي يتربص بهم، غير أنه لا حياة لمن تنادي وبعدما نصبت خيمتها البلاستكية تعرضت ممتلكاتها للسرقة لتجد نفسها مجبرة على صراع الزمن والظروف والتحايل عليهم من أجل الظفر بلقمة العيش االتي تجنيها بصعوبة ومرارة، بعدما استطاع رب العائلة السيد شريك شريف المداني الحصول على فرصة عمل في أحد المقاهي المجاورة رفقة صديق له، من أجل تغطية مصاريف الأولاد والمتطلبات اليومية. نزل هش مهدد بالانهيار فوق رؤوس سكان الخيمة أفادت ربة العائلة أن معاناتها بهذه الخيمة(الهشة الرثة البالية) التي لا تتعدى مساحتها بضع سنتيمترات، رفقة 05 أولاد ومستلزمات الخيمة من أغطية، أفرشة، أواني وفرن، لم يتوقف عند هذا الحد فقط، بل تعدى ذلك إلى أبعد الحدود، حيث يوجد بمحاذاته نزل هش يعود إلى سنوات الاستعمار مصنف في الخانة البرتقالية معرض للانهيار والسقوط فوق رؤوسهم في أي وقت وفي أي لحظة من اللحظات. كما يجاور هذه الخيمة، قطاع صحي ومدرسة ابتدائية وهذا ما يدل بالفعل وما يفسر حقيقة أن السلطات البلدية والمعينة والمسؤولين المحليين على دراية جيدة بوضعية هذه العائلة التي تتخبط في الجحيم كل يوم. خطر يهدد مستقبل بنتين في سن المراهقة من ناحية أخرى لم تخف السيدة شريك، قلقها على مستقبل أولادها لاسيما البنتين اللتين لم يتجاوز عمرهما 16 سنة، حيث قالت بنبرة الأم الحزينة المقطوع قلبها على فلذات كبدها، أخشى أن يؤثر وضعنا على مستقبل ابنتي، نظرا لافتقاد منزل به باب سواء كان من حديد أو من خشب من شأنه أن يغلق خوفا من مداهمة أحد اللصوص أو الاستغلاليين أو المتشردين والسكارى للخيمة التي تفقد للأمن والأمان وللمتطلبات الأخرى. إلى جانب ذلك دقت ربة العائلة ناقوس الخطر المحدق بهم، في ظل تلوث المحيط الذي يهدد حياتهم وسط الخيمة التي تستعملها لشتى الأغراض (النوم، الطبخ، قضاء الحاجة البيولوجية، الاستراحة، الأكل والشرب وكل ما يخطر على بال إنسان أن يفعله وسط خيمته عفوا منزله . على صعيد ذي صلة وغير بعيد عن عائلة شريك شريف المداني توجد عائلة أخرى بشارع آخر كانت تقطن معها بحي ''سيدي هلال'' فيما سبق وطردت هي الأخرى، عائلة تعيش نفس الوضعية، والظروف والمعاناة رفقة بناتها الثلاثة، بعدما طردت من المنزل الذي ما يزال شاغرا لحد الآن لاقتحامها هي الأخرى المنزل بطريقة غير قانونية مثلما تؤكد السلطات . الفرج من عند الله رغم أنف المسؤولين ''لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة''، شعار يعج بالأمل لانتظار غد مشرق وحياة جديدة وبسيطة مثلما تعودوا عليها العيش على البساطة ، وسط سكنات آمنة توفر لهم الأمن والاستقرار وكافة الخدمات الضرورية، قنوات صرف مياه صالحة للشرب، إنارة داخلية وخارجية، تيار كهربائي، قنوات صرف المياه وقنوات غاز المدينة. وفي انتظار تحقيق الحلم والأمل لابد من استفاقة السلطات من نومها والتحرك السريع لإنقاذ العائلات القاطنة ببيوت من هذا النوع ومن أنواع أخرى (هشة، قصديرية، أقبية، مراكز عبور، سطوح) بإتباع برنامج سكني محكم وسريع قبل الضياع والتشرد.