* مائتي موقع للزواج وأكثر من 8 ملايين شاب يبحثون عن شريك الزواج عبر الأنترنيت من الظواهر التي صاحبت ظهور التكنولوجيا الحديثة، وانتشار الأنترنيت وأجهزة الكمبيوتر بمختلف أنواعها والتي أدت إلى ضيق المسافات وإزالة الكثير من الحواجز والحدود خلال السنوات الماضية، وتعتبر الظاهرة أيضا إنعكاس لتفشي ظاهرة (العنوسة) في المجتمع ما أدى حاليا إلى اللجوء إلى الخاطبة العصرية، وهي مجموعة مواقع زواج الكترونية (مدفوعة) وأخرى تعرض خدمة (مجانية) للزواج عبر الانترنيت، وقد أتت فكرة مواقع الزواج على الأنترنيت لتلبية حاجة ملحة، وحل أزمة داخل المجتمعات العربية، بل في العالم كله أيضا، لذا فإنها تلقي اقبالا كبيراو وخصوصا لدى زوار « مواقع الزواج» لا يكشفون عن هويتهم الحقيقية غالبا ففي عالم الأنترنيت نحن أشبه ما نكون في « حفلة تنكرية» ومن ضمن أهم اسباب الزواج ، فكرة اللجوء للمخاطبة العصرية هو ارتفاع أعداد مستخدمي الأنترنيت، حيث تشير الأرقام حسب الدراسات إلى مائتي موقع زواج بالصور، ومنها مواقع زواج اسلامي( مجاني) يزورها نحو (8) ملايين من الشباب يبحثون عن شريك العمر، كما تؤكد الإحصائيات على مستوى العالم أن حجم (سوق خدمات الزواج) على الأنترنيت بلغ أرقاما غير معقولة، إلى جانب أن الكثير من الشبان والشابات خاصة في الجزائر إستطاعوا الزواج والنجاح عبر الأنترنيت في حين كان البعض الآخر قد وجد نفسه في دوامة المغامرة التي تأخذه إلى ما لا تحمد عقباه، وهنا نسأل ونتساءل: « ما رأيكم ...وما رأيكن في « الزواج عبر الأنترنيت» ؟! وهل حقا نحن بحاجة إلى « الخاطبة الإلكترونية» فأهل التّجارب (بالباهية وهران)، وفي زمن شبح العنوسة التي بسطت جناحيها على عالم بنات حواء راحوا ورُحن يبحثون ويبحثن عن تحقيق « الزواج عبر الأنترنيت» وهناك رؤى توجّهاتها تشير إلى أن الزواج في الماضي كان يتم عن طريق الأقارب وأحيانا كان الزوج يتزوج عروسه قبل أن يراها ثم تطور الأمر إلى وجود الخاطبة التي تملك مجموعة من الصّور، تعرضها على كل من يبحث عن عروس ولم يكن هذا كافيا حتى لجأ البعض إلى الإعلان في الصحف والمحلات وابتدأت بعض المكاتب تعمل في هذا المجال حتى تطوّر الأمر إلى الزواج عبر الأنترنيت فعبر الأنترنيت يُمكن مراسلة الطرف الآخر ويمكن الحديث معه، أو رؤيته، إنه زمن البحث عن شريك الحياة عن طريق الأنترنيت . وفي هذا التغيير في وسائل (الكشف.. والمكاشفة.. والاكتشاف) تبرز جليّا الأسئلة المتنوعة التي منها:« هل من الممكن أن يجد الباحث أو تجد الباحثة الشريك المقصود عن طريق الأنترنيت؟» ثم « هل ستصير هذه الوسيلة من الوسائل النّاجحة بعد بضع سنوات في البحث عن شريك حياة»؟،..و « هل يلجأ بعض الشّباب أو الفتيات لهذه الوسيلة لتحقيق حلم الهجرة للخارج؟» و« هل سيوافق الولّي وعناصر الأسرة على (عريس) أو (عروس) تمّ التّعارف عليه أو عليها عن (طريق الأنترنيت )؟» وكما هو معلوم (فالعنوسة) كلمة مرعبة ومتعبة للنفوس والرؤوس وصفة « العانس» (لإبنة حواء» تعني الإحباط بنوعية (الملموس-و- المحسوس) والصفة باللهجة العامية وباللسان الشعبي الدّارج بمثابة (طعنة خنجر) « البايرة - المتروكة» ..!!؟؟ فهل المرأة سلعة متروكة (بايرة) فالسلعة التي لم يتم بيعها بايرة وبنات حواء التي لم يتم زواجها بايرة عجبا لزمن العجائب..!!..؟؟ ، فأين التكريم للإنسان ؟ وأين الإنسانية ؟ وهناك عناصر تشير إلى أن الزواج عبر الأنترنيت تجربة منقولة عن الغرب ولم يتم تعديلها لتتناسب مع المجتمعات والعائلات (العربية - المشارقة..و.. المغاربية) ولذلك فهي غير مضمونة النتائج لأنها أحيانا سلبياتها تتمثل في عدم المصداقية أو عدم الجدية وهنا المفارقة ومفترق الطرق !! وما يوصف ب ( زواج المصلحة) قد يُلغى بتحقيق المصلحة أو فقدانها لظروف طارئة، وفي زمن:« ليس في الإمكان أفضل ممّا كان» ، « الضرورات تبيح المحظورات» على حد التعبير الفقهي ، تجد ابنة حواء نفسها بين مطرقة العنوسة وسندان المغامرة بكل ألوان الطّيف ..!! فما الحل؟ وكيف الخلاص؟