لم يُغيِّر الترامواي من أزمة النقل بوهران كما كان متوقعا قبل انطلاقه في شهر ماي المنصرم،وهذه الوسيلة التي أضفت حُلّة جميلة على الولاية ، مازالت تستقطب الزبائن بأعداد كبيرة عكس ما كان يشاع بأنّها ستلقى الاقبال فقط في الأيام الأولى لانطلاقها ،من باب الفضول لا أكثر ولا أقل ،لحجج منها غلاء ثمن التذكرة .. والغريب في الأمر أنّ الترمواي والحافلات وكافة وسائل النقل العمومي أوتلك التابعة للقطاع الخاص ،جميعها ما تزال تكتظّ بالمواطنين ،وحتى سيارات الأجرة التي نفر منها الزبائن بعد الزيادة في التسعيرة عادوا إليها مكرهين أملا في أّن توصلهم في الموعد إلى العمل أوإلى المنزل .. والحديث جاري هذه الأيام عن تغيير كلّي في مخطط النقل بولاية وهران،للتخفيف من الاكتظاظ والضغط المشهود عبر كامل الخطوط والمحطات والشوارع ، وللتقليل من معاناة المواطنين الذين لم تلب كل الوسائل المذكورة حاجياتهم وطلباتهم المشروعة والممكنة جدا في ظل الامكانيات المتاحة والممنوحة لهذا القطاع الحساس .. ويتم بالمناسبة دراسة مشروع تمديد خط الترامواي إلى مطارالسانيا وإلى جامعة بلقايد بوهران الشرقية ،وإن ستنطلق الأشغال بداية من السنة المقبلة ،فهذا معناه أنّ حركة المرور سترتبك مرة أخرى بكافة المسارات والمسالك المؤدية إلى هذه الوجهات ،فلنتوقع أنّ السانيا وأحيائها ستغمرها الأتربة ويعمّها الخلط والفوضى ، وأنّ الشوارع العابرة من ايسطو إلى ملتقى الملينيوم ثم النهج المؤدي إلى حي العقيد لطفي وكناستيل وبلقايد الآهلة بالسكان من كلّ جانب ،ستعاني كلّها الأمّرين وسينتفض تجارها .. لكن كلّ هذه المتغيرات قد تمرّ على المواطن ووهران بردا وسلاما إذا ما أجادت "ترام نور " المؤسسة الاسبانية صاحبة المشروع أداء مهمّتها بإتقان وجِدّية عكس الاختلالات والثغرات التي رافقت عملية انجاز الشطر الأوّل من ترام وهران،خاصة وقد وفّرت لها السلطات والجهات الوصية عن القطاع كلّ ما يريحها في أداء مهمتها وفق المقاييس التكنولوجية العالمية العالية الجودة .. إنّ قطاع النقل بوهران وكباقي أغلب القطاعات بالولاية وبالجزائر في حاجة إلى إعادة بعث ودفع ولا يتسنى ذلك إلاّ بتشخيصه بمنظار العقلاء والخبراء والمختصين ،فلا يعقل أبدا أنّ ولاية متوسطية وقطب ميقابولي وعاصمة اقتصادية كوهران ما تزال تتخبط في فوضى النقل والتفاهات ..وللأسف الشديد وهذا مؤلم جدا فأغلب الحافلات وخاصة تلك التابعة للخواص بالية وأكلها الصدأ لدرجة أنّها أصبحت لاتليق بالبشر،وللأسف أنها اقتنيت وهي ذات نوعية رديئة،ضف إلى ذلك فهي في الأيام الحالية ولأنّها أصبحت كثيرة خاصة خط 11 الرابط بوسط المدينة وأحياء الصباح والياسمين والنور،قد ابتكر أصحابها قوانين خاصة في السباق والتسابق ولا يهمهم صحة وسلامة المواطن في هذا الجانب ،بدليل الحوادث المميتة التي تم تسجيلها كرد فعل لهذه التجاوزات ،وهل يعقل أن يعجز قطاع قائم بذاته عن وضع حدّ لمثل هذه الخروقات التي يشكل ردعها البداية نحو تصحيح مسار النقل الخاطئ ؟