مع بداية التساقطات الأولى للثلوج على المرتفعات التي يزيد علوها عن 700 متر ، بمناطق تيارت أصبح الوضع الآن صعبا للغاية ، خاصة للأشخاص بدون مأوى والذين لم يجدوا ملجأ يأويهم من برودة الطقس . كما أن الأفارقة المتواجدين على تراب الولاية والنازحين من دول الساحل يعانون هم كذلك من الظروف المناخية القاسية إذ يقضون ليلهم بالأزقة والشوارع تحت درجة حرارة منخفضة قد تصل إلى درجتين تحت الصفر . ومع هذا الوضع المتردي والمزري فإن الشريحتين سواء المتشردين أو الأشخاص بدون مأوى والنازحين الأفارقة تعانيان الأمرين ، وأصبحتا تتزاحمان معا للبحث عن مكان دافئ بعيدا عن البرد الشديد الذي تشهده تيارت منذ أسابيع . وفي ظل تقاعس السلطات المحلية وعدم الأخذ أو التكفل بهم ، أو حتى إطلاق برنامج إستعجالي للحفاظ على كرامة الإنسان بتوفير مأوى قد يكون لهم ملجأ أو حتى تقديم وجبات ساخنة ، فإن أهل الإحسان والخير حلوا مكان الجهات المعنية ، ومن المفروض أن تكون هي السباقة وبأسرع وقت في التكفل الجيد بهؤلاء . وفي نفس الإطار ، فإن المشكل المطروح وبحدة هو تواجد الأفارقة من نساء وأطفال بشوارع وأحياء مدينة تيارت ، طيلة اليوم ، قصد التسول ، والبحث عن دنانير تسد رمقهم وسط برودة الشتاء أما أغلبيتهم وفي الفترة الليلية فيقضونها داخل العمارات أما الذين لهم قدرة مالية فقد تمكنوا من كراء بيوت قصديرية ، وسط ظروف معيشية قاسية ، أما ما تبقى من الأشخاص الآخرين من المتشردين وبدون مأوى فيقضون لياليهم كما هو معهود لهم منذ سنوات طويلة بأمكنة داخل الأحياء والشوارع دون أن يتم نقلهم أو تحويلهم إلى مراكز خاصة بهم مما يوحي أن التقاعس موجود دون مراعاة معاناة هؤلاء خلال فصل الشتاء البارد بولاية تيارت .