شسطرت مديرية النشاط الاجتماعي بعنابة برنامجا خاصا بتنظيم خرجات ميدانية لشوارع الولاية، وذلك في إطار تطهير كل الأماكن والأزقة وحتى أقبية العمارات من المتشردين تزامنا مع فصل الشتاء، وحسب مديرة النشاط الاجتماعي صليحة معيوش، فإن هذه العملية التضامنية تشارك فيها ما يقارب 10 فرق منها؛ مصالح الأمن ولجان الدوائر وحتى رؤساء البلديات إلى جانب الحركات الجمعوية، ومن المنتظر تحويل هذه الفئة إلى مراكز خاصة منها دار الإنسانية ومركزي إعادة التربية بمنطقتي بوزعرورة والحجار. تحصي مديرية النشاط الاجتماعي بعنابة نحو ألف متشرد بالولاية خلال السنة الجارية، أغلبهم قادمون من الولاياتالشرقية على غرار تبسة، سوق أهراس، الطارف وقالمة، يلتحفون السماء ويفترشون الأرض، يقضون جل وقتهم في التشرد والتسوّل، ويتخذون المساجد والشوارع الرئيسية وحتى المقاهي مأوى لهم، الأمر الذي ساهم في اتساع دائرة الفوضى والاعتداءات الخطيرة على المواطنين واستلاب أغراضهم. وحسب إحصائيات خلية الأحداث التابعة للمجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة، فإنه تم تحويل نحو600 طفل قاصر إلى مركز إعادة التربية ببوزعرورة، تتراوح أعمارهم ما بين 9 إلى 15 سنة تم توقيفهم إثر مداهمات قامت بها ذات الجهة، حيث تورّط هؤلاء الأطفال في حيازة الأسلحة البيضاء وكذلك تناول الأقراص المهلوسة، وحسب تقرير الطب الشرعي، فإن 12 طفلا تعرضوا لاعتداءات جنسية من طرف المنحرفين، خاصة أن مأوى الأطفال القصر يتركز بشارع شاند مارس ومحطات النقل، أين تستغلهم عصابات مجهولة في السرقة وترويج المخدرات واستعمال الخناجر للاعتداء على المارة. وفي سياق متصل، كشفت تقارير خلية الأحداث أن الأطفال المتشردين أغلبهم أبناء لمطلقين وآخرون يعيشون عند الأهل. تجدر الإشارة أن الأطفال المتشردين الذين تم توقيفهم من طرف المصالح الأمنية خلال الأسابيع الأخيرة، تمكنوا من الفرار من مركز إعادة التربية والعودة إلى الشارع. وعلى صعيد آخر، تحصي مديرية النشاط الإجتماعي بعنابة أكثر من 300 شيخ طاعن في السن يعيشون في العراء دون مأوى، بينهم 10 بالمائة ذوي صحة متدهورة تم تحويلهم من طرف مصالح الحماية المدنية إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد من أجل تلقي العلاج الفوري، في انتظار تحويل بقية المسنين خلال المداهمات الليلية القادمة لشوارع المدينة إلى مركز الأشخاص بدون مأوى والمتواجد بقلب مدينة بلاص دارم، إلى جانب استغلال أجنحة شاغرة تابعة لمراكز العجزة بحي الصفصاف وكنيسة لالا بونة ببوحمرة. وفي سياق آخر، أكد مخبر علم الاجتماع بجامعة باجي مختار بعنابة، على ضرورة احتواء ملف التشرد بعنابة لأنه أخذ منحنى خطيرا بسبب تزايد معدل التسول بالولاية، إلى جانب تورط الفتيات في ممارسة الرذيلة أمام مرآى الجميع. ولمناقشة ملف التشرد بعنابة، أكدت مديرة النشاط الاجتماعي صليحة معيوش، أن المديرية قد خصصت 3 مليارات سنتيم لإنجاز دار إنسانية بمنطقة البوني، إلى جانب توسيع وترميم دار الأشخاص بدون مأوى ببلاص دارم، وذلك من أجل تخصيص فضاءات تأوي هذه الفئة من الاعتداءات الوحشية والتسكع في الشوارع. أما عن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تزايد عدد المتشردين بالولاية، فيعود إلى العشرية السوداء.