• 13 عائلة تقطن في بيوت من البلاستيك بحي الحمري يعيش العديد من السكان الذين قاموا بنصب خيم في مختلف أحياء و شوارع مدينة وهران، حالة معيشية مزرية بهذه البيوت الفوضوية، بسبب معاناتهم الشديدة و القاسية، مع البرد والأمطار التي تهطل في فصل الشتاء على خيمهم المشيدة بطريقة بدائية، و بالمناسبة فقد قمنا صباح أمس بجولة استطلاعية إلى الحمري الذي تتواجد فيه هذه البيوت البلاستيكية المنتشرة في مختلف أحياء و أزقة هذا الحي الشعبي العتيق، ولاحظنا بالفعل "ديكورا" مؤسفا و محزنا للحالة التي تتواجد فيها مختلف العائلات التي اتخذت من هذه البيوت البلاستيكية مأوى لها، كانت بالفعل مأساة و كارثة تستحق التفاتة مستعجلة من قبل المسؤولين المحليين الذين ينبغي عليهم التحرك في أقرب الآجال بغية ترحيلهم إلى سكنات لائقة و مريحة تنسيهم سنوات الغبن و المعيشة الضنكة، و بالمناسبة فقد أكد لنا السيد (ح.م) صاحب خيمة في حي الحمري و تحديدا في شارع بوجلال يحيى، بأنه سئم من الوعود و الكلام الفارغ، الذي لا يغني و لا يسمن من جوع، و أنه ينتظر منذ 5 سنوات أن تقوم السلطات المعنية بترحيله رفقة الكثير من العائلات التي قامت بنصب خيمها في هذا الحي الشعبي العتيق، إلى أخرى أكثر أمنا و آمانا حتى يتسنى له و لأسرته التي يعولها أن تعيش معززة مكرمة، بعيدا عن رعب سقوط سقف سكنهم الهش الذي انهار جزءا منه بسبب التساقط الغزيز للأمطار في 2008، وهاهو اليوم يصارع كل شيء( الأمطار، الحشرات، الكلاب الضالة، الأمراض المتنقلة عبر المياه، البرد القارس... إلخ) إلى حين يأتي الفرج الذي قال إنه طال أمده، و بقيت وعود المسؤولين سوى حبرا على ورق، وسمحت لنا الزيارة الفجائية التي قمنا بها إلى خيمته التي وجدناه في حالة يرثى لها، بالوقوف على وضعيتها الداخلية حيث كانت ضيقة، و لا تكفي لإيواء أكثر من فردين فقط، شعرنا و نحن بداخلها بالأسى و العار، و تساءلنا في قرارة أنفسنا عن أسباب عدم ترحيلهم إلى سكنات أخرى لائقة، لاسيما و أن معاناة هذه العائلة وباقي الأسر الأخرى التي تقطن " خيم الغبن "، كما وصفها الكثير من السكان الذين حاورناهم، كانت بالفعل كبيرة، و تقضي ترحيلهم في أسرع وقت ممكن إلى أخرى لائقة، حتى تنتهي هذه "التراجيديا" التي وقفنا عليها، وأكد لنا السيد (ح.م) بأن هذه الخيمة التي زرناها صباح أمس تأوي 4 أفراد دفعة واحدة، والدته، زوجته و طفلتيه الصغيرتين، و أما هو فقرر البقاء في بيته المهدم و العيش في شقة آيلة للانهيار، نظرا لضيقها وعدم وجود مكان يسمح له بالمبيت معهم في هذا الكوخ و البيت البلاستيكي، و نفس الأمر وجدناه في خيمة أخرى بوسط مدينة وهران، حيث لاحظنا استياء كبيرا من قبل بعض السكان الذين استجوبناهم و أكدوا لنا أنهم يطالبون من المسؤولين المعنيين بالإسراع في ترحيلهم وإخراجهم من هذا الجحيم الذي يعيشون فيه، وقال لنا الكثير منهم إنهم أصيبوا بالإحباط وخيبة الأمل لطول مدة تسليم السكنات التي وعدتهم إياها السلطات الوصية خصوصا و أنهم تحصلوا على قرارات الاستفادة المسبقة منذ سنة 2012 ولكنهم لحد الآن لا يزال الغموض وشح المعلومات هو سيد الموقف، ولم يتعرف هؤلاء السكان على تاريخ ترحيلهم إلى شقق لائقة و ملائمة، فمتى تتم عملية تسليم السكنات الاجتماعية للقضاء على هذه البنايات الهشة؟ وهل ستكون سنة 2014 التي هي على الأبواب، فأل خير على هذه العائلات المتضررة؟ مع العلم أنه في حي الحمري لوحده توجد 13 عائلة تقطن هذه البيوت المصنوعة من مادة البلاستيك أو ما يعرف بالدارجة "الطواسيري".