جدد سكان بلدية المدنية بوسط العاصمة، مطلبهم إلى السلطات المحلية، بترحيلهم إلى سكنات لائقة، خاصة أصحاب البيوت الهشة التي تعود إلى العهد الاستعماري والبيوت القصديرية، على غرار حي العتيق، حي الناضور، وسعيد قويدري، الذين أكدوا ل «المساء» أنهم أصبحوا يواجهون هشاشة البيوت التي يقطنون بها والتي تعود إلى العهد الاستعماري، فجدرانها تتسرب منها المياه، خاصة عند هطول الأمطار، حيث يضطرون الى استعمال الدلاء تفاديا لانتشارها في كل أرجاء المنزل. وأضاف هؤلاء أن بلدية المدنية بها حوالي 23 بناية مهددة بالانهيار، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على ساكنيها. مشيرين إلى أن مشكلة السكن أصبحت جد عويصة، وأنهم ينتظرون في كل لحظة ترحيلهم الى سكنات لائقة، مؤكدين على أن الكثير منهم أودع طلبات الحصول على سكن منذ أكثر من 30 سنة... ومن بين هذه الأحياء حي الورود الذي يطالب قاطنوه السلطات المحلية بترحيلهم، حيث زاد اهتراء وتشقق الجدران وانهيار الأسقف بمساكنهم، خصوصا عند تساقط الأمطار، فضلا عن استعمالهم مراحيض جماعية تمر بالقرب منها خيوط كهربائية، بالإضافة إلى ضيق المنازل. وأضاف ممثل حي الورود، أن حوالي 90 عائلة قاطنة بالحي تعاني يوميا بسبب ضيق البيوت التي تتشكل من غرفة واحدة او اثنتين وهي عرضة لتسرب مياه الأمطار، ولتفادي ذلك تضطر إلى إعادة ترميم وتهيئة الأسقف والمنزل كل صيف. كما أكدوا أنهم أودعوا منذ أكثر من 40 سنة طلبات سكن، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد الى حد الآن. أما سكان حي المحصول، فإنهم يتساءلون عن تاريخ ترحيلهم في إطار إعادة ترحيل أصحاب البيوت الهشة التي باشرتها المصالح الولائية السنتين الماضيتين وتم توقيفها العام الماضي. وأكد بعض السكان في تصريحهم ل « المساء»، أنه تم ترحيل عدد كبير من قاطني حي المحصول الذي كانوا يملكون غرفة واحدة «وعدتنا المصالح الولائية بترحيل السكان المتبقين الذين يقطنون في البيوت التي توجد بها غرفتان فما فوق، ونحن ننتظر إلا انه إلى غاية اليوم لم يطرأ أي جديد»، يقول أحد السكان. من جهته، اعترف نائب بالمجلس الشعبي لبلدية المدنية بوجود أحياء بالبلدية تعود إلى عدة عقود مهددة بالانهيار، بالإضافة إلى بعض البيوت القصديرية. مشيرا إلى أنه تم القضاء على نسبة معتبرة من السكنات القصديرية بترحيل نزلائها إلى سكنات لائقة، خاصة منها أحياء العافية ديار الشمس والمحصول، «وسيتم النظر في حالة باقي العائلات التي تعاني من مشكل السكن بالتنسيق مع الولاية التي لها الصلاحية في عملية الترحيل». كما أضاف المصدر، أن مصالح البلدية ستعمل جاهدة بالتنسيق مع المصالح الولائية، على اتخاذ التدابير اللازمة التي من شأنها انتشال العائلات المتضررة من وضعيتها والقاطنة بالبيوت الهشة والقصديرية أو ترميمها في أقرب الآجال. مشيرا إلى أن بلدية المدنية لم تستفد منذ مدة طويلة من السكن في شقيه الاجتماعي والتساهمي بالرغم من الحاجة إليه.