عرضت فرقة " أوفياء المسرح " المشاركة في المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم في طبعته 43 مسرحية بعنوان [ كي هنا كي لهيه ] والتي أراد أصحابها بعث جملة من الرسائل القوية إلى الجمهور الذي حضر بكثرة إلى دار الثقافة ولد عبدالرحمان كاكي في مقدمة تلك الرسائل نذكر الرغبة في نشر السلام عبر مختلف أنحاء العالم وهذا لن ولم يتحقق إلا في حالة الحذر من السقوط في مختلف أشكال وأنواع العنف التي تتولد عنها في الأخير إلا الحروب والمآسي والأزمات بمختلف أنواعها حيث أن مسرحية " كي هنا كي لهيه " تبين جليا على أن هذا المبتغى لن يتحقق إلا في حالة ما إذا تجاوز الإنسان نزعته الحيوانية التي تدفعه وفي الكثير من الأحيان إلى ارتكاب أفعال تضر أكثر مما تنفع وهذا كلما استعملها بطريقة خاطئة في معالجة المشاكل التي تعترضه في الحياة ، إن المسرحية تبدأ بعرض عادي لشخصين منشغلان في الحديث عن أمور الدنيا حيث أن أحدهما وهو الشاب بوعلام يتعهد لصديقه بإمكانيته معاكسة بنت إمام القرية المجاورة والتقرب منها للوصول إلى قلبها وفي إحدى محاولاته يتمكن بوعلام من تحقيق هدفه بعدما أقنع الشابة على أن والدها يكون قد أخطأ في تفسير إحدى الفتاوى وهو يسير معها في الشارع يصطدم بشباب قرية بنت الإمام الذين ينهالون عليه ضربا ليرمى في نهاية المطاف داخل غابة بعيدة عن القرية فيبدأ بوعلام بالعواء كالذئب ليتحول جسده بعد فترة إلى ذئب حقيقي ما يفرض عليه التعايش في بداية الأمر بحذر مع بقية الحيوانات المفترسة داخل الغابة التي تطبق في ما بينها ما يعرف بقانون الغاب وهكذا ينتقل العرض من الحياة الإنسانية التي يعيشها البشر بصفة عامة إلى الوضعية الحيوانية أين يفقد ذالك " الإنسان " شيئا فشيئا كل القيم والمبادئ التي كان يعيش عليها من قبل حيث تصل المسرحية إلى إظهار وبقوة على أن الحياة التي تعيشها الإنسانية لا تختلف كثيرا عن ما هو معاش داخل الغابة خاصة عندما يفقد هذا بنو آدم كل ما يربطه بالسلوكات الحضارية والقيم الروحية والإنسانية . بعد عرض مسرحية " كي هنا كي لهيه " اقتربت جريدة الجمهورية من السيد بنتال نورالدين رئيس جمعية [ أوفياء المسرح ] لبراقي الذي أطلعنا على أن كاتب النص هو السيد محفوظ فقير والذي ترك بصماته في الوسط الأدبي نظرا لكتاباته الخاصة في الشعر الملحون والحكم الشعبية ، ثم عرج محدثنا على المسرحية التي قدمتها فرقته خلال مهرجان مستغانم لمسرح الهواة موضحا على أنها اعتمدت توظيف الحيوانات بغرض العودة بالمشاهد إلى فكر وأسلوب عمل ابن المقفع الذي كان يخاطب المجتمع عامة و الحكام خاصة من خلال لسان حال مختلف الحيوانات نظرا لصعوبة المرحلة التي لم تكن تسمح لأي كان إظهار أفكاره خاصة منها التي كانت تنقذ وتتناقض مع سياسة الحاكم ، مؤكدا في ذات السياق على أن الإطار الزماني والمكاني لا يهمان في هذه الحالة ما دام أن الأحداث قابلة لأن تكون في أي بقعة من العالم وفي أي وقت ليضرب أمثلة بخصوص الأحداث الجارية اليوم في فلسطين والعراق وافغانستان ، وعن نشاطات فرقته قال السيد بنتال نورالدين ورغم حداثتها إلا أنها تحصلت على الكثير من الجوائز منها الجائزة الأولى " لأحسن عرض متكامل وأحسن أداء نسائي " وهذا خلال مهرجان مسرح الهواة بمستغانم سنة 2005 وكذا " البرنوس الذهبي " الذي تحصلت عليه في مدينة سيدي بلعباس في سنة 2006 ، ورغم هذه الإستحقاقات يواصل محدثنا قائلا جمعيته تبقى مهمشة من قبل مسؤولي بلدية براقي الذين يمتنعون عن مد أي مساعدة بدليل تنقلهم إلى ولاية مستغانم كان على حساب نفقاتهم الخاصة .