طالبت عدة جمعيات نشطة في المجال البيئي بولاية تلمسان بتوخي الحذر من الفيضانات الفجائية والتي من شأنها ان تؤدي لكارثة مثلما شهدته دائرة بن سكران ولعريشة وكذا ماحدث بالولايتين المجاورتين كالبيض وسيدي بلعباس وخلّفت خسائر مادية و بشرية جراء تمركز تجمعات سكنية بالقرب من الشعاب. وجاء تحذير الجمعيات نتيجة تكاثر السكن الفوضوي وتشييده على ضفاف الوديان النائمة والخطيرة كما هو الحال لوادي تران بتلمسان المتسبب في تشريد العشرات من العائلات وجرف سيدة عن طريق السيول القوية وهذا منذ ثلاث سنوات ورغم ماخلفه من مأساة وهول إلا أن الكثير من المواطنين يتعمدون غلق هذا الوادي بفروع الأشجار وإستغلال رحبة المجرى للسكن . وأشارت الجمعيات المتخصصة في حماية البيئة و المحيط لوادي مماثل غير بعيد عن بن سكران ويعني وادي تافنة الذي يهدد سكان قرية بورواحة عبد السلام خاصة وأن الساكنة حولت هذا النهر لمزبلة عشوائية والأمر يتشابه بالنسبة لواد حمان بالرمشي و بني ورسوس الذي يشق القرى التابعة لها و بدورها وظفته لتوسيع البناءات وتحديد جهات منه لرمي النفايات التي ساهمت في سد الجسر كمنفذ وحيد يمر به السكان وفي حالة وقوع الطامة سيجد الجميع أنفسهم في عزلة عن الدائرة والبلدية (الرمشي) والمؤسسات التربوية. الحل في الوقاية ومنع البناء على الضفاف وبالغزوات يشكل وادي غزوانة حسب تتبع الجمعيات لحالة الفيضانات المرتقبة في أي لحظة زمنية خطورة كبرى على قرية جامع الصخرة التي يفصلها لناحيتين زيادة لتضرر الأحياء الهشة بالمدينة الساحلية سيما المجاورة للوادي كحي البرتقال وحي زلاميط. و بهنين أشارت نفس المصادر أن الواد المار بوسط المدينة يعتبر"غول" قادر على إغراق أقدم مدينة عتيقة تاريخية وطمس معالمها الأثرية . وبمغنية يبقى واد ي وردفو و جرجي أكبر الوديان المدمرة لكل ماهو حي لقطعه للجهةة الجنوبية للمنطقة الحدودية وأول الأحياء التي يمسها التهديد حي المطمر والنسيج الداخلي للمدينة. أما بالزوية فيظهر جليا المجرى المائي المجانب لحي بوحميدي الذي يترقبه القاطنون مع مطلع فصل الأمطاركونه يفيض بعديد السكنات والمدرسة القديمة الواقعة بجنبات الوادي الذي طالما حبس العشرات من المتمدرسين ومنعهم من الذهاب للدراسة ونادت في سياقه جمعية أولياء التلاميذ لإيجاد حل عاجل يقضي على معاناتهم السنوية. وبجنوب تلمسان تظل الأودية الصحراوية حجر عثرة في وجه السلامة العامة لدى الساكنة التي تقع في هذا المشكل لغياب اوعية تجميع المياه الفائضة كماقورة وسيدي الجيلالي ولبويهي ولقور وسبدو التي تتضرر هي الآخرى من السيول القادمة من وادي كسكاس الواصل لغاية أولاد ميمون وعين تالوت والتي جميعها محصورة بين أخطار مياه الوديان التي تتقاطع تارة وتتلاقى تارة آخرى حسب الموقع الجغرافي للمناطق مما يستوجب دراسة مفترقاتها وتسجيل فيها مشاريع ضد الفيضانات وردع أي مواطن يتعمد بناء مسكنه على أنقاض المجاري المائية بالصرامة الأمنية والقضائية لاجتناب المخاطر المتكررة.