في رسالة وجهت للسلطات المحلية لبلدية مغنية وعلى رأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية مغنية تسلمت "الجمهورية" نسخة منها، ألغى مواطنو حي عمر المختار غرب مدينة تلمسان وقفتهم الاحتجاجية السّلمية التي كانت مبرمجة، وذلك بناء على الوعود التي تلقتها جمعية الأمل لحي عمر المختار من مصالح الدائرة بعد معاينتها للوضع الكارثي للحي، حيث كانت الجمعية قد تقدّمت بلائحة تسلمت "الجمهورية" نسخة منها، تضمنت عدّة نقاط في مقدّمتها تعبيد الشارع الرئيسي للحي والذي هو في الأصل عبارة عن تجمعات سكانية فوضوية، حيث رصدنا فيها معاناة سكان يتخبطون في صراعهم مع الموت كلما تهاطلت الأمطار جراء تواجدهم بمنازل مبنية بطرق عشوائية، ويعيشون حياة البؤس والشقاء في صمت دام عشرين سنة، ويقول رئيس جمعية الأمل للحي أنّ هذا الأخير في الأيام الممطرة تتوزع برك ومسابح مائية هنا وهناك، إلى جانب الاهتراء الذي يطبع الحي، فالزائر إلى الحي يظن نفسه في مكان نائي لا يمت بصلة لأجواء مدينة مغنية، كما رفع سكان الحي انشغالاتهم المتراكمة لسنوات طويلة بخصوص جملة من المشاكل التي لا تزال عالقة، والمتمثلة أساسا في مشكلة انجراف التربة على اعتبار أن المنطقة ذات طابع جبلي شديد الانحدار ببعض الشوارع، حيث أصبحت المنطقة السكنية تعد من بين إحدى النقاط السوداء، ومن بين أهم المخاطر التي تتربص بسكان الحي والتي تثير مخاوفهم وهو الواد الذي يعبر الحي عند محطة توقف الحافلات على مستوى مدخل الطريق الرئيسي للحي بسبب تحوّلها مؤخرا إلى حي فوضوي، يأوي اليوم أكثر من 10 آلاف نسمة. وأضاف ذات المتحدّث أن حياة العائلات بالحي في فصل الشتاء تتحول إلى جحيم، إذ يقضون معظم أوقاتهم في حمل التربة التي تجرفها الأمطار وإعادة رميها بعيدا عن مداخل بيوتهم، خوفا من انحدارها مرة ثانية إلى مساكنهم، الأمر الذي يؤدّي إلى حدوث كارثة لا يحمد عقباها، وما زاد من استياء السكان تلك الوعود التي تلقوها من طرف المجلس الشعبي البلدي لبلدية مغنية في العديد من الجلسات الماراطونية، والتي مفادها قرب شروع مصالحهم في عملية تعبيد الشارع الرئيسي للحي غير أنهم لم يلمسوا أثرها في الميدان، ومن بين المشاكل التي طرحت أيضا تزويد المباني المتواجدة بمدخل حي عمر المختار بالكهرباء والماء وقنوات صرف المياه وكذا بنايات الجهة الغربية للحي، فضلا عن إصلاح وترميم المدخل الرئيسي للحي بوضع بالوعات لصرف مياه الوادي الناتجة عن التساقطات المطرية مما يجعل الحي في عزلة تامة، إلى جانب برمجة بناء متوسطة وثانوية لتخفيف عناء تنقل التلاميذ خاصة في فصل الشتاء وتخصيص مساحات خضراء وأماكن للترفيه والتسلية الخاصّة بالأطفال، ليبقى مشكل تسوية عقود السكنات من أكبر المشاكل التي يعاني منها سكان حي عمر المختار ببلدية مغنية.