مآسٍ كثيرة، يتعرض لها النازحون في الحروب الأهلية والنزاعات القبلية التي تنشب هنا وهناك، فلغة الكلاشينكوف والمدافع تقتل أبناء البلد الواحد في السودان، وإفريقيا الوسطى والصومال، حتى لا نذكر إلاّ هذه البؤر الساخنة، لا ندري لأي هدف ولا مطمع ولا مطمح، فقط هو حب السلطة والتسلط على حساب الضعفاء (...) نساء، وأطفال، وشيوخ يمشون بونا شاسعا في البراري والقفار هربا من الموت المحقق، لا زاد ولا حتى شربة ماء تطفىء غليلهم، نعم هي صور مأساوية تبثها كل فضائيات العالم عن الأوضاع في هذه البلدان، من هو الخاسر الأكبر في كل هذا العباب، أليس هو الإفريقي البسيط، الذي يفترش العراء، ويلتحف الأسقام، والأخبار، تتحدث عن وصول الزعيم الفلاني والنائب العلاني إلى سدة الحكم، وهو الذي رأى رغد العيش في البلاد الأجنبية تحت «حنو» الإليزيه و«المكتب البيضاوي»، جوتوديا، سلفاكير، وآخرون، لا هم لهم سوى العظ بالنواجد على مركز القوة، وبسط النفوذ وشعوبهم، ترى الردى يهرول أمامها في كل لحظة وحين، القوافل الكبيرة من مساعدات الأممالمتحدة تصل إما متأخرة، إما تعترضها ميليشيات الإرتزاق الإجرامي، لتذهب لوجهة معينة، وتزداد نعرات الضور، والبؤس، ومصائر تلك البلدان تخطط وتطبخ في مخابر الاستخبارات الخارجية لدول تسعى جاهدة لجعل إفريقيا مناطق نفوذ لها. فهل ما يسمون أنفسهم بزعماء في هذه البلدان المتأججة يرغبون فعلا في استقرار أوضاع شعوبهم، والحفاظ على سلامة أبدانهم وكرامتهم، والله حالة الإنسان الإفريقي هناك تدعو للضجر، والتقزز، فعلا صدق من قال عندنا«ما يحس بالجمرة غّير اللّي مكوي بها»، فمتى يبلغ هؤلاء سن الرشد السياسي!؟.