هذا الصيف لم يأت مميزا بشدة حره فقط، بل بصمته الثقيل على الطبقة السياسية، وحتى على وسائل الإعلام التي لم تجد من مادة تقتات بها سوى إن كانت الشخصيات عندنا ترتدي مايوهات أم لا على شاطئ البحر. ولأن أغلبهم تحفظ على الجواب، فالأكيد أنهم لو لم يتحفظوا للهثت وسائل إعلامنا خلف ألوان المايوهات التي تفضلها الشخصيات عندنا. فتصوروا مثلا وزير النقل عمار تو بمايو أصفر على الشاطئ، ووزير الأشغال العمومية بمايوه برتقالي وقبعة صينية، ووزير التضامن بمايوه ملون بالفراشات أو الأزهار، وهكذا حين يفلس الوضع السياسي تفلس الأفكار الإعلامية، ولا لوم هنا على الإعلام إن فكر في المايوه الذي يرتديه الوزير الفلاني أو النائب العلاني، ولكنه الصمت المطبق الذي خيم على كل شيء فدخلت البلاد في سبات صيفي عميق جدا، فحتى أخبار المجتمع ما عادت تطعم أو تغني من جوع، لأنها تراكمت وصارت لا تتغير وتتكرر في صورة مملة، "فالحراڤة" كدأبهم دوما يشقون عباب البحر وأمرهم ليس جديدا، والفقر سواء تحدثنا عنه أو نفينا وجوده يظل ظاهرة قديمة مستهلكة، والأعراس تتكرر في نسخ صيفية، والأحزاب ربما أخذت أعضاءها إلى الشواطئ لتخيم بمايوهات مختلفة الألوان، بما أن أعداد المنخرطين فيها صاروا يعدون على أصابع اليد، لم يبق لنا في هذا الصيف سوى وضع اليد على الخد وانتظار ما يسفر عنه الخريف، قد تأتي الطيور المهاجرة بالجديد، ربما أنفلونزا جديدة قد تحرك المشهد السياسي والإعلامي. هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته