المواطن البسيط في كل منطقة من البلاد، طموحاته، بسيطة، لسبب دقيق وواضح، كونه يرى التنمية المحلية بمنظار الواقع، وليس بمفهوم المكاتب والتقارير فنقل سؤلك من أي جهة، وسل عن المياه، والطرقات والخدمات، والصحة (يا سلام...) والإدارة، فتخرج من أفواه جل المستجوبين زفرات عميقة تنم عن تأسف وتأفف، لمآل بعض المصالح المحلية وخروجها عن جادة الخدمة العمومية المطلوبة، والتي من المفروض أن تكون وفق ما سطر لها في القوانين والنظم، إنصافا لهذا المواطن المسكين في هندامه وفكره. فالكل يجمع، أن غالبية الهيآت تعاني من أوجاع في التسيير، والدليل ما نقرأه في الوقائع اليومية وبالبنط العريض «رئيس بلدية فلانية وراء القضبان..» « اختلاسات وتزوير في 000 »، «احتجاجات حول قوائم السكنات في كذا...» وهلم جرا من التشنج الذي زاده سقما النزاعات والخلافات بين منتخبين الذين يغني كل واحد منهم ليلاه في عزّ النهار، أين مصلحة المواطن في هذا المضمار، الذي من الواجب أن يكون بونا شاسعا للمنافسة الشريفة والعمل الدؤوب لانتشال الواقع التنموي من الرواسب والتراكمات التي عششت وباضت وأفرخت انسدادا في التسيير، يذهب ضحيته دوما «بارد الأكتاف» و«خالي الوفاض» والله تضارب المصالح، والذاتية المفرطة وراء الداء العقام الذي استعصى على القائمين والمسؤولين النزهاء من أبناء الوطن المخلصين الذين أصبح بعضهم محل شك وريبة، مع أنهم البناة الحماة. رحم الله سياسيا جزائريا قال في يوم ما: « المسؤولية تكليف وليست تشريف» و«المنصب أعوام أما النضال فدوام».