*هل لك أن تعرف القراء الكرام بشخصك ؟ بن يمينة بلقاسم من مواليد 20/02/1953 بمدينة مستغانم ، نشأت وترعرعت ككل شباب مدينتي في الأحياء الشعبية ، كما أعتبر نفسي من أبناء الترجي كوني قضيت كل مراحل التكوين فيه ولعبت له لسنوات طويلة . *هل لك أن توضح أكثر لعبت لفريقي الترجي المستغانمي من سنة 1969 إلى غاية 1984 ، أي 15 سنة كاملة ، هذا طبعا من فريق الأشبال انتقالا إلى فئة الأواسط ثم الأكابر الذين بقيت بينهم خمسة سنوات كاملة ، كان يدربنا المدرب اليوغسلافي بوبوف ، أنهيت مشواري الكروي في سنة 1986 ضمن تشكيلة الفريق المستغانمي الثاني وداد مستغانم ، حيث لعبت له لمدة سنتين 1984/1986 ، لم يكون لي منصب معين ، لعبت في المناصب ، لكن المنصب المفضل لي هو الوسط الميداني . *المهمة الحالية للسيد بن يمينة في نادي الترجي ؟ الآن أنا أشغل منصب مدرب فريق U19 ، نحتل الرتبة الثالثة في البطولة ، أحاول أن أنقل لهذه الفئة كل ما أملك من معارف وتقنيات تحصلت عليها خلال مشواري الرياضي المتواضع . *رأيك في ترجي بتشكيلة 2013/2014 والله التشكيلة التي تلعب تحت ألوان الخضرة والبيضاء للترجي المستغانمي اليوم هي مغايرة تماما للتشكيلة الأصلية والمعروفة والمعهودة وحتى طريقة اللعب اختفت، حدث هذا طبعا وللأسف بعدما غادر أكثر من 20 لاعبا الفريق خلال الموسم الكروي الماضي ، حيث انتقل جل إطارات النادي وكوادره إلى فرق أخرى ما أحدث استنزافا حقيقيا لفريق الميموزا كما تسمى ، حيث يجد الترجي اليوم الكثير من الصعوبات للخروج من الوضعية التي وجد نفسه فيها ، هذا ما يقلق المحبين لهذا الفريق العريق و يتخوفون كثيرا من سقوطه إلى المستويات الدنيا . *أنت ابن الفريق هل لك أن تقول لنا لماذا الترجي يقبع في القسم الوطني الثاني منذ الإستقلال ولم يصعد الترجي إلى القسم الوطني الأول ، إلا في سنة ليعود من حيث أتى ؟ ببساطة أقول لك أن فريق الترجي كان ضحية أناس دون ذكر أسمائهم وضعوا أياديهم الغليظة على كل مخارجه ومداخله ، في حين يعرفون أنهم غير مؤهلين لذلك ، وقد استمر هذا الأمر لعقود من الزمان ، أكرر دون ذكر الأسماء ، يعرف كل من يقرأ هذه الصفحة نفسه . *كيف يرى بن يمينة خروج الترجي من هذا النفق الخروج في الحقيقة لا يأتي إلا بالعمل ، خاصة مع الفئات الصغرى ، بكلمة واحدة الإرتكاز على أبناء الترجي الذين يترعرعون ويتدرجون ضمن مختلف المستويات من الكتاكيت إلى الفئات الكبرى ، أما البقاء على الإستنجاد بلاعبين لا نعرفهم ولا يسري في عروقهم حب الفريق كما يجري الدم في جسم الإنسان لا يمكن أن ننتظر منهم الكثير ، أملي أن لا يسقط الترجي لكن ما تعيشه الفرقة لا يمكن أن نتفاءل كثيرا ، لأنه في نظري خطى الخط الأحمر ومن الصعب العودة في البطولة التي نحن في شوطها الثاني ، حيث أن الترجي الذي يتذيل الترتيب بعيد عن من يسبقه . * خلال مشوارك الرياضي الطويل مع الترجي ما هي المباراة التي لا زال راسخة في ذهنك المباراة التي لا زالت راسخة في ذهني هي مباراة الترجي مع غالي معسكر خلال الموسم الكروي 79/80 ، حيث فزنا على هذا الأخير في ملعبه ً مفلاح عواد ً بهدفين مقابل هدف واحد ، كان فريق الغالي يتربع آنذاك على البطولة ، سجل المهاجم بن نورين الهدفين وأخرجت هدفا محققا من خط المرمى بأعجوبة في آخر ثواني المباراة . *من هم اللاعبين الكبار الذين أعجبت بهم سواء في داخل الوطن أو خارجه ؟ لي مجموعة من الأسماء فعلى المستوى الداخلي أذكر كل من الطاهر بن فرحات لاعب شبيبة تيارت ، بن مخطار ، رضوان ، تاسفاوت حميدة من جمعية وهران ، كبير من رائد شباب غرب وهران وهران ، دون أن أنسى عمار من بلعباس وزيدان لاعب الترجي ، أما بالنسبة للخارج كان يبهرني كنتونا نظرا للرجولة التي كان يتحلى بها داخل وخارج الملعب . *إذا طلب منك مقارنة اللاعب الحالي بلاعب العقد السابع والثامن من القرن الماضي ماذا يقول بن يمينة ؟ الفرق كبير وشاسع ، ولا مجال للمقارنة ، فلاعب العقود الماضية كان يبلل قميسه ، همه الوحيد أن مخيلته تحمل تصور واحد وهو إسعاد المناصرين والجمهور الذي انتقل إلى الملعب لرؤية اللعب الجميل ومعنى التضحية والتفاني في اللعب ، الصورة التي بين يديك خير دليل عن ما أقول ، حيث كان ملعب بن سليمان وملاعب الولايات الأخرى تملئ عن آخرها ، لأن ببساطة لم تكون نيتنا الغش ، وعندما نخسر مباراة لا تجد أحد يتكلم في غرفة الملابس وكأن الحزن خيم على اللاعبين ، دليل الحرارة التي كانت عند كل من كان يحمل ألوان الفريق ، أما اليوم هم اللاعب التفكير في كيفية الحصول على المال والمزيد من المال إن أمكنه ذلك ، ثم لا تجد لاعب اليوم يتأثر حتى ولو خسر المباراة بعقر داره ، حيث يبدوا له الأمر بسيط وكأنه كان في مقابلة تدريبية ، لا مجال للمقارنة صدقني . * كيف ترى الترجي في المستقبل القريب صعب ، صعب الحديث عن الترجي في المستقبل القريب ، لكن بالرغم من ما يعيشه أتمنى له العودة بسرعة إلى المجموعة والبطولة ، لكن ما لا يجب أن يحدث هو أن تتكرر مثل هذه المهازل وأن تكون درسا حقيقيا يقتدي به كل من يسير مستقبلا هذا الفريق الذي يرجع إلى أربعينيات القرن الماضي *كلمة أخيرة أملي أن تعود كرة القدم في الجزائر عامة و مستغانم خاصة إلى سابق عهدها ، ترجع كذلك المدارس إلى ما كانت عليه في تدريب الشباب وإبعادهم عن المخدرات والمشاكل الكثيرة التي نسمعها عنها على مر الأيام ، ثم أتمنى للفريق الوطني تحقيق نتائج إيجابية في مونديال البرازيل وتجاوزه الدور الأول إنشاء الله .