أنا من مواليد 1973 بمدينة وهران بدأت ممارسة كرة القدم بعدما إلتحقت بفريق دار الشباب لبلدية مستغانم ثم حي »ريزانفيل« ، بعدها إلتحقت في سنة 1989 بفريق الترجي حيث لعبت ضمن تشكيلة الأواسط في نفس السنة تم دمجي ضمن الأكابر ولعبت في هذا المستوى إلى غاية 1993 لعبت لفرق كبيرة بين 1993 و1998 حيث إلتحقت بفريق مولودية وهران في 1993 إلى غاية 1995 ثم مولودية الجزائر العاصمة حتى 1998 رجعت في آخر مشواري إلى التشكيلة الأم الترجي في سنة 2003 اليوم أدرس بالجزائر العاصمة من أجل الحصول على الدرجة الثانية في التدريب كما إخترت من قبل زملائي الرياضيين لأداء مهام رئاسة جمعية قدماء الرياضيين المستغانميين، أنشأت مؤخرا مدرسة »الظهرة« لكرة القدم بمساعدة قدماء اللاعبين ما أثر في نفسي أن الناس لا زالوا إلى اليوم يتذكروني ويتذكروا إسم جندر، بدليل حضرت مؤخرا مباراة الكأس في تلمسان مع شلف ، حيث قارن المذيع إسم اللاعب محمد رابح بإسم جندر من حيث الأداء، الحمد لله تركت بصمات طيبة أينما رحلت خاصة مع الترجي حيث كنت حاضرا في كل أفراحه الخاصة بالصعود إلى المستويات العليا وهذا بفضل كذلك الرجال الذين لم يبخلوا من جهد في سبيل الفريق، الفترات السيئة التي حزت في نفسي جاءت للأسف في نهاية مشواري الرياضي حيث كانت الترجي آنذاك تعاني التهميش والإنذثار بمعنى في غيبوبة تامة لكن حبي لفريقي دفع بي الوقوف إلى جانبه وأخرجته من تلك الوضعية مع أناس يعلمون خاصة في الخفاء ولما حققت ذلك تعرضت إلى وابل من الشتم والسب من قبل أطراف لم يعجبهم ما فعلت الحمد لله مكانة جندر محترمة وطيبة عبر كل أنحاء الجزائر بخصوص الهدف الذي سجلته ولا زال في مذكرتي هو ذلك الهدف الذي سجلته في مرمى تارڤة في ملعب حمام بوحجر حيث سمح هذا الفوز للترجي بالصعود إلى المستوى الأعلى وما أثر في نفسي حينها أن الكثير من المحبين والأنصار بكوا، الإحتراف يقول جندر لم نصل إليه بعد حيث يرى أنه وإلى غاية اليوم لا يلمس الفرق بين التشكيلات المحترفة والهاوية إن الإحتراف في نظره يجب أن يكون بداية في العقول، ثم تعيين أو السماح لذوي الخبرة من تسيير هذه الفرق »المحترفة« كيف نتحدث عن الإحتراف ونحن لا زلنا في مستوى عنف الملاعب وعدم تسديد مستحقات اللاعبين وطرد المدربين بمجرد هزيمة واحدة ؟ إذا يجب أن نعي بما يجري من حولنا بخصوص نقطة الإحتراف اليوم أنا منشغل بالمدرسة التي أسستها مع شلة من اللاعبين القدماء مثل عزاوي بلقاسم وغرمول مخطار عابد وأخيرا هني عبد الحق للعلم طبع هؤلاء كلهم تاريخ الكرة المستغانمية بطبعات لا تنسى كيف بدأت الاتصالات بينك وبين مولودية وهران ؟ _ بداية دعني أقول لك أن والإتصالات لم تكن من وحي الخيال وإنما جاءت بعد ذلك الأداء الذي كنت دوما أقدمه أثناء المباريات الرسمية ما دفع بالمسئولين الذين كانوا قائمين على إدارة مولودية وهران الاقتراب ، أو بالأحرى الإتصال بي وطلب خدماتي ، وكما ذكرت كنت خلال الموسم الرياضي 1992/1993 قد قدمت أداء جيدا ، مما دفع بالقائمين على الرياضة منحي في نفس الوقت لقبين أحسن هداف وأحسن لاعب ، لم تتقدم المولودية لوحدها بهذا الطلب وإنما كانت لي عروض كثيرة ومن فرق قوية آنذاك منها عروض من الجارة الوداد المستغانمي ، الوداد التلمساني ، جميعة وهران والمولودية الوهرانية . لماذا صب إختيارك على المولودية الوهرانية ؟ _ لا أخفي عنك أنني ابن حي السلام حاليا " سان أوبارت / st hubert " سابقا ، وبحكم أني إبن وهران ، فالفريق الذي كنت أناصره هو طبعا المولودية الوهرانية ، إلى درجة أن الحلم الذي راودني منذ صبايا هو اللعب ضمن هذا الفريق العتيق ، حبي للمولودية الوهرانية غير منقطع النظير إلى درجة أنني بكيت بكاء حارا وشديدا عندما إنهزمت أمام الراجا البيضاوي المغربي في نهائي كأس إفريقيا . لم تقل لنا بعد كيف تمت إتصالاتك الأولى بينك وبين المولودية الوهرانية ؟ _ لقد إتصل بي في بداية الأمر كل من السادة الهاشمي بن سماعين رحمه الله ، جباري وبديار هدفهم الوحيد أن ألتحق بالمولودية الوهرنية ، في تلك الفترة كانت تراودني فكرة تغيير الأجواء و البحث عن فريق له طموحات مستقبلية ويلعب في مستوى عالي ، هذه العوامل كانت تجمعها المولودية الوهرانية ، حيث كانت تلعب الأدوار الأولى في البطولة ، في نفس الوقت كانت تتنافس من أجل نيل لقب كأس إفريقيا لذا لم أجد أي حرج للإلتحاق بهذا النادي خلال الموسم الكروي 1993/1994 كيف استقبلتك أسرة المولودية الوهرانية ؟ _ والله لم أجد أي إشكال بخصوص هذه النقطة ، فكما قلت لك سابقا أني إبن وهران ومناصر وفي للمولودية الوهرانية إذا أنا ومنذ الوهلة الأولى بين أسرتي الرياضية الوهرانية ثم يجب أن لا تنسى أني ذهبت إلى وهران وأنا أحمل إسم " جندر " صنعته في الفريق العتيق المستغانمي ترجي مستغانم ، كل هذه المعطيات سمحت لي ومنذ الوهلة الأولى كذلك أن ألعب كأساسي في المولودية الوهرانية حاملا الرقم 09 . من هم اللاعبون الذين أثروا في جندر في تلك الفترة ؟ _ من بين الذين كان لهم تأثير في نفسي هم الإخوة بن صولة لأنه كان مهاجما ، ثم كل من سباح ، بلومي ، ماروك ليأتي بلعطوي ... في تلك الفترة كانت المولودية الوهرانية تضم في صفوفها إلا اللاعبين الدوليين مثل عاصمي ، بن عبدالله ، بلعطوي ، عريف ( الله يشفيه ) ، بلومي ، طاسفاوت وتلمسناني ، كان لي شرف كبير أن ألعب مع هؤلاء اللاعبين الذين كانوا يملؤون المدرجات في كل مباراة كانوا يلعبونها ، اللعب في المولودية الوهرانية سمح لي بالإحتكاك مع لاعبين كبار ، أكثر من هذا استفدت من تجربتهم الطويلة ، كالحيلة في اللعب والتمركز بالكرة أو دونها ، كل هذا ساهم في رفع قدراتي في اللعب . ماذا بقي من ذكرياتك مع المولودية الوهرانية ؟ _ لم أكن الهداف الذي كانت تبحث عنه المولودية الوهرانية للأسف ، لكن وبشهادة الجميع كنت ورقة أساسية في المجموعة ، بدليل استدعيت إلى الفريق الوطني ، وقد حدث هذا مباشرة بعد المباراة التي أديناها في إطار البطولة في مدينة البلدية ، حيث كان اللاعب الدولي ومدرب الفريق الوطني رابح ماجر حاضرا في المنصة الشرفية يتابع اللاعبين لضمهم إلى التشكيلة الوطنية ، في نهاية المباراة دخل إلى غرف الملابس ودار بيننا حديث أخوي ، وفي النهاية طلب مني التحضير للالتحاق بالفريق الوطني ، هذا طبعا كان شرف كبير لي يتمناه كل لاعب يلعب كرة القدم ، في نفس الفترة تم تعيين السادة كالام مختار وسريدي لإنشاء فريق وطني للآمال ، وقد استدعيت من أجل أن أكون واحد من المجموعة ، هكذا أصبحت ألعب في الفريق الوطني للأمال ولمدة سنتين . تواجدي على هذا المستوى كانت له فوائد كثيرة خاصة منها الإحتكاك باللاعبين الكبار الذين كانوا في بداية طريقهم الرياضي صحيح ولكن كانوا يسعدون الجماهير كل ما ظهروا في المستطيل الأخضر مثلا خرخاش ، بن سحنون ، رشيد عمران ، أوكيلي لا عب تلمسان وقادة نور الدين وغيرهم . لماذا لم تتجاوز مستوى فريق الآمال وتصعد إلى الفريق " أ " ؟ _ في تلك الفترة كان الفريق الوطني قد دخل مرحلته الجدية في تنظيم البيت ، بهدف تحضير فريق قوي يعيد الجزائر إلى المحافل الدولية ، كان بإمكان القائمين أن يستدعوني لأقدم شيئا ما ضمن هذه المجموعة لكن ما عساني أن أقول ، المهاجم الذي لا يسجل لا أحد يحتاجه ، ما بالك بالفريق الوطني وهذا أمر طبيعي ، حيث أني وبالرغم من عطائي إلا أنني لم أتمكن من تسجيل أهداف في تلك الفترة حتى فرص التهديف غابت ، مما حال بيني وبين الفريق الوطني " أ " . وأنت مع الفريق الوطني للآمال ما هي السفريات التي قمت بها عبر العالم ؟ _ للفريق الوطني للآمال سمح لي بزيارة جيراننا " التوانسة " و " المغاربة " ، واللعب ضد منتخباتهم للآمال ، إلا أننا وللأسف لم نكن في مستوى الحدث مع التوانسة حيث انهزمنا ب 3 أهداف مقابل هدف 1 ، للعلم كان لي شرف تسجيل الهدف الوحيد في هذه المباراة ، أما أمام المنتخب المغربي فقد تعادلنا بنتيجة 2/2 ، كان مستوى المباراتين مقبول إلى حد ما . هل كان جندر يشعر بالراحة وهو في الفريق الوطني للآمال ؟ _ في الحقيقة لا ، لأنني كما ذكرت كنت عقيما من حيث التهديف ، وبما أنني مهاجم فوضعيتي لم تكن مريحة إذا لهذه الأسباب كنت أرغب خاصة في العودة وبأسرع وقت إلى نادي المولودية الوهرانية للعب البطولة ، كأس الجمهورية ثم كأس إفريقيا ، حيث أن الغياب لمدة طويلة وبدون فائدة معناه فقد المكان في النادي . كيف قيم المدربون أداءك في المولودية الوهرانية ؟ _ للأمانة ، كانوا يقولون كل الخير عني ، فعلى سبيل المثال قال المدرب مشري عبدالله الذي كان يساعده المرحوم ميلود هدفي لمن يريد الإستماع إليهم أن جندر ضروري في الفريق ، حيث يفتح مجالات عديدة ويخلق فرص للتهديف ، أما المدرب تاسفاوت فكان يقول عني ، عندما يكون جندر جنبي بمعنى في الفريق أشعر بأكثر راحة لأن ما يقدمه ينتهي دائما بهدف . ما قولك بالنسبة لسنتك الثانية ( 1994/1995 ) في المولودية ؟ _ في السنة الثانية من وجودي في نادي مولودية وهران حدث تغييرا مهما على المستويين الإداري والتقني ، حيث تغيرت رئاسة النادي بعد إختيار الجمعية العامة المرحوم بليمام قاسم رئيسا له ، أما العارضة الفنية فقد أوكلت للسيد فرقاني علي. وبالرغم من أن الحمراوة عرفوا في هذه المرحلة نقلة نوعية إلا أنني كنت مرة أخرى أحبذ تغيير الأجواء ، حيث كانت المولودية الجزائرية هي قبلتي ، ألا يقول المثل الشعبي الفرنسي " الشهية تأتي مع الأكل ؟ " ، للأسف وبالرغم من الاتصالات التي تربطني مع هذا النادي إلا أن المرحوم بليمام قاسم رفض ذلك ، حيث طلب مني البقاء في المولودية الوهرانية لأن النادي بحاجة إلى خدماتي في هذا التوقيت أكثر من أي وقت مضى ، للعلم لم يكون طلبه ارتجاليا وإنما كان مبنيا على معطيات موضوعية من بينها ، أن المولودية الوهرانية كانت مؤهلة للعب كأس إفريقيا ، لكن وللأسف هذه السنة لم تكن إيجابية بالنسبة لي ، حيث أنني لم ألعب إلا بعض المباريات مع الحمراوة ، كما أن أدائي صراحة توقف وتعطل نوعا ما ، أرجع ذلك ربما للتعب المتراكم بعد سنوات من الركض في مختلف ملاعب الجمهورية ، وربما إلى النداءات المتكررة لمسؤولي فريق الشناوة الذين ظلوا يلحون على التحاقي بهم ، بين هذا وذاك فكرت مليا ، ثم قررت العودة ومن جديد من حيث أتيت أي إلى فريق الحواتة " ترجي مستغانم " ، لم تكن المولودية الجزائرية الوحيدة التي كانت تطلب خدماتي وإنما كانت لي عروض من عدد من الفرق المحترمة كانت ترغب من أن أقدم لها خدماتي ، من بينها جمعية الشلف ، وداد تلمسان ، الشاوية و شباب قسنطينة ، إلا أنني قررت في آخر المطاف ونظرا للضغط الذي كنت أعيشه ، اللعب للترجي المستغانمي وهذا خلال الموسم الرياضي 1995/1996 . لماذا لم تلتحق بأحد هذه الفرق التي كانت لها أدورا كبير في البطولة والكأس الجزائرية آنذاك ؟ _ كما ذكرت لك سابقا ، لم أذهب إلى أي نادي من النوادي التي ذكرتها لأنني كنت بحاجة من جهة إلى البحث على استقرار نفسي ومن جهة أخرى البحث كذلك عن الجهة التي تمنحني الشعور بالراحة ، ليست قضية مال بقدر ما هي قضية بسيكولوجية ، حيث لم يكن بوسعي أن أجد ذلك وفي تلك الفترة بالذات إلا في فريقي الذي بدأت معه مشواري الرياضي أي الترجي المستغانمي ، حيث يمكنني بعدها إعادة بعث مشواري ومساري الرياضيين من جديد . هل حققت هذه الأمنية ؟ _ وكيف لا ؟ أقول لك وبكل صدق أنني حققتها وإلى أبعد حد ، حيث أن الترجي صعد في هذه السنة التي لعبتها له إلى القسم الوطني الأول 1996/1997 ، مما أدى إلى تهاطل عروض كثيرة عليا وكان ذلك من فرق كبيرة ومحترمة أذكر هنا نادي حسين داي ، مولودية الجزائر وشباب قسنطينة خاصة . ما الذي فعلته بعدما إقتربت منك هذه الفرق ؟ _ بخصوص الترجي المستغانمي ، دعني أتوقف هنا لأقول لك أنني حققت معه حلما كبيرا ، حيث صعد الفريق إلى القسم الوطني الأول بعد أن كان قد غاب على هذا المستوى منذ حوالي 30 سنة ، وهكذا تجدني قد حققت إنجازا كبيرا مع فريق أحبه ومدينة احتضنتني ومنحتني العيش بكرامة بين أبنائها ، هكذا قضيت ثلاثة مواسم متتالية في الترجي ( 1996/1999 ) ، بعدها إنتقلت إلى المولودية الجزائرية . هل تطوي مرحلة قضيتها في الترجي و المولودية الوهرانية وتفتح فترة المولودية الجزائرية كيف كان الإتصال بينك وبين هذا النادي؟ _ كما ذكرت لك سابقا ، كانت ومنذ مدة تبحث المولودية الجزائرية عن خدماتي لدرجة أن المناصرين والمسيرين لهذا النادي الذي أحبه وأحترمه نظرا لتاريخه الكبير وما قدمه للكرة الجزائرية على المستوى الوطني ، المغاربي وحتى الإفريقي ، قررت الإلتحاق به ، خاصة بعدما أصر مدرب الشناوة آنذاك السيد كرمالي عبدالحميد علي الإلتحاق بالمولودية الجزائرية كيف تمت العملية ؟ _ بصفة عادية جدا ، حيث نزل مسيرو مولودية الجزائر ضيوفا إلى مدينة الميموزا مستغانم وطلبوا من نظرائهم في الترجي المستغانمي تسريحي من تشكيلة الحواتة ، وكان ثمن رحيلي إلى المولودية الجزائرية مبلغا ماليا كان آنذاك يعد معتبرا ، حيث بلغ 200 مليون إضافة إلى تربص الترجي لمدة 10 أيام في العاصمة . أنت الآن إذن في المولودية العاصمية ؟ _ نعم ، بعد إنضمامي إلى المولودية العصامية إنتقلت مباشرة بالتربص الذي كان بدولة " التشيك " وقد استغرق 15 يوما ، أتذكر أننا لعبنا مباريات ودية خاصة ضد " سلافيا براغ " التي كانت تلعب في الدرجة الأولى ، بعد انتهاء المقابلة اتصل مسؤولو هذا النادي بمسيري المولودية طالبين منهم خدماتي وكذا خدمات اللاعب عزيزان ، كان رد الرئيس السيد جودي صارما وصريحا حيث أنه رفض ذلك ، للأمانة دعني أقول لك أن السيد جودي قبل أن يمنح لهم رده ، اتصل بي واعتذر عن تسريحي إلى هذا النادي لأن المولودية كانت قد سطرت أهداف قوية منها كأس إفريقيا . ما الذي شعرت به وأنت ترى تبخر فرصة اللعب في أوربا وفي فريق عتيق كسلافيا براغ ؟ _ والله كل واحد منا وأخص بالذكر لاعبي كرة القدم يتمنون ذلك ، أي اللعب في فرق أوربية خاصة عندما تكون هذه النوادي تحمل ماضي وتاريخ ، لكن من جهة أخرى لما ترى أن المدرب يلح عليك بالبقاء لتحقيق أهداف كان قد سطرها يصعب عليك التمرد ، اليوم وبكل صراحة أنا نادم نوعا ما عن ترددي في الإلتحاق بهذا النادي ، لكن هذا هو المكتوب ولا يمكن لأي كان تغييره . وأنت في نادي المولودية الجزائرية كما كنت تحلم به ما الذي قدمته ؟ _ في الحقيقة لم آت بأي جديد ، لأسباب أذكر من بينها نقص التحضيرات من جهة وأكثر من هذا نقص التنسيق بين اللاعبين ، لأن المولودية انتدبت في هذه السنة عددا معتبرا من اللاعبين ، هذا الوضع أثر في الجو العام للنادي وللأسف بصفة سلبية ، حيث كانت نهاية المطاف هجرة جماعية للاعبين الذين إختاروا الذهاب للعب في فرق أخرى بدل البقاء في المولودية وكنت أنا واحد منهم . بعد إبن عبد الله وطاسفاوت كيف قيم السيد كرمالي عبدالحميد أدائك في المولودية العاصمية ؟ _ السيد كرمالي الذي أكن له كل الاحترام والتقدير كان يبوح دوما على أنني ، أتحدث عن تلك الفترة أحسن لاعب على المستوى الوطني وأحسن رقم 10 ، هذا التقييم شرفني كثيرا خاصة وأنه صادر من شخصية عارفة بخبايا كرة القدم . بعد المولودية العاصمية ماذا حدث ؟ _ بعد الفترة التي قضيتها بالمولودية العاصمية تسارعت الأحداث ، حيث انتقلت في الموسم الرياضي 2001/2002 لألعب لفريق الإتحاد البليدي ، جاء هذا بعدما طلب مني رئيس النادي السيد محمد زعيم الإنضمام بفريقه ، أعتبر أنها كانت سنة جيدة سواء من حيث النتائج أو المردود ، فبالنسبة للنتائج بلغت تشكيلة البلدية مجموعة مقدمة من حيث الترتيب والتي كانت تسيطر آنذاك على البطولة ، حيث كانت ضمن الفرق الثلاثة الأولى في الترتيب العام ، للعلم لم تبلغ البليدة هذا المستوى لا قبل ولا بعد الفترة التي نتحدث عنها ، أما المردود فكان إيجابيا خاصة بعدما كان الفريق يسجل أهداف كثيرة وفي كل المباريات ، ولا أقلل هنا من دوري في الفريق إن قلت لك أنني كنت أساسيا طوال وجودي ضمن تشكيلة هذا النادي ، واستمر هذا و للأسف إلى غاية تعرضي إلى إصابة على مستوى الأنف مما حال دول إنهاء الموسم الرياضي مع فريق البليدة . بعد ذلك ؟ _ بعد الفترة التي قضيتها بمدينة الورود والزهور " البلدية " ، التي تركت في نفسي إنطباعا جميلا لا يمكنني نسيانه بسهولة نظرا لطيبة سكانها ومسئوليها ، حيث لم ألتمس منهم إلا الخير إنتقلت إلى الجمعية الوهرانية التي لعبت لها خلال الموسم الرياضي 2002/2003 . بعد البليدة أعتقد أنك انتقلت إلى الجمعية أليس كذلك ؟ _ نعم ، هو كذلك ، حيث كانت الجمعية آنذاك تجمع بين أحضانها إلا الشباب الواعد رغبتها في ذلك تكوين فريق شاب لكن قوية ، إن نظرة المسؤولين لم تكن خاطئة لأن هؤلاء اللاعبين عرفوا فيما بعد التألق في الساحة الوطنية بعد لعبهم مع مختلف النوادي الجزائرية على غرار عمور عمار ودهان مصطفى ، " حارس المرمى " صاولة ، بن ديدة دون أن أنسى مزيان مرد الذي صنع فيما بعد ولسنوات أفراح مولودية وهران . وأنت في الجمعية ما الذي تحقق ؟ _ تحقق الكثير مع هؤلاء الشباب ، حيث لم أذكر إلا البعض منهم ، ومن بين ما صنعوه ، لعبهم الأدوار الأولى في القسم الوطني الأول بعدما أنهوا البطولة ضمن المراتب الخامسة الأولى ، أما بخصوص كأس الجمهورية فقد بلغوا مستوى الربع النهائي . ما الذي حدث لكي لا تتعدى الجمعية هذه المستويات بالرغم من وجود كل ما لديها من إمكانيات خاصة المادية [ أعني اللاعبين ] ؟ _ بالفعل كان من المفروض على الجمعية في تلك الفترة تجاوز المستويات التي بلغتها والذهاب إلى أبعد مما نتصور ، لكن للأسف العيب وكل العيب كان يكمن في المسيرين الذين كانوا غير قادرين على مواكبة المعطيات والمستجدات ، فمهما كانت طموحات الفريق كبيرة ومهما كانت تصوراته بعيدة إلا أن سوء التسيير يسقط كل هذه التكهنات والمعطيات أرضا وأكثر من هذا يضربون بها عرض الحائط ، هذا ما حدث للجمعية لا أقل ولا أكثر ، النتيجة الحتمية ما حدث لمولودية الجزائر ، مغادرة اللاعبين جماعيا الجمعية ، حيث لم يكن هذا إلا أمرا طبيعيا ، فانتقل دهان إلى شبيبة القبائل في حين راح عمار عمور إلى إتحاد الجزائر العاصمة أما مزيان مراد فاحتضنته مولودية وهران ورجع جندر إلى ترجي مستغانم حيث لعب لهذا النادي مرة أخرى ومن جديد ، كان هذا خلال الموسم الرياضي 2004/2005 . كيف وجدت الترجي بعد أن عدت إليه بعد غياب طويل ؟ _ وجدت فريق مدينة الميموزا في الحقيقة في حالة يرثى لها ، حيث غاب المناصرون تماما عن الساحة ، كما هرب المسيرون ورفضوا تحمل مسؤوليتهم في مواصلة نشاطهم لبقاء الفريق وهذا حديث آخر في الحقيقة ، النهاية أن الترجي كان في هذه الإثناء إسم فقط فارغ من كل محتوى ولا معنى له لا في الساحة وأقل من ذلك في الشارع . ما الذي قمت به ؟ _ أقل شيئ مقارنة بما منحه لي هذا النادي ، قمت ببنائه من جديد . كيف ؟ _ بداية طلبت مساعدة كل المسيرين القدماء وبدون استثناء ، حيث ذهبت إلى أكثر من هذا فبعدما كنت فقط لاعبا تحولت بعد فترة قصيرة مدربا ، حيث دامت هذه المرحلة مدة ثلاثة سنوات من 2006/2009 ، كان الشغل الشاغل لنا خلال السنة الأولى هو العمل من أجل إنقاذ الفريق من السقوط لأنه كان يحتل المراتب الأخيرة ، أما السنة الثانية فقد انتدبنا لاعبين حيث كانوا في أغلبيتهم من ابناء الترجي وللأمانة كانت لهم الشجاعة الكافية للعودة إلى فريقهم الذي كان بأمس الحاجة إليهم ، لأنهم مثل هني عبدالحق الذي كان يلعب لوداد آمال مستغانم وعمران رشيد الذي كان ضمن تشكيلة الجمعية الوهرانية والغالي ديس الذي كان هو الآخر يلعب للوداد المستغانمي وغيرهم بمعنى أن القضية أصبحت قضية " نيف " وهكذا انطلقنا في العمل وبعث الفريق من جديد ومع مرور الوقت بات النادي يحقق نتائج لم يكن ينتظرها أحد ، مما أدى إلى عودة الأنصار تدريجيا وفي آخر المطاف صعدنا إلى القسم الوطني الثاني ، إلا أن الترجي وللأسف فقد بعد سنة واحدة من التألق مكانته ، قررت حينها أخوض مهمة تدريبه ، إلا أن البعض من أشباه الأنصار والمسيرين جازوني بالسب والشتم ما دفع بي التخلي وبصفة نهائية عن الترجي . الأشياء الجميلة التي طبعت حياة جندر الرياضي ؟ _ كل ما سطرته بلغته ، سواء عندما كان جندر لاعبا أو مدربا ، مثلا كلاعب تمنيت اللعب في المولوديتين الوهرانية و العاصمية بلغته ، تمنيت الذهاب إلى الفريق الوطني تحقق حلمي . أما كمدرب دعني أقول أني صعدت مع الترجي إلى القسم الوطني الأول بعد عجز بلوغ هذا المستوى دام 30 سنة ، بعد كل هذه الإنجازات التي حققتها في حياتي الرياضية ليس لي ما أتأسف عليه ، لذا أعتقد أن مشواري الرياضي كان ناجحا إلى حد ما . كلمة أخيرة _ بعد هذا اللقاء الحميمي مع جريدة الجمهورية أقول عام سعيد للشعب الجزائري عامة والرياضيين خاصة ، حظ سعيد لكل فرق مستغانم ، الوداد والترجي ، نصيحة أخوية لنوادينا مستقبلكم في مدارسكم ، الإعتناء بالفئات الصغرى هي القاعدة ، الدوام لجريدة الجمهورية ، حظ سعيد لكل الفرق التي لعبت لها : الترجي _ مولودية وهران _ مولودية الجزائر العاصمة _ اتحاد بلعباس _ جمعية وهران .