*إختارني رغووف مساعدا له في بداية مشواري التدريبي مع الوداد. *لا يوجد قانون يحمي المدرب. *لا أقبل التدخل في صلاحياتي لا من المسؤولين ولا اللاعبين. *المسؤول الفني بحاجة إلى من يشد بيده لا من يكسرها. »عصمان« ، إسم متداول ومعترف به بمدينة مستغانم في الوسط الرياضي ، حيث برز ذات الاسم منذ عقود من الزمان بعدما طبع أبناء عائلة عصمان ببصماتهم عقول سكان مسك الغنائم على غرار محمد ، فتحي ، عبداللطيف ، ولد الباي وصولا إلى عبدالرحمان الذي يعد آخر العنقود البارز اليوم في الساحة الرياضية المستغانمية ، فإذا كان المرحومان محمد عصمان المدعو " طمبوني " tamponé " وهو العم الأكبر لعبد الرحمان قد أعطى دفعا قويا لفريق الترجي والفريق الوطني في الخمسينات ، فإن فتحي عصمان وهو العم الثاني له خلد اسمه في الساحة الفنية إلى جانب عبدالرحمان كاكي ، علولة ، الجيلالي بن عبدالحليم ... خاصة بعدما أبدع في كتابة مسرحية " أختار عودك " ، لم يكن ولد الباي خال عبدالرحمان أقل شأن ممن ذكروا نظرا لما قدمه هو الآخر من خدمات لفريق الحواتة في الستينات والسبعينات وكذا الفريق الوطني ، ثم من لا يعرف عبداللطيف عصمان الآخ الأكبر لعبدالرحمان الذي لعب في فرق ذاع سيتها خارج الوطن لا يعرف عائلة عصمان ، للعلم لعب عبداللطيف لكل من الترجي والوداد حيث كانت هذه الفرق المدارس الأولى سمحت له مداعبة كرة القدم ، لينتقل بعدها إلى مولودية وهران ، حيث نال معها الكأس العربية ، كما أحرز على مكانة محترمة في الفريق الوطني ، وسط هؤلاء الرياضيين والفنانين ترعرع ونشأ عصمان عبدالرحمان الذي التقت به جريدة الجمهورية وأجرت معه الحوار التالي : هل لك أن تعرف بنفسك للقراء الكرام ؟ - عصمان عبدالرحمان من مواليد 15/09/1966 بولاية مستغانم، إطار في الشبيبة والرياضة اختصاص كرة قدم درجة ثالثة . كيف كانت بدايتك مع عالم الكرة المستديرة ؟ - في بداية مشواري الكروي داعبت لأول مرة كرة القدم في فريق مهيكل ومحترم وهو ترجي مستغانم، حيث لم يتجاوز سني آنذاك العقد الأول ، عندها تم دمجي ضمن فئة الأصاغر، هكذا انطلقت حياتي مع الكرة المستديرة، دامت رحلتي الرياضية كلاعب إلى غاية التسعينات من القرن الماضي، موازاة مع ذلك كنت أزاول تعليمي في المعهد التكنولوجي بعين الترك. وعن مسارك التكويني ؟ - مساري التكويني ينحصر كما ذكرت في مروري بالمعهد التكنولوجي بعين الترك حيث تخرجت بشهادة مدير تقني للفئات الصغرى ، مما سمح لي بتدريب في سنوات 92/93 أصاغر فريق الوداد ، بعدما تمكنت من الحصول على شهادة ليسانس [ كاف / CAF " ب " و " س " ] ، الأسبوع الماضي تحصلت على إجازة من الكاف ( كاف / " أ " ) حيث جرت الإختبارات في الجزائر وهي المرة الأولى التي يجري فيها مثل هذا في كل القارة الإفريقية ، هذه الشهادة ستسمح للمدربين الذين اجتازوا الإختبارات العمل بها في أي مكان من دول العالم ، لأنها وببساطة شهادة معترف بها دوليا . حدثنا الآن عن مسارك في التدريب - بدايتي كانت خلال الموسم الكروي 1993/1992 ، حيث كان لي شرف تدريب في بداية الأمر أصاغر فريق الوداد ، وخلال أحد الحصص التدريبية التي حضرها المدرب القدير الذي فقدته الساحة الرياضية وهو " السيد روغوف ROGOV ولأسباب أجهلها إلى اليوم اختارني لمساعدته لتدريب الفريق الأول للوداد ، كان الوداد آنذاك يلعب في تلك الفترة في القسم الوطني الأول ، و بالرغم من إصرار بعض أعضاء الطاقم المسير للوداد عرض عليه أسماء بارزة إلا أنه تشبث بي ، مما أثر كثيرا في نفسي وأعتبره بالفعل مفخرة أن يقيمني رجل له باع طويل في كرة القدم إسمه " روغوف ROGOV . من بين الفرق التي دربتها كذلك أذكر كل من مزغران ، سيدي الشحمي ، الأمير عبدالقادر ، الرمشي ، أرزيو ، باريقو ، سيدي بلعباس واليوم أنا مع الترجي المستغانمي ، هذه هي الرحلة المتواضعة ل عصمان عبدالرحمان مع التدريب التي دامت إلى غاية اليوم 18 سنة. هل للمدربين الجزائريين جمعية يطرحون لها مشاكلهم كي تدافع عن حقوقهم المادية والمعنوية ؟ - لا توجد لدينا إلى غاية اليوم وللأسف مثل هذه الجمعيات ، حيث تهضم الكثير من حقوق المدربين خلال مشوارهم الرياضي دون أن يتمكنوا من استرجاعها بسبب تشتتهم ، هذا الوضع يزيد في إضعافهم لدرجة أن أي مشكلة تعترض الفريق توجه الأصابع مباشرة ودون سابق إنذار إلى المدربين ، حتى القانون الذي يحمي المدرب غير موجود ، باستثناء العقد المبرم بين المدرب و الفريق لا شيء في الأفق ، ففي حال تعرضه إلى مشكلة عليه رفعها إلى غرفة النزاعات ثم إلى المحكمة الرياضية ( الطاس TAS ) ، وهكذا يضيع المدربون في دهاليز هذه المؤسسات التي لا تأخذ في الكثير من الأحيان بعين الإعتبار مطالب المدربين وإن حصل يكون بعد سنوات طويلة ، ربما حتى يتوفى المعني . ما رأيك في إقدام مسؤولي الأندية على إقالة المدرب بمجرد تراجع النتائج ولا تمنح له الفرصة للعمل رغم أن قانون الإحتراف يحدد مدة بقاءه في الفريق ؟ - القانون ، جاء في الحقيقة لمراعاة الجانب الإستقراري للفرق وهذا نظرا للاستقالات والإقالات التي عرفتها مختلف الأندية الرياضية خلال السنوات الأخيرة ، حيث أصبح المدرب عبارة عن شماعة تحمل عليها النوادي كل مشاكل الفريق إلى درجة أن فرق تداول عليها بين خمسة وستة مدربين ، صحيح أن بقاء المدرب من عدمه مرتبط بالنتائج لكن هناك اعتبارات خفية لا يمكن أن يراها المدرب ، وأقل من ذلك الشارع ، حيث يتسبب هو الآخرى في خسارة الفريق بتأثيراته السلبية ، في الدول المتحضرة مثلا عندما يخسر الفريق المباراة يصفق له الأنصار، أكثر من هذا يشجعون المدرب ، خاصة إذا كان فريقهم قد قدم مردودا طيبا ، إذا الإشكالية لا تكمن في القانون بقدر ما هي ظاهرة تربوية أخلاقية بكلمة ، لا توجد لدينا في الجزائر ثقافة رياضية بالرغم من أن الجميع يحبون رياضة كرة القدم ، المدرب في جزائر الألفية الثانية بحاجة إلى من يشد بيده لا من يكسرها . ما هي الأشياء التي يرتكز عليها عصمان لقبوله منصب مدرب لفريق ما ؟ - تقصد هنا شروطي ، دعني أقول لك أنني أقبل تدريب فريق ليس قبل أن أراعي محيطه القريب ، أقصد الطاقم المسير ومدى درجة تحضره وتعامله مع المستجدات التي يمكن أن تطرأ في أية لحظة ، بعدها أراعي جانب الإمكانيات البيداغوجية التي يتوفر عليها الفريق ، مما يسمح لي في حال وجودها العلم بكل راحة ووضع آفاق وبرنامج واضح المعالم وأخيرا طبعا أقحم نفسي كطرف في المعادلة ، حيث أضيف تجربتي وخبرتي حتى أحافظ على مصالح الفريق وأحقق إن أمكنني الأهداف التي سطرتها. كيف هي علاقة عصمان " مهنيا " مع المسيرين ، اللاعبين ثم الأنصار ؟ - لا أخفي عليك أن لي شخصية قوية تمكنني من الدفاع عن الفريق ، لذا أرفض رفضا قاطعا تدخل أي كان في مهامي سواء كانوا مسيرين ، لاعبين أو أي طرف آخر ، لآن في هذه الحالة أفقد مكانتي وعندها لم يبق لي إلا الإنسحاب من على رأس الطاقم الفني ، أتذكر أن هذا حدث معي عندما كنت أشرف على تدريب الوداد المستغانمي التي كانت تتنافس على البطولة من أجل الصعود إلى القسم الوطني الأول إلى جانب كل من أولمبيك أرزيو وسيدي بلعباس ، حيث لم يبق على البطولة إلا خمسة مباريات من إنقضائها ، عندها دخل إبن رئيس الفريق إلى غرفة الملابس وراح يسب اللاعبين دون أي اعتبار للطاقم الفني ، على التو قدمت استقالتي من على رأس فريق الوداد ، وأعتقد اعتقادا قويا أن تصرفي هذا كان عملا من عوامل فقدان الوداد ورقة الصعود ، لذا يجب على المدرب أن يكون ذو شخصية قوية ويتحمل مسؤوليته كاملة . هل تعتقد أن الإمكانيات المتاحة اليوم للمدربين كافية للعمل وتحقيق النتائج ؟ - بالنسبة للترجي أعتقد أن هذه السنة قدم المسيرون ما أمكنهم من إمكانيات أراها كافية للقيام بعمل محترم وتحقيق نتائج إيجابية ، صحيح أن النتائج التي ننتظرها الجميع مسيرين فنيين وحتى الأنصار لم تطل بعد علينا ، لكنني أعد الأنصار بتحقيقها قريبا ، أطلب منهم فقط الصبر وتشجيع الترجي لأن فريق هذه السنة هو فريق جديد ولا زال يحتاج إلى البعض من الوقت لاستكمال ما يسمى ب " الأوتوماتيزم" المطلوبة عند كل فريق . ما هي المشاريع المستقبلية لعصمان ؟ - الآن كل ما أفكر فيه هو تحضير فريق سيكون إن شاء الله قريبا فريقا كبيرا وقويا تحسب له الفرق التي نلعب معها البطولة ألف حساب . كلمة أخيرة . - أطلب من مشجعي الترجي الالتفاف حول فريقهم والحضور بكثرة إلى المباراة الرسمية والتصرف مع اللاعبين بروح رياضية ومحبة لأن هؤلاء اللاعبين شباب وهم بحاجة أكثر لمساندة أنصار "الحواتة" لتحقيق الأهداف المرجوة .