سكان مستغانم عامة ومحبي الترجي خاصة يعيشون هذه الأيام على دهشة انهيار فريقهم " فريق الحواتة " الذي كان على مرمى حجر من الصعود إلى القسم الوطني الأول الإحترافي ، حيث كان يحتل المرتبة الثانية خلال مرحلة الأياب من البطولة ، إلى درجة أن كل الفرق بدأت تبحث عن الطرق الناجعة لتجاوزه وهي مكرهة بقبولها فكرة صعوده إلى المستويات العليا ، فجأة وبقدرة قادر يدخل أبناء بن شادلي في نفق مظلم ، مخيف ومقلق في آن واحد ، حيث انقلبت المعطيات رأسا عن عقب وفي وقت وجيز جدا، فبعد ما كان فريق مدينة " الميموزا " يطمح اللعب على أحد الأوراق الثلاث التي تسمح له بتواجده في قسم النخبة [ القسم الوطني الأول الإحترافي ] تعطلت المكنة وراح الحواتة يسيرون في الاتجاه المعاكس ، إلى أن سقط ذلك السقوط الحر غير المرتقب وغير المفهوم، حيث خفق الترجي في سلسلة من اللقاءات وللأسف كلها... متتالية، [شباب عين تموشنت (1/0)، شباب قسنطينة (0/1)، أولمبيك المدية (3/1)، مولودية باتنة (0/1)، اتحاد بلعباس (2/1)]، هذا ما لم يحدث في تاريخ الترجي منذ تأسيسه في سنة 1946 ، اليوم يطمح الحواتة البقاء فقط ضمن الفرق التي ستنشط بطولة القسم الوطني الثاني الإحترافي للسنة الرياضية (2001/2012)، ولتحقيق هذا المبتغى عليه جمع ثلاث نقاط ، يبدو للقارئ وأي إنسان عاقل أن المأمورية سهلة وبإمكان الترجي تحقيق أكثر من هذا ، خاصة وأن البطولة لا زالت منها أربع جولات، حيث سيلعب الترجي مبارتين في ملعبه [رائد القبة و سريع المحمدية] ومبارتين خارج الديار [مروانة والجمعية الوهرانية] [وضعية تدفع للتشاؤم]. إلا أن الوضعية التي آل إليها البيت المستغانمي تدفع إلى التشاؤم أكثر مما تدفع إلى التفاؤل، حيث أن الانعكاسات السلبية التي أصبحت تتهاطل على الفريق وبسرعة غير مسبوقة، تدفع بالقول أن النقاط الثلاث التي يحتاجها الترجي ويطمح إلى جمعها ستكون أصعب ثلاث نقاط يحتاجها الحواتة من أجل التشبث والبقاء في القسم الوطني الثاني الإحترافي، لنقل صراحة أن جمعها معناه تحقيق معجزة من المعجزات التي قل ما تتحقق في حياة الفرق، ومن بين ما يشد انتباه كل المتتبعين للأزمة التي دخلت فيها فرقة الترجي منذ حوالي شهر ونصف هي تلك الإنزلاقات التي باتت تغذي الإخفاقات الكثيرة، وما هو آت أقبح وأضر، حيث أن الفريق وحسب المستجدات الأخيرة يكون قد دخل مرحلة تفكك حقيقي إذا ما أخذنا ذلك على محمل الجد، كتمرد بعض اللاعبين على مسؤولي الفريق وطاقمه الفني، ثم تآمر البعض الآخر كذلك مع أطراف مشبوهة [ستظهر حتما في وقت من الأوقات] ضد مصالح »الإسبرانس / Espérance«، أقلقها تصريح السيد لعريبي بوعلام رئيس النادي والذي أعلن وبصفة رسمية عن تقديم استقالته من على رأس الفريق مباشرة بعد آخر صفارة يطلقها الحكم الذي سيدير مباراة الترجي مع الجمعية الوهرانية ، إلى جانب كل ما ذكر تدخل لجنة الانضباط على الخط ، حيث تم بحر هذا الأسبوع وبعد مباراة اتحاد بلعباس اتخاذ مسيري الفريق قرارات مقلقة منها معاقبة أربعة لاعبين وطرد لاعب خامس من النادي ، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد وإنما قرروا كذلك تسريح 98 % من اللاعبين مباشرة بعد انتهاء البطولة ، أمام هذه المعطيات وغيرها ، كيف يمكن للحواتة جمع النقاط الثلاث التي تؤهلهم للبقاء ضمن القسم الوطني الثاني الإحترافي السنة القادمة ؟ في هذا الوقت الحرج والحساس الذي يمر به المستغانميون، يتدخل والي للولاية السيد حسن واضح، محاولا في خطوة جادة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، حيث استدعى رئيس النادي السيد لعريبي بوعلام وحثه البقاء على رأس النادي في هذه الأوقات الصعبة، ولإظهار حسن نيته قدم للترجي مقرا بوسط المدينة متكون من تسع غرف كي يتمكنوا من إدارة شؤونهم وتنظيم أعمالهم ، في ذات السياق صرح السيد لعريبي الذي خدم الفريق منذ 20 سنة أنه وقع مؤخرا على قرارين مهمين وهما ، قرار خاص بالأرضية التي تتربع على مساحة ثلاثة هكتارات لبناء مدرسة كرة القدم للفريق ، وقرار ثان يخص تسلم وعن قريب الحافلة التي كانت تنقص الترجي منذ سنوات ، للعلم أن لعريبي بوعلام ومنذ تقريبا مرحلة انطلاق البطولة [لعريبي يوجه أصابع الإتهام لبعض الأعضاء] وجد نفسه يدير شؤون الفريق بمفرده ، حيث لم يقف إلى جانبه إلا القلة القليلة من بينهم الحاج خيرات ، ومع هذا يقول قدم كل المستلزمات التي يحتاجها فريقه وأكثر ، إلى درجة أنه كان يفكر في مضاعفة علاوات اللاعبين حيث كان متأكدا أن الترجي مآله الصعود في نهاية المطاف ، إلى أن انقلب الكل على الكل ، وعن ما يعيشه فريقه اليوم قال السيد لعريبي عبر »أمواج الظهرة« أنه لم يتغافل عن توجيه أصبع الاتهام إلى أطراف لم يذكرها بعد بالاسم ، إلا أنه قال ُ إن همها الوحيد هو تعكير الجو داخل النادي وعدم تركه وشأنه والأخطر من هذا هو رفض هذه الأطراف صعود الترجي إلى القسم الوطني الأول لأسباب والله أجهلها ُ ليواصل قائلا " لما كنت أدير الفرق الدنيا للنادي لم تكون الصورة واضحة لي ، لكن اليوم وأنا المناجير العام للترجي اتضحت لي كل المؤامرات التي باتت تحيك ضد فريقي وفهمت عندها لماذا يعجز الفريق التحرك من مكانه منذ أكثر من عقدين من الزمان " ، مستغانم عامة والأنصار خاصة ينتظرون اليوم من المسؤول الأول لفريق مدينة الميموزا فضح كل من يقف وراء توقيف عجلة تقدم الفريق وطمحات سكان مدينة إسمها مستغانم . هل سيتجرأ على كشف المستور أم سيرمي المنشفة وينسحب دون سابق إنذار تماما كما فعل الكثير ممن سبقوه ؟ هذا ما ستكشفه لنا الأسابيع القليلة القادمة .