بماذا ستخرج القمة العربية، المزمع عقدها بالكويت، وبماذا ستتوج في خضم ما يعرفه العالم من مستجدات متسارعة على جميع الأصعدة؟ وما هي آفاق التعاون العربي العربي إن على الصعيد القريب أو البعيد، القمم العربية السابقة كانت هي أيضا في ظروف صعبة مرت بها الأمة العربية وقمة اليوم أصعب لأن دولا عربية كثيرة، مهددة ببعبع التشرذم والقلاقل، التي تحيكها المخابرات الأجنبية لخدمة أجندات الدول الكبرى (...) نعم النفط يسيل لعاب أمريكا وحلفاءها وهم لا ينظرون الى العالم العربي سوى سوقا كبيرة لترويج بضاعاتهم المكدسة في باريس وشيكاغو ولندن، وسيدني، هذه هي الحقيقة التي يجب أن يتشبع بها مسؤولو الأمة العربية وهم لا تنقصهم الثقافة السياسية ولا الوعي بالرهانات الكبرى من المحيط الى باب المندب، مازالت سياسة بسط النفوذ الأجنبية تدغدغ القوى العظمى، في مراقبة المضايق والنقاط الاستراتيجية البحرية.. ولكن الى جانب هذه المؤامرات الخارجية الكبرى، المطلوب من القادة العرب الاتحاد أكثر والالتفاف حول أهداف واحدة، ونبذ سياسة الخلاف والفرقة التي جنت على العالم العربي، حتى أضحى كالطريدة الخائرة القوى أمام أنياب الغرب الكاشرة الذي لا رحمة له، ولا شفقة على العرب بما يضمره لهم من حقد دفين على تاريخهم المجيد وتضحيات أسلافهم في صون الكرامة وشرف الأمة، فملفات ثقيلة أمام القمة العربية حتى لا نقول أن الاستقرار الجماعي هو محرك عقارب الساعة العربية.