يعتبر حصن سانتا كروز من أبرز المعالم الأثرية التي تزخر بها الباهية وهران نظرا للتاريخ العريق الذي يتميز به هذا الاخير مما يترتب على كل زائر لهذه المدينة الصعود إليه عبر جهاز »التيليفريك« أو وسائل النقل الخاصة أين يتمتع بمناظر خلابة تسلب العقول وتذهل الألباب ومن المعروف عن سانتا كروز أنها تستقبل يوميا أكثر من 100 زائر حسبما أكده القائمون على نقل الزوار عبر التيليفريك والعدد لا يزال في تزايد مستمر قبل دخول شهر رمضان الكريم كونها الايام القلائل التي تفصلنا عن الدخول في فترة العبادة والإنشغال بمتطلبات الصيام وغيرها من الامور التي تحول دون زيارة هذا الحصن العتيق الذي يحمل في مكنوناته آلاف الاسرار فيكفي أن الزائر لا يكتفي بزيارة واحدة بل هو مجبر على العودة إليه دون أن يعي ذلك وهذه من عجائب سانتا كروز المعهودة. والأكيد في الأمر أن هذا المكان السياحي الجميل لا يستقبل أبناءه فقط بل العدد الهائل من العائلات الجزائرية التي تقطن في الولايات المجاورة وأخرى تبعد عن وهران آلاف الكيلومترات حيث تقطع مسافة طويلة غير آبهة بالتعب والكلل مادامت أعينها مشدودة نحو هذا الحصن وقلوبها معلقة للصعود الى قمة جبل المرجاجو والتمتع بالمناظر الجميلة والخلابة أين يتسنى لهم رؤية المدينة من فوق وبشكل يبعث على الارتياح والانبهار بالفسيفساء المنمقة التي تبدو عليها الباهية من هذا المكان المرتفع ناهيك عن رؤية الميناء بكل تفاصيله وعدد البواخر التي ترسو عنده وكأنك في الموقع تماما، كما لايمكن للزائر أن يزيح أعينه عن الاشجار الشامخة والكهوف العجيبة التي تظهر من هناك فيخيل إليه أنه في عالم آخر تغزوه أجناس لا وجود لها ومبهمة بالنسبة إليه ليظل حائرا أمام هذا اللغز وكله فضولا لمعرفة أسرار هذا المكان الساحر، خصوصا إذا تعلق الامر بكهف صغير يقع مباشرة أسفل الحصن ولمجرد رؤيته ينبعث في نفسك نوع من الخوف الممزوج بالفضول القوي حول مايوجد بالداخل وكيف بني هذا الكهف وما الهدف منه؟! والعديد من التساؤلات التي لا نهاية لها ومن المستحيل أن تعرف إجابتها لأنها وبكل بساطة من أسرار حصن سانتا كروز. ضغط على التيليفريك لزيارة المكان من أنجع الوسائل التي سخرتها بلدية وهران هي »التيليفريك« وربما تعتبر هذه الوسيلة من أكثر وسائل النقل استقطابا للسياح والزوار الذين يرغبون في الذهاب لحصن سانتا كروز، خصوصا أن سعر التذكرة جد معقول والتي يقدر ب50 دج، كما أن العدد متوفر بشكل كبير مما يضمن راحة الزبون ويبعث في نفسه الطمأنينة والشعور بالاستمتاع المطلق، علما أن رحلات التيليفريك تبدأ منذ التاسعة صباحا لغاية الخامسة مساء مما يفسح المجال أمام العائلات الجزائرية لقضاء يوم كامل بهذا المكان الساحر المزدان بالأشجار الشامخة ذات الظلال الخفيفة كما أن الطرقات جد مهيئة بالمكان ونظيفة بشكل كبير يبعث على الفخر والاعتزاز بالمجهودات التي تبذلها الجهات المختصة لتشريف السياحة بوهران مع اعطائها صورة جميلة أمام السياح الاجانب الذين يقبلون بكثرة على ا لمكان حيث سجلوا أعلى نسبة فيما يخص الاقبال. وأكثر شيء يجلب انتباه الزائر في هذا المكان هو الولي الصالح »عبد القادر« المتواجد على هذه الارض الساحرة أين يشهد هو الآخر الإقبال الكبير المنقطع النظير من طرف الزوار علما أن زيارة هذا الولي الصالح هو جزء من عادات وتقاليد العائلات الجزائرية التي لن ترضى الخروج من سانتا كروز دون الدخول الى هذه القبة وتقديم زيارة ما لية رمزية مع تمنيات بالصحة والنجاح لجميع أفراد العائلة. وفي الوقت الذي تقوم فيه الامهات بزيارة مولى عبد القادر ينشغل الاطفال باللعب والجري في الساحة هاتفين بأغاني جميلة تعلموها في المدارس وآخرون يتسارعون نحو الألعاب التي سخرت بالمكان لتوفير المتعة لهؤلاء الاطفال الذين وجدوا متنفسا لهم بعد عام طويل من الدراسة، لتنضم سانتا كروز لأهم الاماكن الترفيهية التي يحبذها الصغار في العطلة الصيفية. إستقبال حار للأجانب و المخيمات الصيفية من أجمل الصور التي يمكن للمرء مشاهدتها هو الفرحة الكبيرة التي ترسم على وجوه أطفالنا وهم يتأهبون لركوب التيليفريك وكلهم حماس لرؤية سانتا كروز والاستمتاع بمناظره الخلابة، حيث تم تسجيل أكبر نسبة من ناحية الاقبال في صالح المخيمات الصيفية والرحلات التي تخصص للأطفال، ولا يتعلق الامر ببراعم وهران فقط من كل ولايات الوطن لاسيما المناطق الشرقيةوالولايات الداخلية، أين يقوم هؤلاء الاطفال بنشاطات تربوية وترفيهية في هذا المكان كمسابقات تثقيفية أو ألعاب للتسلية تصحبها أغني جميلة ومبهجة ليسطع النجم الملائكي في سماء حصن سانتا كروز ويزدان الفضاء بالبراءة المطلقة. أما فيما يخص العائلات المختلفة فتقوم هذه الاخيرة بجلب طعامها الذي غالبا ما يكون لحما نيئا ويقومون بشوائه في أماكن مخصصة للشواء شيدتها الجهات المختصة خصيصا لهذا الغرض لتنبعث رائحة الطعام الشهي في جو عائلي يملؤه الضحك والمزاح أين تتزاوج النفوس وتتصالح الارواح بعيدا عن الكره والبغضاء، وغالبا ما يتولى عملية الشواء أرباب العائلة وهم الرجال الذين يبرعون في هذه العملية ويتسلون أكثر وهم رفقة أبنائهم في جو يسوده الامان بفضل أعوان الامن والمراقبة الذين يتمركزون في كل ركن من أركان هذه المنطقة السياحية الهامة، وكغيرها من الاماكن فإنه يوجد باعة لمختلف المواد الاستهلاكية و المشروبات يعرضون منتوجاتهم أمام الزوار بأسعار معقولة مما يجعل سانتا كروز بالفعل مدينة الاحلام بالدرجة الأولى وموقعا استراتيجيا لا غنى عنه مهما تعددت الأماكن السياحية وسط المدينة.