رغم اختلاف الكتاب وتنوع الأجناس الأدبية التي يكتبون فيها إلا أنهم أجمعوا على أن القصة تتسم بنفس خاصيات التعقيد التي تمتلكها الرواية خاصة من حيث البنية والتركيب. وعلى هذا الأساس فالقول الرائج بأن القصة أقل شأنا من الرواية يحمل حسب هؤلاء الكتاب الذين استطلعت آراءهم ''الحوار'' الكثير من المغالطات على اعتبار أن لكل لون أدبي خصوصياته التي يرتكز عليها. الكاتب سعيد بوطاجين: القضية تكمن في القدرات المخيالية للكاتب وليس الجنس الأدبي يبدو لي انه هناك مغالطة من حيث الطرح ومن حيث المفهوم الفنون كلها إما أن تكون سهلة او صعبة، ويعود الأمر في نهاية المطاف إلى عبقرية هذا أو ذاك في ميدان إبداعه، فثمة قصاص عالميون لا يمكن أن نصلهم بمجموع إبداعاتنا لأنهم أحدثوا منعرجا في تاريخ الإبداع نذكر على سبيل المثال انطون شيكوف الذي استهوته القصة القصيرة فوظف كل عبقريته في ترقيتها، وهناك روائيون اشتغلوا على لون آخر لاعتقاد أن القصة القصيرة جسر إلى الرواية بدليل ان هناك مبدعين استمروا مع هذا النوع وأسهبوا في فرضه عالميا، وبالمقابل هناك روائيون لم يمروا على القصة أصلا .بقيت الآن مسالة التعقيدات في الخيار أو في الشكل الذي نتوخاه فلا يمكن القول أن القصة أسهل من الرواية ولا الرواية أسهل من القصة ، كلاهما يتطلب وعيا بشكل وطرائق التبليغ، فإذا كانت القصة القصيرة تؤسس على الومضة والانتصاد السردي والاختمار والتلميح ووحدة المكان والزمان والحدث فإنها قد تشكل في بعض الحالات متاعب للقارئ حتى يكون منضبطا والشيء ذاته بالنسبة للرواية التي تتميز بهوية خاصة منها انتشار الحيز والشخصيات وكثرة الموضوعات.. القضية تكمن إذا في القدرات المخيالية للكاتب وليس في الجنس الأدبي في حد ذاته، الشيء ذاته بالنسبة للقصيدة وللنص المسرحي وللأشكال الإبداعية الأخرى. الروائية المغربية خناتة بنونة: الإبداع الحقيقي لا يخضع للترتيبات التي يلجأ إليها النقاد وأشباه النقاد لا ضرورة لهذا الحكم على القصة فانا مثلا في المجموعة القصصية التي أسميتها ''العاصفة '' استعملت فيها المعمار الذي استعملته في رواية ''الغد'' الذي أثار ضجة عربية وطبعت مرات عديدة ذلك اني استعملت في قصصي ''العاصفة''و في الرواية نصين مختلفين وهي من أصعب ما يكمن في النص الفلسفي . وفي ''العاصفة'' استعملت نصا عاطفيا وسياسيا. النصان يختلفان ويفترقان داخل النص القصصي والروائي ثم يلتقيان مرة أخرى في وحدة كاملة اعتقد ان الإبداع الحقيقي لا يخضع لمثل هذه الترتيبات التي يلجا إليها بعض الدارسين أو بعض النقاد زو أشباه النقاد. عبد الجليل الازدي ناقد مغربي الرواية هي جنس أدبي وافد.. المقولة معطوبة ..لكل شكل أدبي خصوصياته ومميزاته والكثير مما يكتب في بلاد العرب على أنه قصص هو حكايات لأن القصة مرتبطة بالمدينة، وهذه المراقد الممتدة من المحيط إلى الخليج لا مدينة فيها ماعدا الجزائر العاصمة وبيروت، فغياب المدينة في العالم العربي وغياب الوعي وغياب الوعي المدني هو الذي يشكل خلفية الكتابة الحكائية التي يسميها كثير من الناس قصصا، في حين أن الرواية هي إنتاج من انتاجات البرجوازية الأوروبية انطلاقا من طبيعة العلاقة بين المركز والمحيط. ففي المجتمع العربي برجوازيات هجينة حاولت ان تتماثل مع البرجوازيات الأوروبية دون ان تمثلها او تستوعبها فإذا كانت البرجوازية العربية دون ملاحم تنجز ثورات في الاقتصاد والسياسة ولم تنجز اى مشروع يسهم في تقدم المجتمعات العربية، الرواية هي جنس أدبي وافد..كما استعاروا أشكال أدبية أخرى.