ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في إطار جلسات الاستماع السنوية التي يعقدها للإطلاع على مختلف النشاطات الوزارية اجتماعا تقييميا مصغرا خصص لقطاع الثقافة. وقدمت وزيرة الثقافة بالمناسبة تقريرا حول التحول الذي يعرفه القطاع على ضوء الأعمال التي تم القيام بها وتلك التي تمت مباشرتها خلال الفترة 2009-2010 وكذا حول توقعات التنمية بالنسبة لسنة 2010-2011 في إطار البرنامج الخماسي 2010 - 2014 . وأبرزت عناصر التقييم التي تمخضت عن الجلسة التقييمية أن الوسائل المسخرة سمحت بالإبقاء على الديناميكية التي عرفها القطاع في السنوات الأخيرة في مجال تدعيم الوطن بالمرافق وفضاءات الممارسة الثقافية والابداع الفني و الثقافي وتعزيز عمليات الحماية والحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي. وفيما يتعلق بالتراث الثقافي تم التركيز على مواصلة عملية الجرد العام للممتلكات الثقافية وقاعدة معطيات التراث الثقافي غير المادي وكذا تصنيف ما يزيد عن 90 ملكا ثقافيا منقول وعقاري وانجاز برنامج هام في مجال الحفريات الأثرية بالاضافة إلى مواصلة عمليات ترميم وتهيئة المواقع والمعالم التاريخية المصنفة وتثمينها. كما عرفت سنة 2009 مواصلة مسار اعداد المخططات الدائمة للحفاظ على القطاعات المحمية وتثمينها ومخططات حماية المواقع الأثرية. أما بخصوص تأمين المواقع والمعالم الأثرية والمتاحف فقد تجسد في تطبيق العديد من العمليات في مجال مكافحة تهريب الممتلكات الثقافية والتي توجت باسترجاع اكثر من 2000 قطعة سنة 2009 وحوالي 4400 قطعة أخرى سنة 2010. وبالنسبة للفترة 2010-2011 فتهدف الاعمال التي تمت مباشرتها إلى تصنيف 55 موقعا ومعلما تاريخيا واعداد جرد للتراث الثقافي وأرضية للمحتويات المتعلقة بالتراث الثقافي لادراجها ضمن برامج تعليم التاريخ والتربية المدنية. وترمي هذه الأعمال إلى إنشاء ستة متاحف كما أنها تخص إثراء المجموعات الوطنية وإنشاء ووضع مركز وطني لفهرسة الأملاك الثقافية ووكالة وطنية لعلم الآثار الوقائي و إعداد خريطة الأخطار المتعلقة بالاملاك الثقافية العقارية و كذا مخطط تأمين الأملاك الثقافية ووضع إجراءات قانونية خاصة بعلم الآثار الوقائي. كما أنها تهدف إلى استكمال المخططات الدائمة لحماية وتثمين القطاعات المحمية وإطلاق أو استكمال مخططات حماية وتثمين العديد من المواقع الأثرية. وسيخص ترميم الاملاك الثقافية 65 عملية جديدة. وفي مجال دعم الإبداع الثقافي و الفني خصت العمليات الأكثر مواءمة تطوير الكتاب والمطالعة العمومية من خلال انشاء إلى يومنا هذا حوالي 120 مكتبة وكذا اقتناء 22 مكتبة متنقلة كما تم الشروع في برنامج واسع يخص رقمنة الرصيد الوثائقي للمكتبة الوطنية. وبخصوص المساعدات التي تم منحها للناشرين في إطار برنامج النشر فقد تم منح 00،1.800.000.000 دج في 2008-2009 لفائدة 140 ناشر وطني لنشر 1045 عنوان أي مجمل أزيد من 2.000.000 نسخة يضاف إليها 265 عنوان تم إصداره بمناسبة المهرجان الثقافي الإفريقي و100 عنوان بمناسبة تظاهرة القدس عاصمة الثقافة العربية. وسيتم تجديد هذه المساعدة في 2010-2011. وستترجم مواصلة الجهود الخاصة بترقية الكتاب والمطالعة العمومية للفترة 2010-2011 لا سيما بوضع مركز وطني للكتاب و إصدار قانون حول الكتاب والمطالعة العمومية واستلام 137 مكتبة وإنجاز 54 أخرى وكذا اقتناء 12 مكتبة متنقلة جديدة. وفيما يخص الإنتاج السينمائي فتعلق الأمر بتوسيع مجال الاستفادة من القانون حول الإستثمار لفائدة النشاطات السينمائية و إصلاح الإطار التشريعي والتنظيمي المنظم للسينما الجزائرية من خلال المصادقة على مشروع قانون حول الإنتاج السينمائي وإنشاء مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري مكلفة بتسيير الحقوق ذات الصلة باستغلال الأعمال الممولة كليا من قبل الدولة. ومن جهة أخرى تخص مشاريع أخرى هي قيد الاطلاق إعداد دراسة لإنجاز مركز حفظ أرشيف السينما وحماية النسخ السلبية للأفلام ومواصلة برنامج ترميم قاعات السينما ورقمنة الأرشيف السينمائي الجارية حاليا. أما فيما يخص المسرح الذي تعززت شبكة قاعاته لاسيما من خلال العملية الجارية لترميم وتجهيز 10 مسارح ستخص مساعدة الدولة إنشاء 08 مسارح جهوية جديدة وإطلاق أشغال ترميم وتجهيز 16 مسرحا آخرا. في مجال ترقية الثقافة ونشرها، تجدر الإشارة إلى عدد من الأعمال التي تمت مباشرتها بغرض منح المواطنين على وجه الخصوص في إطار سياسة مضطردة للثقافة الجوارية فرص الاستفادة من الثقافة عبر تنظيم منتظم لتظاهرات ثقافية على كامل التراب الوطني بمشاركة فعالة للحركة الجمعوية التي تستفيد من مساعدات هامة من الدولة. لقد كان الحدث الثقافي البارز الذي ميز سنة 2009 بلا نزاع احتضان الجزائر الطبعة الثانية للمهرجان الثقافي الإفريقي. و قد شهدت هذه التظاهرة مشاركة نحو 8000 فنان من 48 بلدا إفريقيا إضافة إلى البرازيل والولايات المتحدة. كما ستشهد سنة 2011 حدثا في غاية الأهمية ألا وهو تظاهرة »تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية«. تمس التحضيرات التي تمت مباشرتها جانب الإنجازات والتجهيزات وكذا ترميم التراث الثقافي وتأهيله وبطبيعة الحال برنامج النشاطات الثقافية. وفي تدخله عقب تقييم القطاع أكد رئيس الجمهورية على "أهمية الموارد والوسائل التي تم تسخيرها حتى تسترجع الثقافة والفنون مكانتها الحقيقية في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية". وأكد رئيس الجمهورية أن »الجهود التي بذلت خلال السنوات الأخيرة من اجل دعم النشاطات الثقافية والفنية وترقيتها وإحيائها وحماية التراث الثقافي وتثمينه يجب أن تستمر لفائدة الترقية المتجددة باستمرار للتراث الوطني بثرائه وتنوعه«. وخلص رئيس الدولة إلى أن »التجديد الثقافي تم بفضل الموارد المادية التي تم حشدها وكذلك بفضل جهود كل اللائى والذين استمروا في خدمة الثقافة والفنون في بلدنا مع أن المهمة لم تكن بالهينة في بعض الأحيان وأغتنم هذه السانحة للإشادة بهم وإنهم لجديرون بذلك«.