يبدو أن شارعي زيروت يوسف وجبور معمر وكل محيط حي ليسكور بوسط المدينة، محظوظان بالإنارة العمومية والتي لا تغيب عن المنطقة لا ليلا ولا نهارا. فهذه الشوارع تظل أنوارها مشتعلة حتى في النهار ولا تنطفىء، وكأن بالمسؤولين يتعمدون تنويرها وتسليط الأضواء على تلك الأوساخ المتراكمة، فحبذوا أن ينعم الحي بالضوء حتى في النهار. يحدث هذا في الوقت الذي تعيش فيه بعض المناطق ظلاما دامسا وتفتقد الى الإنارة العمومية حتى بالليل مما يجعل المواطنين لا يأمنون على أنفسهم وأملاكهم في غياب الإنارة، مثل بعض الأحياء الجديدة وحتى القديمة. إن هذه الوضعية والتبذير لا شك يستحق الإلتفات إليه لا سيما ونحن في فصل الصيف وما صاحبه من حر وقيظ شديد يستدعي إستهلاكا واسعا للطاقة الكهربائية الأمر الذي كثيرا ما يؤدي إلى الضغط وبالتالي إنقطاع الكهرباء لعدة ساعات أو أكثر، وهو تناقض صارع لا بد من معالجته، إذ في الوقت الذي يشكو فيه مواطنون من إنقطاعات في الكهرباء هناك شوارع أخرى تنعم في الضياء في وضح النهار. للعلم أن عمودا كهربائيا واحدا يستهلك من الطاقة ما يستهلكهما بيتان مجهزان بكل الأجهزة الكهربائية، فتصوروا كم يستهلك عمود كهربائي واحد يظل مشتعلا طيلة 24 ساعة.