كثيرا ما نجد الناس رجالا ونساء يخصصون يوم الجمعة لزيارة أولياء الله الصالحين والمقابر للترحم على موتاهم وذويهم وهذا يتطلب من الأحياء احترام الموتى في قبورهم وعدم الإخلال بقدسية المكان ولو برفع الأصوات من طرف أي كان إمرأة أو رجلا وخاصة أن ديننا الحنيف يمنعنا من الإتيان بأفعال دنياوية في المقابر أو بمحيطها غير أن ما يجري في هذه الأيام وفي شهر رمضان المعظم بمحيط مقبرة سيدي الحاج علال ببلدية عشعاشة التي نعرف عنها الصفات والمواقف المشرفة مثل التمسك بالروابط الاجتماعية والوقار والحشمة ونبذ كل ما يخالف الدين الإسلامي ما يجري كما قلت يدعو للغرابة والدهشة لأنه غير مقبول دينا وقانونا أن يكون هناك بيع وشراء واختلاط ما بين النساء والرجال في سوق شعبي منظم بمحيط المقبرة المذكورة في كل يوم جمعة الذي تخرج فيه النسوة لزيارة المقبرة بغرض الترحم على الموتى وليس من أجل ممارسة البيع والشراء وقد علمنا أن النساء في هذه المنطقة خروجهن قليل إلى المحلات التجارية والأسواق ما عدا زيارتهن لأضرحة الأولياء وللمقابر وهذه عادة قد نجدها في كل المناطق دون عشعاشة وحدها وهذا شيء عادي ولكن ما هو غريب ومناقض للعادة والمألوف هو ممارسة التجارة في سوق شعبي تجاره وزبائنه رجال ونساء من كل الأعمار، فهذه ظاهرة تتطلب التحرك العاجل من طرف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف وكل المصالح المكلفة بحماية حرمة المقابر وغيرها من الأماكن المقدسة لدى المسلمين لا بد من التحرك لوقف ما يجري من مهزلة أبطالها أشخاص يتمتعون بكامل قوامهم الجسمية والعقلية وموقعهم الاجتماعي. وقد لاحظ زوار المقبرة الذين وجدوا صعوبة في الدخول إليها وجود حركة تجارية في هذا السوق الذي تقصده النسوة لشراء ما تحتاج إليه من ملابس للنساء والأطفال وكل المواد من مواد غذائية وخضر وفواكه وقد وجد بعض التجار الفرصة للذهاب لسوق النساء الذي تحول إلى سوق شعبي بالمقبرة وعرض بضاعتهم طوال النهار دون أن يجد هؤلاء من يمنعهم للإبتعاد عن محيط المقبرة وإن كان التسوق والبيع والشراء من طرف الرجال أو النساء في الأسواق المخصصة لهذا الغرض هو حق من الحقوق فغير مقبول على الإطلاق أن يكون ذلك في محيط مقبرة في مظاهر وأجواء اللغو والهرج والمرج بالقرب من الموتى الواجب علينا ومن حقهم أن نحترمهم ونترحم عليهم.