عادت ورشات ترميم البنايات القديمة الى العمل أوّل أمس حسبما لاحظناه بوسط مدينة وهران على وجه الخصوص بشارع معطى الحبيب الذي يتشكّل إمتدادا لساحة أول نوفمبر وبناياتها العتيقة كالمسرح الجهوي وقصر البلدية. وهكذا فقد تنفسّت المؤسسات الفائزة بهذه الصفقات الصعداء بعد أن توقفت عن العمل رغما عنها لفراغ في دفتر الشروط كلّفها إحالة على الاستداع تزيد عن التسعة أشهر وأخّر عملية تدشينها لما أنجزته رغبة في الحيازة على صفقات أخرى. وكانت عملية ترميم البناءات العتيقة والقديمة بوهران قد تعطلت لغياب بند في دفتر شروط المقاولين الذين كلّفوا بالمهمّة وهي النقطة التي تجيز دخول سوق الترميم بالطرق القانونية وكان دفتر الشروط لا يضمّ بند تخصص »التسقيف الكاتم للماء« أو الحبيس للماء وهو ما يسمى بالمصطلح المعماري باللغة الفرنسية (ETANCHEITE) وبشرح أكثر تعني هذه التقنية ترميم أسطح وأسقف العمارات بالطريقة والكيفية التي لا تصبح بعدها نافذة للماء بإستخدام مادة الزّفت والتغليف الألمنيوم على ثلاث طبقات. وطرح المقاولون المعنيون بعملية الترميم أيضا عدد من الإنشغالات على مصالح الولاية التي جمّدت أشغالهم، أهمّها عدم قبض مستحقاتهم المالية التي تمكنهم من إستدراج العمال وبقائهم يعملون بالورشات وكذا وهو الأهم تمكنهم من إثقان العمل الذي لن يكون حسبهم إلاّ بالمقابل المالي. وقد إرتأت المصالح المعنية بالولاية ضرورة ترميم العمارات والبنايات القديمة بوهران حفاظا على عتاقة عمرانها العريق والراقي وتأكيدا للوجه العام للمدينة التي أخذت سمة خاصة وتقليدية بطبيعة هندستها وطرق زينتها. وكما هو معلوم فقد برمجت مصالح العمران بالولاية بالتنسيق مع الوزارة الوصية كمرحلة أولى مائتي بناية (200) قديمة بكل من أحياء معطى الحبيب وخميستي والعربي بن مهيدي وستالين غراد وعدّة بن عودة والصومام وبلاطو والمرسى الكبير، وفي مرحلة ثانية أختارت أربعمائة (400) بناية تضم أحياء شارع تلمسان وسان بيار وسيدي الهواري، وقد خصصت الهيئات المعنية لتغطية مصاريف العملية في قانون المالية التكميلي غلافا ماليا قدره نحو 2200 مليون دينار، موزعة على شطرين 700 مليون دينار لتغطية مصاريف سكنات المرحلة الأولى وغلافا ماليا ثانيا قدره 1500 مليون دينار لترميم الشطر الثاني من عملية الترميم، في إنتظار تخصيص مبلغا ماليا آخر لتغطية برامج ترميمية بأحياء أخرى رأتها الإدارات المعنية بالبناء والترميم أكثر من ضرورية للحفاظ على عمران المدينة وصحة سكانها خاصة بوسط المدينة الذي لم يدرج كلها للإستفادة من أشغال إعادة التهيئة والتزيين الخارجي. يذكر أن الأشغال تحددّت مجدّدا بستّة أشهر لإنتهائها وأوكلت مهمتها لست (6) مكاتب دراسات و10 مقاولين جزائريين، وكانت قد عرفت المناقصة في بدايتها إنضمام عدد من الشركات الأجنبية الاّ أنها أقصيت بعد أن طلبت تغطية مالية بضعف ما طالبت به مكاتب الدراسات الجزائرية.