شيعت أمس جنازة الفقيد الحاج قاسم بليمام انطلاقا من المسكن الجنائزي بحي كاستور بوهران في جوّ مهيب طبعه حضور كثيف للوجوه الرياضية والسياسية من مختلف أنحاء الوطن وهذا نظرا لسمعة الفقيد ومكانته في قطاع أحبّه الى غاية وفاته. اذا سألت عنه الأسرة الثورية فالكل يجمع أن المرحوم كان مناضلا كبيرا إبان الإحتلال الغاشم، حكم عليه بالإعدام وعانى كثيرا في السجون وعلى الخصوص في سجن البرواڤية.. كتب عليه العيش الى ما بعد الاستقلال ليعاصر أجيالا وأجيالا حثها على مواصلة المسيرة خدمة للوطن... اليوم يفارقنا عن عمر يناهز 74 سنة بعد معاناة مع السرطان على مستوى المعدة، مرض أحسب به منذ الصائفة... »كل نفس ذائقة الموت« لا تدري نفس كيف ومتى وأين تموت... إذا سألت أسرة الحماية المدنية يقولون لك أنه كان غطاسا كبيرا قضى حقبة من الزمن في البحر وشواطئ الكورنيش شاهدة هي الأخرى على ذلك... لكل بداية نهاية ونهاية الانسان الموت ولا مفر منها »إنا لله وإنا إليه راجعون« وإذا سألت الأسرة الكروية فلا أحد يشكك في حبه للكرة المستديرة ولفريقه مولودية وهران... المولودية كانت كل شيء بالنسبة له يتنفسها كل يوم ويعشقها حتى النخاع... اليوم المرحوم يغادرنا للأبد تاركا وراءه سجلا سيبقى خالدا... هو الرئيس الأكثر تتويجا كأس الجزائر عام 1996 ضد إتحاد البليدة بهدف دون مقابل من تسجيل عمر بلعطوي عن طريق ضربة جزاء وكأس الرابطة ضد عين البيضاء وكأسين عربيتين وكأس عربية ممتازة... المرحوم الحاج قاسم بليمام المولود بوهران يوم 12 فيفري 1939 لن ينساه الجيل الحالي هو الذي صنع فرحة وهران في الموسم ما قبل الماضي عندما ارتقت المولودية الى القسم الأول... مشهد امتطائه لفرس في آخر لقاء بملعب بوعقل ضد شبيبة سكيكدة يضاهي مشهد فارس عائد بالغنيمة نقول هذا لأنه وبدون أموال وبدون لاعبين كبار وبتربص غير طويل بمغنية في موسم شاق عبر سفريات عن طريق الحافلة 7000كلم قضى بها الرقم القياسي أعاد المولودية الى مكانتها الحقيقية... اليوم يتركها وللأبد، غادرها مرغما مع نهاية الموسم الماضي بعد أن نال منه المرض ولم يكتب له أن يعيش معها الاحتراف...« كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام«... المرحوم الذي بدأ مسيرته في لجنة الأنصار مع المولودية لم يكن بعد ذلك رئيسا لها بل كان كل شيء متعدد المهام هو المدرب كذلك يعرف جيدا خبايا كرة القدم وهو الطبيب النفساني يحفز عناصره، بكلمات مؤثرة تدفعهم الى اللعب بإرادة كبيرة للفوز... هو المربي، يلازم اللاعبين في التدريبات وفي كل السفريات... الكل يشهد أنه دائم الحضور مع الحمراوة... قضى كذلك وقتا طويلا في مقر النادي يستقبل الجميع، الكبير والصغير ومتواضع الى أبعد حد تجلس معه مدة طويلة لا تشعر أبدا بالملل لأنك ستستفيد وستضحك لأنه معروف بمزاحه... هذه هي الدنيا توفي وهو الذي قاوم المرض الخبيث في المستشفى الجامعي لوهران الجناح 10 لمدة تقارب 15 يوما... انه القدر كان من المقرر أمس أن يشرع في العلاج الكيمياوي. لكنه توفي، انه الأجل ولا شئ غيره، وإذا سألت الأسرة الاعلامية عن المرحوم فالكل سيقول لك ان الفقيد لايهاب أحدا ولا يتهرب عن الأسئلة يجيب بصراحة ولا يخفي الحقيقة مهما كان الأمر... صورته بالطربوش الأحمر مازالت في مخيلة الجميع... الأناقة رغم كبر السن والبروتال و... المرحوم ووري التراب أمس بمقبرة عين البيضاءبوهران في موكب جنائزي مهيب وضخم... وداعا الحاج... وداعا يا قاسم وداعا يا بليمام... وداعا يا مناضل... وداعا يا من ساهمت في صنع أفراح وهران... ذكرياتك مع المولودية لن ننسى والاحتفالات التي اقيمت بعد صعود الفريق ستبقى في الذاكرة دون أن ننسى كأس الجزائر ضد البليدة... وداعا وأنت الذي أفرحت وهرانوالجزائر بالتتويجات في الكأس العربية... وداعا وأنت الذي صنعت عدة أسماء من اللاعبين وما أكثرهم، يشهدون بجميلك بفضله تألقوا وبفضله لعبوا في الفريق الوطني وبفضله احترفوا في الخارج وبفضله تحسنت وضعياتهم الاجتماعية اليوم مولودية وهران في حداد بل وهران كلها في حداد لأن الفقيد أحد أعمدة الكرة الجزائرية وأب المولودية ورجل ثوري، بل قل شخصية سجلت اسمها في التاريخ... انه الموسوعة يتحدث في كل المجالات كل مقام له مقال... وهران وعلى الخصوص المولودية فقدت رجلا كبيرا... أول أمس وبعد ان بثت اشاعات بوفاته طيلة الأسبوع نظر لتأزم الوضعية الصحية... جاء الخبر بليمام توفي فتسارع الكل الى حي الشهداء كاسطور سابقا لتعزية أفراد العائلة فصبرا جميلا لزوجة المرحوم ولأبنائه سفيان الحارس الدولي السابق في كرة اليد ولأرسلان ولمصطفى وللجيلالي وللجميع... رحم الله الفقيد.