العدوان على غزة أثبت أن إسرائيل دولة إرهابية طالب المشاركون في الندوة الفكرية التي نظمها صباح أمس صحافيو وهران، بمقر منظمة التحرير الفلسطينية (مكتب فتح) بالولاية، بصورة موحدة للقضية الفلسطينية في الإعلام الجزائري والعربي، وشدد المتدخلون في النشاط الإعلامي، الذي نشطه الدكتور عبد العزيز بن طرمول، الكاتب والصحفي بوكالة الأنباء الجزائرية جيلالي عباسة، والمناضل الفلسطيني عابد مروان ممثل العلاقات الخارجية في إقليم فتح وممثل الجالية الفلسطينية في الغرب الجزائري، شددوا على ضرورة توحيد المفاهيم بما يحقق وحدة القضية الفلسطينية وثوابتها المركزية، وهذا من أجل تفويت الفرصة على الإعلام العربي والغربي المأجور، الذي يتعامل مع العدوان الصهيوني في غزة بشكل منحاز وغير موضوعي، الأمر الذي من شأنه قلب الموازين، وتصحيح الرؤى ووجهات نظر الكثير من الصحافيين والمفكرين وحتى السياسيين، الذين يريدون بطريقة أو أخرى تصفية القضية الفلسطينية، بما يخدم الاحتلال الصهيوني الذي يستفيد من دعم مادي ومعنوي، قلب المفاهيم وأخلط الأوراق، وجعل الجلاد هو الضحية والضحية هي الجلاد، وأكد السيد عابد مروان في بداية مداخلته التي افتتح بها الندوة الفكرية، بأنه للأسف فإن الإعلام الغربي والعربي يريدان تقديم ومنذ عقود على أن الشعب الفلسطيني "شعب مجزأ، مقسم ويعيش في شكل عشائر وعائلات متفرقة وغير موحدة"، موضحا أن هذه النظرة خاطئة وأن الهدف منها، تضليل الرأي العام العربي والإسلامي، وغرس في ضميره الجمعي، بأنه لا جدوى من الدفاع عن الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه، بل يجب تركه لوحده يعاني ويلات الشتات والانقسام، من منطلق أنه لا يقبل العيش في دولة مستقلة تحكمها مؤسسات شرعية ودستورية، مشيرا في سياق آخر، إلى أن جميع الفلسطينين كانوا على علم مسبق بالعدوان الصهيوني على غزة، لاسيما بعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وتحديد موعد الانتخابات الرئاسية، البرلمانية وحتى البلدية، وهو ما أغضب كثيرا السياسيين في إسرائيل، وأن الحرب الغاشمة على قطاع غزة، ما هي إلا ردة فعل صهيونية، بعد قيام الفرقاء الفلسطينين بإنهاء حالة التشرذم والانقسام التي كانوا يعانون منها سابقا، لذلك دعا نفس المتحدث إلى ضرورة العمل بحذر مع القضية الفلسطينية، وعدم الانجرار وراء كل ما يفتت وحدة الشعب الفلسطيني الذي يناضل ويكافح منذ نشأة الكيان الصهيوني من أجل هدف واحد موحد ألا وهو إنهاء الاحتلال وإعلان الدولة المستقلة وعاصمتها القدس. د. بن طرمول:" العدوان فضح العملاء" من جانبه أكد الدكتور بن طرمول عبد العزيز أستاذ العلوم السياسية بجامعة وهران، أن العدوان الإرهابي الإسرائيلي على غزة، فضح الكثير من الأنظمة العربية العميلة، وأظهر بالفعل من مع فلسطين ومن ضدها، مضيفا أن حرب الإبادة على القطاع، أكدت أنها أبعد أن تكون حرب طائرات F16 وتصيب أهدافا مدنية في غزة، بل أنها حرب إعلامية استخدم فيه الكثير من التضليل والعبث الإعلامي غير الموضوعي - المنحاز، مشددا على أن إسرائيل دولة إرهابية بامتياز، وأنه على المجتمع المدني في العالم أجمع، التحرك من أجل تحويل ملف السياسيين الصهاينة إلى المحاكم الجنائية العالمية، لمحاكمتهم كمجرمي حرب، موضحا أن محور المقاومة أثبت بالفعل نجاعته وقدرته على التصدي ومجابهة المؤامرات الصهيو أمريكية، وأنه يجب دعم الفكر المقاوم حتى يكون متراسا حقيقيا نحتمي به ونرد به عدوان ومكائد أعداء الأمة العربية والإسلامية. وختم مداخلته بضرورة عدم نزع سلاح المقاومة والتفاوض في القاهرة على رفع الحصار وليس وقف إطلاق النار والقتال، بين الطرفين المتصارعين في الميدان. الصحافي جيلالي عباسة: "إشادة بالهبة الشعبية والرسمية الجزائرية" وفي نفس السياق، أوضح الكاتب والصحفي بوكالة الأنباء الجزائرية جيلالي عباسة، أن الإعلام أضحى أكبر أدوات تحريك القضايا وتوجيه الآراء، من خلال استيراتيجيات إعلامية تصنعها مختلف المخابر الغربية، وأضاف أن هذه الحرب الناعمة ازدادت حدّة مع وصول المحافظين الجدد إلى البيت الأبيض، موضحا أن العدوان الذي أنفقت عليه الملايير من الدولارات أضحى ينشط قبل، أثناء وبعد الحرب، ويشتمل على الكثير من الرموز والأفكار المضللة غير الموضوعية، مشيدا في السياق ذاته بالهبة الشعبية والرسمية في الجزائر، واصفا إيّاها بأنها دليل آخر، على الانتماء العروبي الوطني القومي للجزائريين، داعيا في نفس المضمار، الإعلاميين الجزائريين والعرب إلى دعم القضية الفلسطينية بمختلف الوسائل المتاحة، لاسيما الالكترونية على غرار مواقع التواصل الاجتماعي التي أثبتت نجاعتها وفعاليتها في فضح الكثير من الممارسات والمخططات الجهنمية في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما في الدول العربية التي تنهج الخط المقاوم، خصوصا بعد رياح ما بات يسمى اليوم إعلاميا ب"الربيع العربي".