كثرت المسميات والتسميات لمختلف هيئات التشغيل، وكثرت معها البرامج، ولكن في نهاية المطاف، معظم هذه المشاريع يكون مصيرها الإفلاس. فكثير من المؤسسات الشبانية التي أنشئت في إطار برامج تشغيل الشباب، لم تعرف طريقها إلى النجاح باستثناء القلة القليلة فقط، وذلك في غياب المراقبة وهيئة تقود الشاب وتأخذ بيده وتدله على السبيل. فكل شباب بطال عندما يظفر ملفه بالموافقة على قرض، يجد نفسه في حيرة كبيرة، كيف يسيّر هذا المال؟ ويدير المشروع الذي أراد المغامرة فيه، فيدخل المغامرة بدون سلاح، أي بلا خبرة ولا تجربة ، لا يدري ماذا يفعل؟ خصوصا وأن هذا الشاب لا يعرف عالم الشغل ولم يسبق له وأن خاض مجال عمل بتاتا. وهكذا تجده يصارع، ويخبط خبط عشواء هنا وهناك، يسيّر ويفكر حسب معارفه المحدودة بدون موجه، ولا رقيب، ما يؤدي به في نهاية المطاف إلى الخطأ، والغلق وبالتالي تفشل مساعيه وتذوب أحلامه، ليجد نفسه مرة أخرى على قارعة الطريق، في بطالة تقتله في صمت ودين يحاصره إلى الأبد. يحدث هذا في غياب هيئة رشيدة تسدي له النصائح وتمدّه بالتجربة وتأخذ بيده، حتى يقف على رجليه كما يقال ويقلع على أسس متينة، وإلا ما جدوى صرف الأموال الطائلة دون تحقيق الأهداف المرجوة والقضاء على البطالة، لأن حالنا اليوم ينطبق عليه مثل »التقرقيب وقلة النقيب«.