يعيش هذه الأيام بتيارت بائعو اللحوم الحمراء وبأنواعها حالة من القلق والفزع بعد أن تراجع بيعها فيما ظل العديد من أصحاب القصابات عبر الولاية يعزفون عن بيع لحم الأبقار والاكتفاء بلحم الخروف والذي يبقى سعره مستقرا في حدود 1200دج. وقد أرجع أمس البعض من الجزارين أن هذا التراجع أو العزوف المؤقت في بيع لحوم الأبقار راجع كما ذكرنا إلى عدة عوامل منها بالدرجة الأولى ما يتعلق بمرض الحمى القلاعية وكذا غلق الأسواق الأسبوعية أو المحلية المتواجدة عبر دوائر الولاية الشيء الذي صعب الأمور كثيرا على الموالين في بيع اللحوم التي يقتنيها أصحاب القصابات ضف إلى هذا أن الإجراءات الآن جد مشددة بالمذابح والمسالخ في فحص اللحوم من قبل البياطرة وهنا أشار محدثنا أن الظاهرة المعروفة والمنتشرة بعدة مناطق هي الذبح غير الشرعي للأبقار أو المواشي والتي يستغلها العديد من بائعي اللحوم نظرا لنقص سعرها مقارنة بالأخرى التي تخضع للمراقبة. وبالمقابل فقد وقفنا صبيحة أمس بالسوق المغطاة الواقع بحي "الفولاني" بمدينة تيارت والذي يعد من أهم الأسواق المحلية وإن يبقى هذا الأخير يعاني الأمرين نتيجة الأوساخ وانتشار الروائح الكريهة واهتراء قنوات الصرف الصحي و الملاحظ أن أغلب القصابات فارغة من لحوم الأبقار حيث يكتفي البعض منهم بيع لحم الخروف ولكن بكميات محدودة تجنبا لتكدسه أوخسائر محتملة. ونشير هنا أن هذه السوق المغطاة تنتشر بها ظاهرة بيع لحوم الماشية وبأسعار قد تصل إلى 750دج للكيلوغرام الواحد، الأمر الذي يفسر أن مصدرها غير قانوني وأنها لم تخضع للمراقبة الطبية أو بالأحرى أن الحصول عليها تم بطريقة غير شرعية والتخلص منها يكون بذبحها أو عرضها للبيع وسط درجة حرارة تتجاوز ال40°. ونشير أن العديد من المواطنين تخلوا عن اقتناء لحوم الأبقار وأحيانا الماشية والاكتفاء بلحوم الطيور المختلفة خوفا من أية أمراض أو إصابات محتملة مما قد يفسر تكدس اللحوم وخسارة كبيرة وهذا راجع إلى نقص التوعية لدى المواطنين والفهم الخاطئ للحمى القلاعية والإشاعة المغرضة داخل الأسواق من ورائها إثارة البلبلة والشك في عمل السلطات المحلية وعلى رأسها البياطرة.