مثلما تعرض الخضر والفواكه للبيع من في الأسواق الأسبوعية، تعرض من الجهة الأخرى وعلى مستوى ذات الأسواق اللحوم البيضاء والحمراء، بأسعار جد بخسة مقارنة بسعرها الحقيقي المدون في القصابات ، لكن مع غياب كلي لأدنى الشروط الصحية، وهو ما يشكل خطرا حقيقيا بالصحة العمومية في أي وقت،كما أكد لنا رئيس النقابة الوطنية البياطرة، الذي دعا المستهلك إلى ضرورة التحلي بالوعي الكاف وعدم الجري وراء السعر البخس على حساب الصحة وفي الوقت نفسه السلطات العمومية التعجيل بالتحرك للقضاء على هذه الظاهرة. انتشرت بشكل ملفت للانتباه ظاهرة بيع اللحوم البيضاء والحمراء على مستوى الأسواق الأسبوعية ومنها على وجه التحديد سوق السبت بباب الزوار، حيث استهوى هذا النشاط التجاري الكثير من التجار والموالين الصغار، بالبيع الحر للحوم ماشيتهم وتحديد السعر الذي يرونه مناسبا وقادرا على جلب أكبر عدد من المستهلكين على اعتبارهم لا يخضعون للرسوم الضريبية كالتي تباع في المحلات القصابات. حيث يلجأ هؤلاء الباعة الذين يأتون من خارج ولاية العاصمة من باب الترويج لسلعتهم إلى استغفال المتسوقين والتنزيل من قيمة ثمنها وبيعها بأثمان بخسة، ومثلا في شهر رمضان لم يتعدى سعر الكليوغرام الواحد للحم البقر ال 400دج والحقيقة لقيت أسعارهم إقبالا جد واسع من المتسوقين لا سيما المتسوقات، غير آبهين لحجم المخاطر الصحية التي قد تفتك بهم و تجعلهم يدفعون أضعافا مضاعفة من قيمة الفائدة المالية التي استدركوها من الجزارين على مستوى محلاتهم. لحم الأسواق أفضل من لحم القصابات وترى بعض المتسوقات أن اللحم المباع على مستوى الأسواق أفضل من لحم القصابات ، سواء تعلق الأمر بالثمن المحدد له وحتى من حيث نوعيته. وقالت لنا إحدى السيدات التي التقيناها على مستوى سوق السبت الأسبوعي بباب الزوار وهي تهم بشراء اللحم الأحمر" إنني أفضل شراء اللحم من هؤلاء الباعة بدل شرائها من القصابة لأنها ليست غالية الثمن بينما باعة القصابات يبيعونها بأسعار جد مرتفعة " وتؤكد سيدة أخرى كانت تهم بدفع ثمن ما اشترته " الدوارة أو الكرشة " لقد اشتريت في رمضان الفارط لحم البقر بسعر جد معقول لا يتجاوز ال 400دج للكيلوغرام الواحد والحقيقة كنت متخوفة من أن تتضرر صحتنا كأن نصاب بتسمم غذائي لكن الحمد لله كانت لذيذة وطيبة بل أفضل من لحم القصابين لذا أصبحت أفضل شراءها من الأسواق". غير أن رأي هاتين السيدتين يختلف تماما عن رأي سيدات أخريات امتعضن بيع اللحم بهذه الطريقة التي تخالف القوانين وبعيدة كل البعد عن الشروط الصحية الواجب توفرها ، وقد أشرن إلى ضرورة أن تعجل السلطات العمومية إلى وضع حد لهؤلاء التجار وعدم السماح لهم بممارسة هذا النشاط التجاري على مستوى الأسواق الأسبوعية أو العمومية. وقال السيدة عائشة تقطن بباب الزوار" صحيح أننا لم نسمع أي أخبار عن تسمم غذائي وقع بسبب أكل هذه اللحوم الحمراء من هذا السوق ، لكن مثلما يقول المثل ليس في كل مرة تسلم الجرة ، قد نسلم هذه المرة والأكيد أننا لن نسلم في مرات أخرى " لتضيف " من يدرينا أن ما يباع لنا هو لحم مر على المراقبة البيطرية وأن تلك البقرة غير مصابة بأي مرض وأراد صاحبها التخلص منها، ومن يدرينا أن ما يباع لنا هو لحم حمير وكلاب وليس لحم بقر وغنم ، مثلما حدث منذ أكثر من أربع سنوات حينما اكتشفت السلطات جريمة بشعة ، ببيع لحم الحمير على مستوى القصابات". وخلصت السيدة " نتمنى أن تأخذ الجهات المعنية بعين الاعتبار هذه الظاهرة قبل أن يفوت الأوان ويقع ما لا في الحسبان ونتمنى أن يكون هؤلاء الباعة آمين على صحة المستهلكين". نحن لا نبيع لحم الحمير اعتبر بعض باعة اللحوم الحمراء داخل الأسواق الأسبوعية الذين تحدثننا إليهم انتقاداتنا نوع من التدخل في شؤون تجارتهم ومحاولة لضرب بضاعتهم لأنهم يبيعون لحما نقيا ولا يبيعون لحم الحمير مثلما فعل أصحاب القصابات. وقال أحدهم " لست أسمم الناس وأنا مسلم كيف تراني أبيع لحم ماشية مريضة قد تقتل أحد "؟ و أضاف " هذه ماشيتنا لذا نبيعها بالثمن الذي نرغبه ولسنا ملزمين بأن نبيع اللحم بمقياس الباعة في المحلات و أؤكد أنها ليست مريضة فنحن أيضا عندما نشعر أن بها داء نأخذها إلى الطبيب البيطري ولا نذبحها ولا نبيعها لنعوض ما خسرناه من المال". وتدخل صديقه " في الحقيقة حذاقتكم لا تطال إلى الضعفاء ولست أدري إن نسيتم أن من سمح لنفسه ولضميره أن يبيع لحم الحمير ليسوا باعة الأسواق الأسبوعية وإنما هم الباعة الذين تمر ماشيتهم على الطبيب البيطري والذين يحوزون على السجل التجاري ولهم محلات " وأردف " صحيح أننا نبيعها مثلما نبيع الخضر والفواكه لكن الأكيد أننا لا نخدع زبائننا لأننا نخاف الله قبل الزبون".