في اليوم ما قبل الأخير من عمر المهرجان الوطني للمسرح المحترف ، شهد ركح مسرح محي الدين بشطارزي عرض مسرحيتين بلغة الضاد ،الأولى بعنوان المذبحة للمسرح الجهوي لسكيكيدة من إخراج حسان بوبريوة ونص حسام قنديل وتروي المسرحية جزءا من أحداث الربيع العربي الذي عانت منه بعض البلدان العربية ، بالإشارة إلى مجزرة جماعية كان أبطالها مختلون عقليا وكان نتاجها هلاك أكثر من 40 فردا من عائلة واحدة. أين نفذت المجزرة بأمر من قائد عسكري بغرض الانتقام من زوجته السابقة ، ودارت الأحداث مابين السجون والمعتقلات، في ديكور أسود حزين ينم عن القسوة لتنتهي بالمجزرة المذكورة دون معاقبة مرتكبيها ، وكانت الأدوار من توقيع علي ناموس، وعبد الرؤوف بوفناز وأحمد هزيلة فتحي وغيرهم ومن موسيقى سليم حمدي ، وديكور أحمد الزاهي وعامر سحنون . هذا وقد احتضن المسرح أيضا ثاني عرض لمسرحية "الكلمة الثالثة " بعد عرضها الشرفي في أوت المنصرم على نفس الركح والتي كانت من إنتاج المسرح الجهوي لقالمة، و تأليف أليخاندرو كاسونا، وإخراج "عيسى جقاطي"بمشاركة ثلة من الممثلين جاؤوا من قالمة، عنابة وتبسة والجزائر العاصمة، وسينوغرافيا "سالم نفطي"...وتعكس المسرحية يأس رجل عانى من خداع زوجته التي هربت مع عشيقها تاركة ابنهما ليربيه بمفرده ، ما جعل الوالد في قمة الغضب والإحباط النفسي وقرر الابتعاد عن صخب المدينة ومادياتها ليختار حياة الريف وسط الحيوانات ،بالرغم من كونه ثرياً مثقّفاً وصيّاداً . توفي الوالد بعد 20 سنة يضع الإبن "بابلو" محل طمع الجميع خاصة ابن خاله المحامي وإحدى المعلمات التي تدعى مارغا اللذان يخططان للاستحواذ على ثروة بابلو بأن تظهر له مارغا الاهتمام وتكن له الخديعة وذلك بعد أن استلمت العمتان ماتيلدة وأنخلينا بابلو، وحاولتا إعادة دمجه في المجتمع بتعليمه القراءة والكتابة وبترويض من المعلمة الشابة "مارغا". وعن المسرحية قال مخرجها أنه اختار نصا كلاسيكيا لأنه من هواة المسرح الكلاسيكي، وأراد مزيجا من العواطف الإنسانية والمتناقضات بين الموت والحب ، وهو الذي يراه قريبا من مجتمعنا ، حين يفكر الجميع بلغة المال ، محبذا النصوص البعيدة عن العبثية ، والمليئة بالإبداع الفني.