عرضت بالمسرح الوطني محي الدين باش طارزي بالعاصمة مسرحية "مذبحة" للمسرح الجهوي لسكيكدة، في إطار المسابقة الرسمية للطبعة ال9 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف وسط حضور جمع غفير من وجوه الفن والثقافة وهواة الفن الرابع. وتتطرق هذه المسرحية -التي أخرجها حسن بوبريوة وكتب نصها المصري حسام قنديل وأدى لها السينوغرافيا حليم رحموني- ل"تسلط" و"دكتاتورية الأنظمة" في البلدان العربية التي عرفت "الربيع العربي"، حيث تدور أحداثها حول مجزرة رهيبة ارتكبتها "جماعة من المختلين عقليا" وراح ضحيتها أربعون شخصا من عائلة واحدة. ويدور هذا العمل الذي جاء بالعربية الفصحى حول شخصية قاتل سادي ماسوشي (سليمان بن واري) الذي ينفذ الجريمة بأمر من قائد عسكري ومحقق (جلال دراوي وكمال زرارة) وهذا لعدة أسباب أهمها الإنتقام من زوجته السابقة (تينهينان) قبل أن ينقذه النظام من العقوبة ويسخره في أعمال إجرامية من منطلق أن ديمومته كنظام "لا تتأثى إلا بزرع الرعب وسط السكان". وفي أجواء غلب عليها القمع والتعذيب والإحباط واللاأمل وميزها العمل السينوغرافي الذي اختار اللون الأسود للممثلين والديكور -الذي تراوح بدوره بين المعتقل أحيانا وغرفتي التحقيق والعمليات أحيانا أخرى- تتنتهي المسرحية بانتصار "الشر" من خلال استمرار القاتل المأجور في حياته حرا طليقا وكذلك آمريه. و إذا كان منطلق المسرحية تشريح واقع بعض الأنظمة "القمعية التي تعمل وراء الكواليس" في قالب من الواقعية إلا أنه لم يخل من بعض الكوميديا السوداء التي أضحكت الحاضرين. وبعد أكثر من ساعة من العرض أسدل الستار على هذه المسرحية -التي ساعد في إخراجها سيف الدين بوهة وألف لها الموسيقى سليم حمدي ووضع لها الديكور أحمد الزاهي وعامر سحنون- بتصفيق من الجمهور الذي استهواه الأداء رغم النهاية "القاتمة". وتقاسم الأدوار في هذا العرض -الذي شابته بعض الأخطاء اللغوية- ممثلون آخرون على غرار علي ناموس (المدرس) وعبد الرؤوف بوفناز (مساعد العميد) وأحمد هزيلة فتحي وغيرهم. وفيما رفض المخرج التصريح حول عمله هذا اعتبر الممثل علي ناموس أن العرض "تشريح للأنظمة الدكتاتورية ليس في الوطن العربي فقط وإنما في العالم أجمع" مبديا في نفس الوقت إعجابه "الكبير" بالجمهور الحاضر. وتتواصل فعاليات المهرجان الوطني ال9 للمسرح المحترف إلى غاية 8 سبتمبر بعرض أعمال أخرى داخل المنافسة سيحتضنها مسرح محي الدين باش طارزي بالإضافة لأخرى خارج المنافسة ستستضيفها قاعة الموقار.