فتح سوق الكرمة للمواشي أبوابه للموالين يوميا ابتداء من أمس لكن الإقبال عليه يظل متواضعا رغم أنه لا يفصلنا عن عيد الأضحى سوى أسبوع لكن لم يعرف السوق بعد الحركية العتادة في هذه الفترة فاهتمام الموالين به تراجع بشكل ملفت للانتباه لأن أغلب الموالين فضّلوا عرض مواشيهم عبر نقاط البيع التي فتحتها المصالح الفلاحية و البالغ عددها 46 نقطة و هي الأخرى تجنّد بها عدد كبير من البياطرة و على مستوى كافة الأسواق المرخّصة سجل غلاء فاحش في أسعار المواشي بحيث أدنى سعر يقارب 40 ألف دج و الأعلى يصل إلى 65 ألف دج و السبب يعود حسب بعض المتتبعين لأحوال سوق الغنم إلى المضاربة التي تبلغ أوجّها في هذه الأيام لأن المواطن مجبر على شراء أضحية العيد و يحاول تأجيل ذلك إلى الأيام الأواخر على أمل أن تنزل الأسعار بعض الشيء لكن ككل سنة تزداد غلاء ،و يتحجج الموالون بكثرة الطلب على بضاعتهم قبيل العيد لكن ما لم يكن في الحسبان يقول بعض المواطنين الذين التقينا بهم في سوق الكرمة أن يرتفع سعر الخروف متوسط الحجم إلى 40 ألف دج و هو ضعف راتب الكثير من العمال و الوضع سيّان بكل الأسواق و حتى بنقاط البيع غير المرخّصة و يقول آخرون أنّ كل الظروف تشير إلى أن الأسعار يجب أن تتراجع و أهمها المرض الذي أصاب البقر قد ينتقل إلى الغنم و ذلك مرض اللّسان الأزرق الذي ظهر بولاية تلمسان، أضف إلى ذلك قلّة المغياثية خلال الشهور الماضية ما تسبب في جفاف الأرض و كذلك مشكل غلاء أغذية الأنعام فكل هذه الأسباب تحدث اضطرابا في سوق المواشي و تدفع المربين إلى بيع قطيعهم حتى لا يتكبدوا الخسارة لكن المنطق ينقلب دائما في عيد الأضحى و يباع الخروف بأعلى الأسعار . و من جهة أخرى نرى بعض المستهلكين يزيدون في جشع الموالين فنجدهم يبحثون عن أغلى الرؤوس للتابهي فلا يضرّه الغلاء و لكنه يضرّ غيره من ذوي الدخل المتوسط و الضعيف بمثل هذه التصرفات و من الأمور التي لا تحدث إلاّ في هذه الأيام هو ظهور التجار الوسطاء للمواشي فعند فتح الأسواق و منها سوق الكرمة نجدهم يشترون كميّات كبيرة من الرؤوس بسعر الجمله لإعادة بيعها بأسعار خيالية لأنها فرصتهم الوحيدة لجني أرباح طائلة فلا يشفع للزبون عند هؤلاء شيء .