سيكون الجمهور الوهراني يوم غد بقاعة "السينماتيك " على موعد مع العرض الأول لفيلم " الوهراني " للمخرج الجزائري " إلياس سالم "، وذلك في إطار الجولة الفنية التي يقوم بها طاقم العمل منذ بداية شهر سبتمبر، ليحط رحاله أخيرا بعاصمة الغرب الجزائري قصد تمكين عشاق الفن السابع من مشاهدة العمل السينمائي الذي توج مؤخرا بجائزة أحسن دور رجالي في مهرجان " أنغولام السينمائي للفيلم الفرنكوفوني " بفرنسا في طبعته السابعة ، فيلم " الوهراني " الذي يعتبر ثمرة إنتاج مشترك بين الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ومؤسستي "لايث ميديا " و" دارام صالا " يضم كوكبة من الأسماء السينمائية الجزائرية وبعض الوجوه الشابة التي ظهرت لأول مرة أمام عدسات الكاميرا ، لتشارك في قصة تاريخية تحمل بين طياتها الكثير من المعاني الاجتماعية و القضايا السياسية في مرحلة صعبة عاشها الجزائريون خلال فترة الاستعمار الفرنسي الغاشم ، حيث يحاول المخرج " الياس سالم "و على مدار ساعتين إماطة اللثام عن تضحيات أبناء الجزائر من خلال قصة " جعفر " و صديقه المجاهد " حميد " في رؤية درامية مبنية على أسس الصداقة و التضحية و النضال في نفس الوقت ، فهو من بطولة الممثل " خالد بن عيسى " " سالم الياس " ، " جمال براك " وغيرهم من الممثلين .. ومن أهم مزايا العمل السينمائي أنه لم يحصر حيثيات القصة في فترة الاستعمار، بل أيضا صور الجزائر ما بعد الاستقلال ، من خلال عرض مشاهد درامية مؤثرة ، لاسيما تلك التي تبرز صداقة البطلين التي تستمر بعد انتهاء الثورة وتتطور بشكل كبير، دون أن ننسى المشهد الإنساني الذي يبرز الحالة النفسية الصعبة التي يعيشها " جعفر " بطل القصة عندما يصله خبر وفاة زوجته " ياسمين " التي تعرضت للاغتصاب من طرف الفرنسيين ، لكن الصدمة الأكبر هو " الإبن " الذي نجم عن هذه الجريمة الشنيعة ، و بين تأنيب الضمير و وجع الفراق يقرر " جعفر" أن يتخذ من هذا الولد ابنا له عله يكفر عن خطيئته بعد تركه لزوجته وحيدة كل هذه السنوات .. وبعد أعوام متتالية يكبر هذا الطفل الذي يشك في نسبه كون بشرته تختلف عن بشرة باقي الأسرة ، و يقرر البحث عن الحقيقة وهو ما يزرع الخوف في نفسية " جعفر " الذي يحاول تجنيبه صدمة نسبه الحقيقي .. تجدر الإشارة إلى أن الفيلم السينمائي " الوهراني " يعد ثاني فيلم طويل ل "إلياس سالم " بعد فيلم "مسخرة" الذي حقق نجاحات باهرة بعد صدوره في المشهد السينمائي الجزائري ، حيث توج بالعديد من الجوائز السينمائية العالمية أهمها جائزة " فالوا " الذهبية لأحسن فيلم طويل عام 2008 بمهرجان " أنغولام " السينمائي ، إضافة إلى هذا فإن المخرج يملك عدة أفلام قصيرة على غرار فيلم " جون فراس" الذي أخرجه عام 2001 ،وفاز بجائزة أحسن فيلم قصير في الدورة ال 12 لمهرجان السينما الإفريقية ب "ميلان " الإيطالية ، وفيلم " بنات العم" لعام 2009 المتحصل على جائزة " سيزار" كأحسن فيلم قصير، مع العلم أن فيلم " الوهراني " سيكون حاضرا في قاعات السينما الفرنسية ابتداء من 19 نوفمبر القادم .