تتضارب أعداد الميلشيات المسلحة في ليبيا و تؤكد مصادر متطابقة أنّها قد تصل إلى 1700.. من الجماعات السلفية إلى دروع ليبيا ( القادم عناصرها من السواحل كالزاوية و مصراتة ) إلى الزنتان التي تعترض الحل السلمي في هذا البلد المغاربي الذي تحول إلى مرتع الجماعات الارهابية التي تحاول من ورائها تنظيماته تجريب نموذج الدولة الاسلامية و اكتساح ما أمكن من الأراضي بترهيب الشعوب و اخضاعها . و رغم ما يسود هذه التنظيمات من ضبابية في مستوى العلاقات بينها فان التناحر على أشده من أجل السيطرة و فرض الأمر الواقع على المناطق التي يصلون إليها و لا يتوقف تلفيق التهم وإلصاق التوجهات فدرع ليبيا متهم بتوجهه الديني المتطرف و احتجازه لرئيس الوزراء علي زيدان و عمله على أن يكون الجيش القادم لليبيا بفعل علاقة غير معروف مستواها مع المؤتمر الوطني . أما كتائب مصراتة فمعروف أنها تحوز على الكم الهائل من العتاد و الذخيرة الحربية التي يجهل مصدرها و تتفوق على القدرة العسكرية للدولة و قد نسبت إلى نفسها عملية غرغور التي أوقعت الكثير من الضحايا الليبيين . أما ميليشيات الزنتان فقادمة من الصحاري و لا تقل دموية عن الجماعات الأخرى و تناور من أجل الوصول إلى مكانة في الجيش الليبي أيضا . أما السلفيون في ليبيا فهم بقايا تنظيمات سرية منها تلك التي أمضت العديد من السنوات في سجون القذافي و أطلق سراحها في لفتة منه للإصلاح و تحولت إلى حمل السلاح باسم الجهاد في سبيل الله بعد حربهم في العراق و البوسنة و أفغانستان. أضف إلى ذلك لواء شهداء 17 فبراير يمثل ميليشيات الشرق يحوز على مواقع التدريب الذي يضم أكثر من 3500 فرد يجيدون التعامل مع مختلف الأسلحة . و رغم ذلك فان القاعدة لا تغيب عن الأراضي الليبية و أيضا الإخوان و الجماعات المتطرفة التي تجد هناك ساحتها للوغى و كل تنظيم يسير وفق أجندة تضع أهدافا معينة. و في ظل دور المتفرج الذي تلعبه الدول التي تدخلت بسرعة البرق من أجل الإطاحة بتنظيم معمر القذافي تجد هذه الجماعات المسلحة المكان مواتيا من أجل حربها المقدسة على الليبيين و فرص اعادة بعث ليبيا فأنصار الشريعة الموجود في بنغازي يحكم قبضته على المكان و قد بايع أبا بكر البغدادي و يؤسس لنموذج " داعش " في المغرب العربي . و قد احتدم الصراع بين أنصار الشريعة و تنظيمات سلفية و أخرى تابعة للواء خليفة حفتر في ليبيا منذ أشهر من أجل السيطرة و بسط النفوذ على مواقع استراتيجية و المطار و تمديد العمل الاجرامي إلى مناطق أخرى في ليبيا و الجوار . هذا و انخرطت الجماعات الليبية في تنظيم القاعدة من جهة أخرى للهدف نفسه و تقول و أشارت تقارير اعلامية محلية الى "وجود فرعين لأنصار الشريعة خارج مدينة بنغازي هما "أنصار الشريعة في سرت" و"أنصار الشريعة في أجدابيا". تأسس فرع سرت في 28 جوان 2013 في مدينة سرت بعد إلغاء اللجنة الأمنية وانضمامها لأنصار الشريعة وتغيير إسمها إلى (أنصار الشريعة سرت) وكان آمر الفرع وقتها أحمد علي التير المكنى "أبو علي". فيما الشيخ فوزي العياط هو المتحدث الرسمي باسم أنصار الشريعة - سرت وهو أيضا عضو في مكتب أوقاف سرت. فيما تأسس فرع أنصار الشريعة اجدابيا في 4 أوت 2013 .