لا يمكن الإنكار أن الصحافة الجزائرية قطعت شوطا كبيرا من حيث التعددية الإعلامية و حرية التعبير ، نحن فخورين بالتطور النوعي الكبير الذي سجلته هذه الأخيرة ، بدليل كثرة عدد العناوين و المنافسة الحقيقية التي خلقتها ، إضافة إلى ظهور القنوات التلفزيونية الخاصة ، في انتظار ظهور موجة الإذاعات الخاصة التي ستؤسس قاعدتها قريبا في المشهد الإعلامي الجزائري بعد حل مشكل توزيع موجات البث ، أما فيما يخص أخلاقيات المهنة بالجزائر ، فأعتقد أنها لازالت بعيدة عن التطور الحاصل و المسجل في الدول الأخرى، فالكثير من العناوين باتت تهتم بجانب الإثارة ، مهملة الحقيقة ومخالفة للواقع، حيث أنها باتت تسيء لكرامة الإنسان لدرجة إثارة القلق و العنف ، خاصة فيما يتعلق بالأساليب الصحفية المستحدثة و الغربية في نفس الوقت، لاسيما في الجرائد الرياضية، التي باتت تضع عناوين مثيرة ومسبب للعنف، وهذا أمر سلبي ونحن نعيش اليوم ظاهرة " العنف في الملاعب " .. إذ لا يمكن الإنكار أن الصحافة لديها مسؤولية كبيرة في هذا الجانب ، حيث أن بعض العناوين لها أسلوب غريب و بعيد جدا عن أخلاقيات المهنة ، كما أنها خليط من اللغة الفصحى و اللهجة العامية.. فمن أهم مبادئ الصحفي هو نشر المعلومة بمصداقية تامة و التأكد من صحتها قبل نشرها ، مع الاتصاف بالموضوعية و الابتعاد عن الذاتية ، فليس من حقه أن يعطي لنفسه دور الشرطي أو القاضي ..عليه أيضا ألا يمس بكرامة أحد و يبتعد عن ترويج العنف ..كلها قواعد عليه أن يتحلى بها هذا الأخير و يحترمها ، دون أن ننسى بطبيعة الحال التكوين الذي يعد أساسيا في نجاح أي إعلامي كان ، و للأسف فهو غائب نوعا ما في الصحافة الجزائرية ، فعلى سبيل المثال يوجد مركز تدريب وحيد بإذاعة " تيبازة " الجهوية ، يستقبل الإذاعيين و الصحفيين في هذا المجال ، وهذا في الحقيقة مكسب كبير لنا نحن كصحفيين ، على أمل أن يتم تأسي مراكز تكوينية في مختلف المؤسسات الإعلامية الأخرى بالجزائر لأن التكوين هو الرهان الحقيقي و الأساسي للصحافة .