دعا وزير الاتصال حميد قرين يوم الخميس بالجزائر العاصمة، الى ضرورة احترام شركات الإعلان لأخلاقيات مهنة الصحافة ومنح إعلاناتهم للصحف المحترفة والتي تعمل بجدية. وقال قرين في تصريح للصحافة على هامش دورة تكوينية لفائدة مهنيي الصحافة، أن المعلنين "ملزمون بأخذ بعين الاعتبار احترام أخلاقيات المهنة في منح الإشهار لعناوين الصحافة المكتوبة ووسائل الإعلام الأخرى" مشددا على ضرورة منحها للصحف التي "تحترم الصحفيين وتعمل بجدية واحتراف". وأضاف الوزير أنه "لا يعقل من الناحية المهنية والأخلاقية والقانونية أن يقوم أي معلن يؤمن بفضائل الصحافة في توزيع إعلانات على وسائل إعلامية لا تتقيد بقواعد المهنة وأخلاقياتها بل تجعل من القذف منهجا لها". ودعا وزير الاتصال، إلى ضرورة الالتزام بقواعد مهنة الإعلام والاحتكام إلى آداب وأخلاقيات المهنة في إطار ما أسماه بمنظومة القيم، وذلك بهدف الارتقاء بالصحافة إلى الاحترافية المنشودة. وأكد حميد قرين، على ضرورة تبني صحافة دقيقة تنقل الحقيقة بعيدا عن أية ذاتية، وقال: "نحن مع حرية الصحافة وليس مع حرية السب والقذف، ومتفائلون بتغير الأوضاع بعد تنصيب سلطة الضبط". كما وجه قرين بالمناسبة، رسالة إلى الناشرين يدعوهم من خلالها إلى تخصيص 02 بالمائة من عائداتهم من أجل دعم البرامج التكوينية لفائدة الصحفيين. من جانبه، العضو السابق في المجلس الأعلى للسمعي البصري بفرنسا، الصحفى رشيد أرحاب ، أن آداب وأخلاقيات المهنة تتعلق بكم من المبادئ والأخلاق التي تلقاها الشخص أثناء مراحل تربيته من جهة، وبالصرامة والنّزاهة والموضوعية والتحلي بروح المسؤولية في تقديم رسالته من جهة أخرى. وقال: "على الصحفي أن يضع نصب عينيه أن لكل حرية حدود، على أن يعترف بها الجميع". ويرى رشيد أرحاب أن الصحافة هي المهنة الأصعب على الإطلاق لأن الصحفي يتعرض يوميا لمعلومات جديدة وآنية تتطلب منه السرعة والدقة في معالجتها وكأنه في معركة دائمة ضد الوقت، خاصة مع التطور التكنولوجي الرهيب. وقال إن ضبط المنظومة الإعلامية لابد أن تخضع لخصوصية كل بلد، معتبرا أن الجزائر وتونس يشكلان مصدر إلهام له فيما يتعلق بتحسين المنظومة في فرنسا. وفيما يتعلق بالإذاعات الإلكترونية، اكد رشيد أرحاب على ضرورة تبنيها لذات الأسس والمبادئ في الوسائل الإعلامية الأخرى، وقال ان الاتصال يبقى الأساس بغض النظر عن القنوات التي يتم عبرها . واعتبر حسن السعيد، أستاذ علوم الإعلام بالمدرسة العليا للصحافة بالجزائر، أن أخلاقيات المهنة تبقى أمرا نسبيا مرتبطا بطبيعة تكوين وأخلاقيات الصحفي في حد ذاته، وقال أن مثل هذه اللقاءات تساعد على بلورة بعض الأفكار الأساسية حول حرية الصحافة وحدود حرية الصحفي. كما أوضح أن المغالطات في الصحافة تأتي نتيجة لتجاوزات الصحفي أحيانا ولتعنت مصادر المعلومة ( إدارات) وغلقها أبواب الحوار أحيانا أخرى، وهو ما يدفع بالصحفي إلى اللجوء إلى أساليب غير أخلاقية في تحصيل المعلومة. وأضاف أن مصداقية الإعلام مسؤولية يتقاسمها المسؤول والصحفي كل على مستواه.