نظمت مؤسسة جنة العارف و الطريقة العلوية أمس بوهران جولة ميدانية إلى أهم المعالم الاثرية و المناطق السياحية التي تشتهر بها عاصمة الغرب الجزائري، حيث تعرف ضيوف الباهية الذين شاركوا في فعاليات المؤتمر الدولي للأنوثة من أجل ثقافة السلم الذي اختتمت فعالياته الخميس الفارط بمركز الاتفاقيات " محمد بن أحمد" ، على أهم الأماكن التاريخية التي تزخر بها الباهية منذ عصور خلت، و اكتشفوا عن كثب الهندسة المعمارية الجميلة للمدينة و دورها الكبير في تعزيز السياحة الجزائرية ، ناهيك عن تاريخها العريق الذي كتبته حضارات مختلفة ومتعاقبة على مر الأزمنة والعصور . وعلى هذا الأساس فقد توجه الضيوف الأجانب في بداية الجولة إلى " مسجد الباشا " الكائن بحي "سيدي الهواري" العتيق ، وهو أحد المساجد القديمة بوهران كونه شيد عام 1796 في عهد الباي " محمد الكبير " بأمر من " بابا حسن " باشا الجزائر العاصمة، و صنف عام 1952 ، هندسته المعمارية الجميلة أبهرت الضيوف الأجانب الذين زاروا وهران للمرة الأولى ، فراحوا يلتقطون صورا تذكارية بالمكان و يتبادلون الآراء حول جمالية المعلم و أهميته ، ليتنقل بعدها الفوج إلى قلعة " سانتا كروز " الواقعة في قمة جبل " المرجاجو"، التي تعد أشهر معلم اثري بعاصمة الغرب الجزائري ، فالكثير من السواح وقعوا في غرام هذه القلعة التي بناها الإسبان في الفترة الممتدة بين سنتي 1577 و 1604 ، وراحوا يتجولون بين جنباتها ، و يحاولون اكتشاف أسرارها الدفينة التي ألهمت الكثير من الباحثين و المختصين في علم الآثار، و في آخر الجولة السياحية اتجه الزائرون نحو الشواطئ الوهرانية الساحرة التي تستقطب سنويا الملايين من المصطافين الجزائريين و الاجانب ، فكان منظر الرمال الذهبية الناعمة أكثر ما شد انتباه الزوار ، وهو ما حول المنظر إلى لوحة فنية راقية تبعث الهدوء و الطمأنينة في نفس المتأمل ، و تعكس بجلاء روعة السياحة الوهرانية التي باتت تحتل مكانة هامة على المستوى الوطني و المغاربي . تجدر الإشارة إلى أن الجولة السياحية التي برمجتها مؤسسة جنة العرف و الطريقة العلوية أمس لم تمس مدينة وهران فقط ، بل أيضا مدينة تلمسان ، حيث تم تشكيل فوجين من المشاركين ، كل واحد منهم يختار الوجهة السياحية التي يفضل الذهاب إليها فإما وهران أو تلمسان، مع العلم أن الزيارة التي اقتصرت على عاصمة الزيانيين مست كل من مسجد " سيدي بومدين " الذي شيد عام 1339 ، و ضريح " سيدي بومدين " المحاذي للمسجد و الذي شيد عام 1347، إضافة إلى جولة سياحية بشوارع و أحياء المدينة للتعرف عن كثب على تاريخها و مناطقها المعمارية .