انتشر مؤخرا وبشكل كبير مرض خطير بات يصيب بساتين وحقول الحمضيات عبر إقليم ولاية مستغانم ، هذا الداء الغريب يتمثل حسب المتتبعين للشأن الفلاحي بما يعرف بذبابة البحر المتوسط ، هذه الذبابة يقال أنها تسربت من وراء الحدود الغربية وهي عبارة عن حشرة تتلف فقط الحمضيات خاصة الطامسون " حيث تتوغل الحشرة في عمق الثمرة قبل أن تنضج وتتسبب في إتلافها وإفسادها و بالتالي سقوطها بشكل سريع ، وفي بضع ساعات ينتشر الداء حول كل الحقل أو البستان. البوادر الأولى لمرض هذه الذبابة مست مساحات من بساتين الحمضيات المتواجدة في كل من وادي الخير والسور وسيرات وبوقيرات وعين تادلس . حيث أصيب المستثمرون والفلاحون بهلع شديد خصوصا وأن مرحلة جني الثمار وجمع المنتوج باتت على الأبواب ، كما أن أنواع المبيدات والأدوية الكيماوية المتوفرة أضحت حسب ما جمعته اليومية غير مفيدة لمحاربتها نظرا لضعف ونقص فعاليتها وعدم مطابقتها للمقاييس المتعارف عليها ، كما أن نوعيتها غير ذات جدوى حسب مستعمليها باعتبارها مقلدة في غالب الأحيان ، ناهيك عن غلاء أسعارها ، الفلاحون لم يجدوا سبيلا للوقاية من الداء وتأثيراته غير الاعتماد على بعض الأساليب التقليدية التي أضحت بدورها غير ناجعة في خضم اتساع دائرة الحشرة التي تتكاثر بسرعة البرق ، وإن تواصل هذا المرض فسوف يهدد وبصفة مباشرة أكثر من أزيد من 8 آلاف هكتار من محاصيل الحمضيات بولاية مستغانم التي شهدت خلال العقد الأخير توسعا ملحوظا لمساحات أنواع الأشجار المثمرة ، بعد ظهور هذا الوباء الخطير ، بات الفلاحون يتخوفون من مخاطر الإفلاس الذي أصبح يترصدهم وهذا بالرغم من الجهود التي بذلوها منذ عدة أشهر لرعاية أشجار الحمضيات التي تتطلب توفير كميات معتبرة من مياه السقي خصوصا خلال فصل الصيف إضافة إلى نفقات توفير المتطلبات من مواد التخصيب والتسميد إلى جانب مبيدات محاربة مختلف أنواع الطفيليات والأمراض التي تصيب الأوراق والمحصول ، وفي موضوع متصل فان أسعار الحمضيات بأسواق الولاية خصوصا من نوع" الكليمونتين" التي تنضج مبكرا قد باتت ملتهبة حيث تتجاوز عبر أسواق التجزئة 180 دينار لكلغ الواحد هذا و ان لم يحارب ذباب البحر المتوسط فسترتفع الأسعار أكثر.