أكد أمس أطباء بياطرة بتيارت أن الذبح غير الشرعي والمتاجرة باللحوم الفاسدة بدأ يأخذ أبعادا خطيرة مما أدى بمفتشية البيطرة بتشديد الرقابة على الجزارين وبائعي اللحوم بأنواعها بعد أن وردت تقارير مفادها أن التسويق للحوم الفاسدة أو التي تم ذبحها بطريقة غير قانونية ولا تخضع للمقاييس القانونية يأخذ حاليا أشكالا تؤثر سلبا على الصحة العمومية. وحسب مصدر الخبر فإنه حاليا تقوم فرق المراقبة التابعة لمفتشية البيطرة بعمليات تفتيش عبر الأسواق للحوم للتأكد من سلامتها وصحتها وحجزها في حال التأكد من عدم صلاحيتها وما اكده مصدرنا الطبي أن عصابات مختصة في بيع اللحوم الحمراء والبيضاء الفاسدة منها أو التي تم ذبحها خارج المسالخ البلدية تنشط حاليا عبر إقليم تيارت وهذا بالتواطؤ مع المربين والفلاحين الذين وجدوا ضالتهم في ذلك و التخلص من الشاة المريضة أو بعد نفوقها، فقد استغلت هذه العصابات المنظمة هذا الوضع لصالحهم إذ يتم الاتصال بالموال أو صاحب رؤوس الأغنام أو مربي الدواجن وفي هذا الإطار فقد أضاف المصدر الطبي أن نفوق الدواجن لدى العديد من المربين يكبدهم خسارة كبيرة مما يدفع بهم إلى استخدام شتى الطرق لتعويض خسارتهم والسبيل الوحيد هو التخلص منها وتسويقها بطرق غير قانونية وفي سرية تامة إذ تتكفل هذه العصابات والتي لا يعرف عددها بتسويق اللحوم الفاسدة بعد شرائها بأثمان زهيدة لتحول بعدها باستخدام مركبات أو شاحنات من الحجم الصغير قصد نقلها وتمويهها للتملص من المراقبة ويتم اقتراح هذه السلع وبكميات هائلة لدى القصبات والجزارين بمختلف البلديات والدوائر. غير أنه حاليا تركز العصابات نشاطها على مستوى مدينة تيارت إذ يتم تحديد نقاط بيع اللحوم الفاسدة عبر الأحياء الشعبية والتجمعات السكانية أين تعج بالحركة ونقص الرقابة بها إذ يفضل صاحب القصابة اقتناء كمية كبيرة من اللحوم غير أنه هناك تقنية يستخدمها الجزارين بوضع الدجاج الفاسد وخلطه بمادتي الجافيل والماء مدة أربعة وعشرين ساعة للقضاء على الروائح الكريهة المنبعثة من الدجاج الفاسد وعند عرضه للبيع يخيل للزبون أن هذا الدجاج قد تم ذبحه فقط منذ ساعات نتيجة درجة بياض الدجاج غير أنه في الحقيقة فاسد ولا يمكن استهلاكه. ****40 كلغ من اللحوم البيضاء فاسدة تمكنت وللمرة الثانية مصالح مفتشية البيطرة مساء أول أمس الجمعة في حدود الساعة السادسة وبمشاركة شرطة العمران والبيئة لبلدية تيارت من حجز 1 قنطار من اللحوم وبأنواعها منها 40 كلغ من مادة الدجاج فاسدة بعد أن أكتشف أمر أحد الجزارين الكائن بحي التفاح بمدينة تيارت الذي قام بتخزين هذه الكمية قصد تسويقها وهذه تعتبر ثاني عملية في أقل من 48 ساعة الأخيرة بعد أن تمكنت ذات المصالح من حجز كمية قدرت بأكثر من 1 قنطار من اللحوم التي تم ذبحها بطريقة غير شرعية وألقي القبض على صاحبها في ساعة مبكرة من الصباح حيث تستغل العصابات جنح الظلام بعيدا عن أنظار مصالح الأمن والترويج لهذه السموم القاتلة. كما أكد ذات المصدر أن سكان البلديات هم الضحايا الأوائل لظاهرة الذبح غير الشرعي أضف إلى هذا أن مستخدمي الطرق الولائية أو الوطنية يقعون ضحية احتيال ونصب من قبل أشخاص يقومون بعرض اللحوم المختلفة للبيع وبأثمان تستهوي الجميع لكن في حقيقة الأمر هي فاسدة ولا يمكن استهلاكها.