افتتحت أول أمس بميدياتيك وهران فعاليات مهرجان السنة الأمازيغية 2965 بحضور نخبة هامة من المثقفين والحرفيين وكذا السلطات المحلية للمدينة،وسط جو احتفالي بهيج نشطته عدة فرق فلكلورية شعبية وهي " إيديبالان" و" ديمسوهال " من ولاية تيزي وزو،إضافة إلى فرقة " القرقابو " من وهران، ليقوم بعدها ضيوف المهرجان بما فيهم ممثلين عن المجلس الشعبي الولائي وكذا رئيس بلدية وهران بجولة عبر أروقة المعارض،حيث تعرفوا على أهم الصناعات التقليدية والمنتوجات الحرفية التي يقدمها حوالي 170 عارضا جاؤوا من 24 ولاية جزائرية من أجل الترويج لإبداعاتهم في الحلي والفضة، الألبسة التقليدية،زيت الزيتون،إضافة إلى الإصدارات الأدبية واللوحات التشكيلية،مع العلم أن التظاهرة التي تنظمها جمعية " نوميديا الثقافية" وتشرف عليها المحافظة السامية للأمازيغية بالتنسيق مع كل من ولاية وهران،المجلس الشعبي الولائي،بلدية وهران،مديرية الشبيبة والرياضة ومديرية الثقافة شهدت خلال يومها الأول إقبالا كبيرا من طرف الجمهور الوهراني الذي أبدى حماسه للمشاركة في احتفالات يناير من خلال اقتنائه لأشهى المأكولات التقليدية والحلويات التي تشتهر بها منطقة الأمازيغ،ووقف عند أهم ما جادت به أنامل الحرفيين من إبداع . ندوات فكرية ، مسرح و أمسيات شعرية وإلى جانب المعارض التقليدية والصناعات الحرفية فقد عرف اليوم الأول من الاحتفال تقديم مجموعة هامة من الندوات الفكرية والموائد المستديرة حول عدد من القضايا التي لها علاقة بمباشرة بالسنة الأمازيغية ،حيث نشط رئيس جمعية " نوميديا الثقافية " بوهران السيد " سعيد زعموش " رفقة الباحث والكاتب " يوسف مراحي " مساء أول أمس مائدة مستديرة حول " الموروث المادي واللامادي لتظاهرة يناير"مسلطين الضوء على أهمية هذه السنة ودورها في تعزيز الإرث الثقافي الجزائري بصفة عامة، في حين أبرزت سيدات مدينة تيزي وزو " بولمة ليلى "،" دوفان رزسقة "،و" بولمة نديرة "جماليات الصناعة التقليدية بالجزائر في ندوة أخرى،عرضن من خلالها تجاربهن في هذا العالم الجميل،وكيف ساهمت أعمالهن في تعزيز الموروث الأمازيغي وتنويعه،دون المساس بأصالته ورونقه، وحتى يكتمل البرنامج الاحتفالي بالسنة الأمازيغية 2965 تم تخصيص مساحة كبيرة لعشاق الخشبة والمسرح،حيث كانت فرقة " تيقاوت داواوال " حاضرة بقوة خلال اليوم الأول من خلال عرضها لمسرحية جميلة على ركح "عبد القادر علولة " من توقيع المخرج " جمال بن نعوف"،في حين عرضت جمعية "نوميديا الثقافية "شريطا وثائقيا بعنوان" يناير 2963- 2013 بوهران "،واحتضنت دار الشباب ب" بلقايد " أمسية شعرية راقية شاركت فيها نخبة هامة من الشعراء الذين جاؤوا من مختلف ولايات الوطن حتى يشاركوا في هذا الحفل الذي سيتواصل إلى غاية 11 جانفي الجاري . فضاء للاحتكاك بين الحرفيين القدامى والشباب و لأن مهرجان السنة الأمازيغية يهدف بالدرجة الأولى إلى إبراز الجودة في المنتوجات الحرفية والصناعات التقليدية التي يزخر بها الأمازيغ عبر مختلف ولايات الوطن،فقد أعطت للكفاءات الشابة الفرصة من أجل عرض مهاراتها الفنية وقدرتها على الإبداع و الابتكار، وهو ما خلق نوعا من الاحتكاك بين الحرفيين القدامى والشباب،وساعد على منح الدعم من أجل تحقيق المزيد من المكاسب والمنجزات في تطوير الإرث الثقافي الأمازيغي وحمايته من الاندثار والزوال،وأكثر ما شد الانتباه في هذا الحفل الكبير هو الثراء الفني الذي ازدانت به قاعة " الميدياتيك "،حيث تنوعت النشاطات المشاركة بين الخياطة التقليدية، الطرز على القماش،الحلويات التقليدية،التحف الفنية من الصدف والرمل،الحلي والجواهر وغيرها من المنتوجات التقليدية التي لا تزال تحافظ على مكانتها في السوق الجزائرية رغم الانتشار الكبير للصناعات العصرية والمستوردة .