22 ولاية في الموعد انطلقت أول أمس بقاعة " الميدياتيك " بوهران الاحتفالات الخاصة بالسنة الأمازيغية الجديدة 2964، في جو بهيج مزدان بمشاعر الألفة و المحبة بين المشاركين و الجمهور الوهراني الذي أبى إلا أن يشارك ضيوف الباهية احتفالهم بهذا الحدث التاريخي الهام لدى الأمازيغ والجزائريين بصفة عامة، الحفل الذي شهد إقبالا كبيرا من طرف المواطنين وعدد المثقفين والفنانين المتعطشين لاكتشاف الحضارة الأمازيغية، يضم معارض مختلفة للكتب والحلي والألبسة التقليدية، ناهيك عن عرض بعض الأطباق الشعبية الخاصة بهذه المناسبة كالكسكس و" أوركيمن " ، وأيضا معارض مصغرة للوحات التشكيلية التي تعكس التراث الثقافي المادي وغير المادي الأمازيغي ، إضافة إلى محاضرات أدبية هادفة على غرار المحاضرة التي ألقاها الأستاذ " مراحي يوسف " الأمين العام للمحافظة السامية الأمازيغية، وجولات سياحة تقود إلى المعالم الأثرية بوهران ، تعززها زيارات أخرى إلى المتحف الوطني "أحمد زبانة"، وغيرها من النشاطات الأخرى التي تعكس الثراء الذي يميز الثقافة والحضارة الأمازيغية.. وعليه فقد أكد رئيس جمعية نوميديا الثقافية السيد "ساعد زعموش" في تصريح خاص للجمهورية أن البرنامج المسطر لهذه الاحتفالية الهامة في التاريخ الأمازيغي القديم، يميزه مشاركة 22 ولاية جزائرية قدمت خصيصا لتعرض منتوجاتها الحرفية التراثية و تترجم للحضور عراقة المجتمع الأمازيغي من خلال عاداته وتقاليده على غرار حرفيي توقرت، ورقلة، قسنطينة وخنشلة الذين وقعوا مشاركتهم لأول مرة بالمعرض، مضيفا أن الجمعية حاولت أن تلم شمل الأمازيغيين من مختلف ولايات الوطن وتجعل من مدينة وهران فضاء جامعا لمواهبهم و خبراتهم ، وفرصة لتوسيع دائرة معارفهم و تبادل أفكارهم ، كما قال السيد "زعموش" إن هذا اللقاء الاحتفالي الهام يسعى بالدرجة الأولى إلى خلق جو أخوي ملؤه المحبة والسلام , وزرع مشاعر الأخوة و الصداقة بين المشاركين و الجماهير التي ستتمكن لا محالة من اكتشاف تراث الأمازيغ و تتعرف عن كثب على عاداتهم و تقاليدهم القيمة مع أخذ فكرة جلية عن تاريخ السنة الأمازيغية التي ربما يجهل تفاصيلها الكثير من الجزائريين بصفة عامة. كما أشار ذات المتحدث في نفس الوقت إلى أن جمعية " نوميديا " قد سخرت كل جهودها لإنجاح هذه الاحتفالية في مختلف المجالات الفنية و الأدبية ، الأمر الذي دفعها إلى تنظيم أيضا عروض مسرحية ناجحة على غرار المسرحية التي قدمتها جمعية بجاية أول أمس على ركح عبد القادر علولة، وهو العرض الذي حاز على الجائزة الثانية في المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي بباتنة، إضافة إلى مسرحية " أقراولي " التي مثلت جمعية " نوميديا " في نفس المهرجان، والتي تتحدث عن رجل مناضل تعرف على امرأة فرنسية متعاطفة مع الثورة الجزائرية. تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الجزائريين يجهلون ماهية السنة الأمازيغية الجديدة رغم احتفالهم بها بطرق جميلة ومتعددة ، ورغم تضارب الروايات حول منشأ هذه الأخيرة إلا أن التاريخ الأمازيغي حسب الأساطير القديمة يربط هذا الحدث بذكرى انتصار الملك " شاشناق " على الفراعنة في فترة حكم رمسيس الثاني، وذلك قبل 950 سنة من بداية استعمال التقويم الميلادي ، ليؤسس بذلك دولة حكمت هذا البلد لمدة قرنين من الزمن ، في حين تقول روايات أخرى أن السنة الأمازيغية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالأرض، وهو ما يجعل سكان البربر يحتفلون به تيمّنا بمجيء سنة جيدة خضراء و موسم فلاحي خصب ...