عرفت ولاية وهران مباشرة بعد صلاة الجمعة، هبة شعبية عفوية غير مسبوقة شارك فيها الآلاف من الغيورين على الإسلام للتنديد بالإساءات المتكررة لسيد الخلق محمد رسول الله (ص)، من طرف جرائد ساخرة، أصبحت لا تجد مواضيع غير الإساءة إلى مقدسات الإسلام والمسلمين، وانطلقت مسيرات عفوية وكانت سلمية ومؤطرة من جمعيات شبانية ناشطة بالولاية، من المساجد القريبة من ساحة أول نوفمبر، وعلى رأسها مسجد عبد الله بن سلام بنهج الحبيب معطى، ومسجد حي "يغموراسن" سانبيار وكافينياك وغيرها من بيوت الله، التي صدحت منها حناجر المصلين بالشهادتين مباشرة بعد صلاة الجمعة، ودوت بشوارع وهران هتافات التهليل والتكبير التي اختلطت بزغاريد النساء اللائي لم يتخلفن عن الموعد، وحاول المصلون في البدايىة الوصول إلى قنصلية فرنسا لايصال الرسالة بوضوح ،بعد أن ساروا عبر طريق واجهة البحر منحرفين باتجاهها، لكن الطوق الأمني المفروض على القنصلية كان في الموعد، في حين تم تعزيز المركز الثقافي الفرنسي أمنيا وتم بشكل احترازي قطع الطرقات والمسالك الفرعية المؤدية إلي هذه الممثليات الديبلوماسية ، مع تكثيف الحضور الأمني على القنصلية الاسبانية كذلك، وبعد أن تجمع الناس في ساحة أول نوفمبر في حدود الساعة الثانية والنصف، بدا المواطنون في مدح الرسول الأعظم صلى الله عليه باناشيد دينية رافعين لافتات «أنا على دين محمد (ص)» «ولا إله إلا الله» و«لا للإساءة للإسلام»، وهللوا وكبروا لساعات مذكرين بخصال النبي الكريم الذي يتعرض إلى حملة شرسة من وسائل إعلام غربية هذه الأيام، وحضرت النساء بقوة ودوت الزغاريد بعد التكبير، ولم تتخلف مصالح الأمن عن الحدث حيث منعت حركة السيارات تفاديا للإزدحام على مستوى ساحة أول نوفمبر فيما انتشر عناصر الأمن بالزي الرسمي والمدني، قصد تأمين وقفة «نصرة سيد الخلق» وغصّت ساحة أول نوفمبر بالناس، وتأثرت حركة المرور بشكل طفيف بفعل إغلاق المنافذ المؤدية إلى ساحة أول نوفمبر، حتى أن الترامواي لم يتوقف، ولوحظ مشاركة بعض رؤساء الأحزاب في الوقفة، بينما حضرت الجمعيات الناشطة عبر شبكات التواصل الاجتماعي بقوة، ومن بينها جمعية الشباب المثقف وأطرت بشكل عفوي وتطوعي الحدث غير المسبوق، كما خرج الناس بسياراتهم ورفعوا نفس اللافتات المنددة بالإساءة للإسلام وأطلقوا العنان لمنبهات السيارات، وجابوا الشوارع الرئيسية للمدينة بالأعلام الوطنية والفلسطينية، وتناوب خلال الوقفة أئمة بمساجد من مختلف أنحاء وهران على مكبرات الصوت في ساحة أول نوفمبر التي تحولت إلى منابر للتنديد بما اقترفته الجرائد الأجنبية في حق الإسلام والمسلمين، ووجهوا دعوة للسلطات العليا للبلاد والقائمين على شؤون الأمة الإسلامية جمعاء، قصد الضغط على الحكومات الغربية لمنع تكرار الإساءة إلى رموز الإسلام واعتباره خطا أحمر، واعتبر الأئمة في خطابهم الموجه للحضور الذين لم تسعهم ساحة أول نوفمبر أنّ حرية التعبير لا تعني الإساءة والتطاول على الرموز الدينية للشعوب والأمم في الوقت الذي انتقدوا ازدواج المعايير في التعامل مع المواضيع الحساسة من طرف الإعلام الغربي قبل ان يفترق الجميع قبيل صلاة العصر.