شارك المنتخب الوطني لكرة القدم في نهائيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة بتشكيلة محترفة مئة بالمئة و خالية من اللاعبين المحليين ، باستثناء الحارسين دوخة و سيدريك اللذان تابعا المباريات من على دكة البدلاء ، ليعود الحديث مرة أخرى ، مثلما كان عليه الحال في عهد الناخب الوطني الأسبق حاليلوزيتش ، عن مكانة اللاعب المحلي في المنتخب الوطني و جدوى الملايير التي تصرفها الحكومة في سبيل تطوير كرة القدم المحلية. هذا و قد استغرب العديد للغياب التام للاعبي وفاق سطيف عن صفوف المنتخب الوطني بالرغم من تتويج النادي بلقب رابطة أبطال أفريقيا 2014 شهر نوفمبر الفارط. فغياب اللاعبين المحليين عن قائمة الخضر في "كان" 2015 بعد اكتفاء غوركوف باستدعاء حارسي مرمى فقط ينشطان في البطولة هو أمر محير وخطير في نفس الوقت لأن عجز بطولة تضم 16 فريقا عن منح المنتخب الأول لاعبين في المستوى هو أمر يستدعي الوقوف عنده ودق ناقوس الخطر .. وهو أمر يؤكد أن الكرة الجزائرية فعلا مريضة وتتطلب إعادة النظر في طريقة تسيير الأندية التي منحت في الوقت القريب عدة لاعبين محليين مميزين فيما يحدث العكس الآن. الناخب الوطني اكد مرارا انه لا يثق في البضاعة المحلية و كان الناخب الوطني الحالي كريستيان غوركوف قد أكد ضمنيا من خلال تصريحاته أنه لا يثق في إمكانيات اللاعب المحلي و غير مقتنع بطريقة تكوينه من جميع الجوانب ، و تجلت نظرته حول اللاعبين المحليين بوضوح بعد مباراة "الخضر" و ساحل العاج الأخيرة ، حيث قال بأنه لم يعجبه تصرف اللاعب سوداني الذي أبدى عدم رضاه عن قرار الناخب بتغييره و أضاف أن تصرف سوداني كان سيكون مغايرا لو تلقى تكوينه بأوروبا. و يتخوف المتتبعون للكرة الجزائرية من أن تقضي سياسة الناخب الوطني على آمال اللاعب المحلي في الدفاع عن ألوان بلاده و من ثمة على روح المنافسة ، و يبقى الاحتراف بأوربا الطريق الوحيد للاعب المحلي من أجل نيل فرصة تقمص ألوان المنتخب الوطني و كسب ثقة غوركوف على غرار سليماني و سوداني و بلكالام و حليش الذي انتقل إلى البطولة القطرية في الصائفة الماضية بعد تجربة مضطربة بأوربا ، في حين بات محتما على جابو مغادرة البطولة التونسية نحو أوربا إذا أراد إعادة بعث مشواره مع المنتخب الوطني. الخروج المبكر من "كان" 2015 قد يكون في مصلحة المحليين لكن الطاقم الفني للمنتخب الوطني قد يضطر لمراجعة أوراقه بالنظر إلى الخروج المبكر من نهائيات "الكان" ، رغم الظروف التي جرت فيها ، حيث ينتظر الناخب الوطني عمل كبير خاصة على مستوى خط الدفاع الذي شكل الحلقة الأضعف خلال دورة غينيا الاستوائية في ظل غياب بلكالام للإصابة و تراجع مستوى حليش . و لعل اعتزال بوقرة اللعب دوليا لن يزيد إلا تعقيدا لمهمة الطاقم الفني في إصلاح الخط الخلفي سريعا قبل تصفيات "كان 2017" و مونديال 2018 . و أمام ندرة المدافعين الجزائريين المحترفين بأوربا قد يضطر الناخب الوطني للتنقيب في البطولة الوطنية عن عناصر بإمكانها سد الفراغ خاصة و أن العديد من المدافعين اللامعين تخرجوا من البطولة الوطنية أبرزهم رفيق حليش و السعيد بلكالام و هشام بلقروي الذي ينشط بتونس. تجدر الإشارة في هذا السياق بأنه بدأ الحديث عن اسم جديد مرشح لخلافة بوقرة في محور الدفاع و يتعلق الأمر بمراد ساتلي المولود بوهران و لاعب بترولول بلويستي الروماني ، لكن ذلك يبقى مجرد كلام إعلامي لا أكثر في الوقت الراهن.