احتضن أمس مقر جريدة «الجمهورية» ندوة إعلامية ، نظمتها بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد ومديرية المجاهدين لوهران ومحطة التلفزيون ، حضرها والي وهران السيد عبد الغاني زعلان ورئيس المجلس الشعبي الولائي السيد كازي تاني عبد الحق ، ورئيس سلطة ضبط السمعي البصري السيد ميلود شرفي برلمانيون ومجاهدون وأساتذة وأصدقاء الجريدة. وقد أبرز المتدخلون في هذه الندوة الإعلامية التي حملت عنوان «مساهمة الإعلام في الحفاظ على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهيد للأجيال» أهمية الإعلام في الحفاظ على التاريخ الجزائري ، و مساهمته الفعالة في تثمين الثورة التحريرية المجيدة وترسيخ مبادئها ، وذلك ما أكده رئيس جمعية مشعل الشهيد السيد " محمد عباد " الذي أشاد بدور وسائل الإعلام في حماية الذاكرة الوطنية و إسماع صوتها وصداها إلى العالم بأسره، معربا في نفس الوقت عن سعادته الكبيرة لافتتاحهم أول أمس الأسبوع الثقافي التاريخي ال 15 حول ثورة التحرير الجزائرية بقصر الثقافة " مفدي زكرياء" بالعاصمة ، معتبرا إياه فرصة هامة لإبراز نضالات وبطولات رجال الجزائر البواسل و الأشاوس . واعتبر والي وهران السيد عبد الغني زعلان في ملمته اللقاء محطة هامة لاستذكار مآثر الشهداء وفرصة لتكريم من ضحوا بأنفسهم من أجل الاستقلال ، كما أنه عزز فيهم اليقظة للحفاظ على هذه المكتسبات ووحدة البلاد ، في حين قال رئيس المجلس الشعبي الولائي السيد "عبد الحق كازي تاني " في كلمته إن هذه الندوة الإعلامية ترجمت ثلاثية الزمان والمكان والمقام، فالزمان – حسبه - يتعلق بالذكرى ال60 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة التي من أجلها تقام هذه المنابر والبرامج الإعلامية على المستوى الوطني ، أما رمزية المكان فهي جريدة الجمهورية التي تعد واحدة من المؤسسات التي شاعت منذ الاستقلال وعرفت بثرائها الإعلامي الغزير ،مضيفا في مداخلته أن رمزية المقام تتجلى في الوجوه الإعلامية الكبيرة التي وقعت حضورها في هذا الحدث الهام ، على غرار " نورالدين عدناني" الذي وصفه بالقامة الإعلامية الكبيرة والصحفي " الغوثي شقرون " الذي حصل مؤخرا على أكبر وسام في التلفزيون كمحقق كبير. من جهته قدم الدكتور "عبد العزيز بن طرمول " خلال الندوة مداخلة بعنوان " علاقة الاعلام الوطني بالذاكرة الوطنية " ، حيث قال إن أهم سلاح عند الدولة هو الإعلام والاتصال باعتبارهما يحققان الأهداف المسطرة ، فالجزائر كل ما حققته كان نتيجة تحديات وتضحيات جسام سمحت لها باجتياز عاصفة " العشرية السوداء"، فرغم ترسيم قانون للإعلام بداية التسعينات و آخر عام 2012 ، و أيضا قانون السمعي البصري لعام 2014 ، لكن للأسف – يضيف الدكتور بن طرمول – لا يوجد استغلال هادف لمكتسبات الثورة الجزائرية، حيث أن هناك نقائص كثيرة في التاريخ من ناحية التسجيل البيوغرافي لبعض المجاهدين والشهداء الذين لم تتحدث الصحافة عنهم لحد الساعة ولم تسجل حتى شهاداتهم الحية ، مؤكدا في ذات الصدد أن دور الإعلام لا يتعلق بإحياء الذكريات ، وإنما في تثمين الثورة و منحها معانيها الحقيقية ،لذلك هو مطالب – حسبه – بتأدية دوره التاريخي في التعريف بالثورة والمجاهدين وحتى الافلام التاريخية ، كما طالب الدكتور بن طرمول بضرورة خلق تخصصات إعلامية في الثورة الجزائرية سواء المكتوبة أو الإلكترونية، خصوصا أن الكثير من الأساتذة الجامعيين بأقسام التاريخ لم تغط أعمالهم وبحوثهم إعلاميا . تجدر الإشارة إلى أن الندوة عرفت أيضا تكريم وجوه إعلامية معروفة ، ويتعلق الأمر بكل من المجاهد والإعلامي " نور الدين عدناني " و الإعلامي " الغوثي شقرون " ، إضافة إلى الصحفي " " حمو عبد القدوس " الذي تم تكريمه من طرف جمعيتي " الدلفين " و" مشعل الشهيد "، وكذا مديرية المجاهدين لوهران .