الكثير من الموسيقيين أصبحوا مهمشين اليوم أحب الملحن وعازف العود "حفيظ موساوي" الذي ترعرع في كنف عائلة موسيقية الفن منذ صغره، حيث أنه تعلم العزف على آلة العود وهو في سن 12 على يد الموسيقار " أحمد ملوك " و كوكبة من الأستاذة و الموسيقيين ، لينضم بعدها إلى اوركسترا دار الثقافة بتلمسان ، و هو ما سمح له بالمشاركة في العديد من المهرجانات على المستوى الوطني و شارك في العديد من المنافسات والمسابقات، كما حصل على عدة جوائز و ألقاب أهمها جائزة أحسن موسيقي منفرد للعود بمهرجان" بشار تلمسان" ، يتجلى حب " حفيظ موساوي" للموسيقى الشرقية من خلال أداءه الباهر للموشحات لعمالقة الفن الشرقي، مشواره الموسيقي سمح له برسم بصمة خاصة به لاسيما بعد مزجه بين الموسيقى الكلاسيكية العربية و الغربية من خلال فرقة " ألوان" ، وللتعرف أكثر على الفنان أجرينا معه الحوار التالي : الجمهورية : كيف كانت بداياتك الفنية و لماذا اخترت آلة العود دون غيرها من الآلات الموسيقية الأخرى ؟ حفيظ موساوي : في طفولتي عندما كنت أستمع للمعزوفات الموقعة على مختلف الآلات الموسيقية أشعر بإحساس عال ، و أنصت إليها بتمعن كبير ، فلغة الموسيقى في نظري هي وسيلة حقيقية للتعبير عن الذات وما يختلج النفس من مشاعر و أفكار، وبطبيعة الحال اخترت آلة العود لأنها المفضلة لدي منذ صغري أي عن طريق الفطرة . الجمهورية : من علمك العزف على آلة العود ؟ حفيظ موساوي : كانت بداياتي مع آلة العود عصامية ، و بعد ذلك دخلت معاهد موسيقية و تعلمت الكثير من الموسيقيين أهمها المعاهد الموسيقية بالمغرب الأقصى و تلك المتواجدة بمدينة سيدي بلعباس التي التقيت فيها بالمايسترو "حديدي " المسؤول عن معهد سيدي بعباس آنذاك، و" قويدر بوزيان " و الموسيقار الفرنسي الكبير "جان فرانسوا زيغل"، إضافة إلى موسيقيين أمريكيين أمثال "بان و اندال" ، "بان بيتفيل" ، و "جويل لاند" و القائمة طويلة ، لكن للأسف هناك العديد من الموسيقيين ذو مستوى رفيع أصبحوا اليوم مهمشين اليوم بالمجال الفني . الجمهورية: بمن تأثر " حفيظ موساوي " واستلهم موسيقاه في العزف على آلة العود ؟ حفيظ موساوي : بالفعل لقد استلهمت من موسيقيين و عازفين كثر تألقوا في آلة العود و أبدعوا ، خاصة " رياض السمباطي" ،" منير بشير" ، " محمد بوليفة " رحمه الله و أيضا الفنان العراقي " نصير شمة ". الجمهورية : كيف تقيم الموسيقى الشرقية و ماذا تمثل لك ؟ حفيظ موساوي: الموسيقى الشرقية كباقي الأنواع الموسيقية لكن الفرق هو أن المشارقة يولون أهمية أكبر لموروثهم الثقافي الموسيقي، مما ولد لهم ثورة فنية مع بروز الملحنين" رياض السمباطي" ، الفنان الكبير " محمد عبد الوهاب" وغيرهم ، بالإضافة إلى الشعراء و المغنيين مثل كوكب الشرق " أم كلثوم" ،" اسمهان" ، " ليلى مراد"و" فريد الاطرش" الذي هو مغني و ملحن في نفس الوقت ،"عبد الحليم حافظ " و عندنا بالجزائر ظهرت الفنانة المرحومة "وردة الجزائرية " التي شاركت في هذه الثورة الفنية من خلال أغانيها و أبدعت، حيث أنها تتمتع بحنجرة ذهبية أشاد بها الشعراء و الملحنون المصريون ورصيدها الغنائي بقي خالدا . الجمهورية : عازفو العود ببلادنا قليلون نظرا لاندثار الموسيقى الشرقية خاصة عند الشباب لماذا ؟ حفيظ موساوي : يوجد الكثير من عازفي العود مميزون متواجدون بكل القطر الجزائري عبر كل الولايات، ففي عام 2011 قمت بجمع 12 عازفا للعود لتأسيس اوركسترا لعازفي العود على مستوى المسرح الوطني بالجزائر العاصمة ، و لقد قدمت الفكرة للمرحوم " محمد بن قطاف" المدير السابق للمسرح الوطني الذي أحب الفكرة ، حيث قمنا بمسرحية "رقصة النخيل " وكانت بمناسبة انطلاق المسرح الدولي المحترف . الجمهورية : هل تملك ألبوما موسيقيا تضم فيه جميع معزوفاتك الفنية ؟ حفيظ موساوي: في الحقيقة لا أملك ألبوما لأنني أعزف على المباشر ، لكن دائما كانت لدي هذه الفكرة ، وبالمقابل هذا يتطلب جهدا كبيرا ودراسة لأنني أريد أن اترك بصمتي الخاصة. الجمهورية : أسست فرقة "ألوان " مع موسيقيين أجانب ، حدثنا عن البداية ؟ حفيظ موساوي: لقد كانت الانطلاقة مع اتصال مع عازف الساكسوفون الفرنسي "سيباستيان جاروس" عام 2011 ،وهو بدوره قام بدعوة باقي الأعضاء حتى اكتملت الفرقة بإضافة عازفين آخرين ، وكانت فكرتي قصد التقارب الثقافي لإعطاء بصمة موسيقية عالمية لموروثنا الجزائري، و قدمت الفكرة من قبل على مراكز ثقافية جزائرية لكن لم ألق الرد، بالمقابل عرضت المشروع و الفكرة على المركز الثقافي الفرنسي بتلمسان أين احتضنوا المبادرة و تبنوا الفكرة بأجملها . الجمهورية : لقد قمتم بإحياء العديد من الحفلات الموسيقية عبر الوطن مع فرقة ألوان كيف كان تجاوب الجمهور ؟ حفيظ موساوي : أشكر المركز الثقافي لتلمسان لإعطائي الفرصة لإخراج مكنوناتي، حيث أنني أنشأت مؤخرا ورشة الارتجال الموسيقي مدته 3 أيام بمشاركة موسيقيين و غير ذلك، و مع فرقة " ألوان " كان تمازج الشرق مع الغرب قمنا بإحياء حفلات العديد من الولايات بالشرق و الغرب و الوسط جبنا أنحاء الوطن مع المراكز الثقافية الفرنسية، و بالنسبة لحفلاتي الخاصة أنا غالبا أعزف منفردا من خلال تقديم موسيقى الشرقية بالإضافة إلى التعاون مع الموسيقيين الجزائريين و الأجانب . الجمهورية : ما هي مشاريعك الفنية ؟ حفيظ موساوي: لقد تلقيت دعوات لإحياء حفلات خارج الوطن بكل من النمسافرنساايطاليا و ألمانيا ، سأعزف منفردا وأيضا مع موسيقيين أوروبيين للقيام مزج موسيقى الشرق و الغرب، وفي الأخير أقول إن التقارب الثقافي بين مختلف المناطق والبلدان و الضفاف هو الطريق الوحيدة للتعايش و السبيل الوحيد لنشر السلام.