الخنازير و الطيور أوّل خزّان للسّلالة الفيروسية "أ" المنتشرة هذا الموسم و خلال وباء 2009 المنظّمة العالمية للصّحة تؤكّد قلّة فعالية اللّقاح و أهميته بالنسبة للفئات الضعيفة حياة ب أحدث وباء الأنفلونزا هذا الموسم حالة استنفار قصوى بجل مستشفيات الوطن خصوصا بعد تسجيل أزيد من 20 حالة وفاة منها بالعاصمة و تيزي وزو و وهران حيث دفع الخوف و الحذر بالكثيرين ممّن شعروا بأعراض المرض إلى التوافد بأعداد كبيرة جدّا على المؤسسات الصّحية و خاصة مصالح الاستعجالات طلبا للعلاج و من ذلك المركز الاستشفائي الجامعي بن زرجب بوهران الذي يستقبل منذ ظهور الوباء و على غرار مستشفيات أخرى أعداد متزايدة من المرضى تصل 100 حالة يوميا تحمل نفس الأعراض و منها الحمّى و ضيق في التنفس و منها حوالي 15 حالة تكون خطيرة ما يستدعي بقاء المريض لفترة علاج بالمصالح المعنية كالجناح رقم 25 المخصص لاستعجالات الأمراض التنفسية حيث أكّد مصدر طبّي بأن ثلث الحالات التي يستقبلها الجناح تتعلّق بالأنفلونزا و من الحالات التي نقلت إلى مصلحة الإنعاش كانت بسبب تعقيدات في التنفس ،و استقبل نفس الجناح خلال هذا الأسبوع ما معدّله 20 إلى 25 حالة استعجاليه خلال 24 ساعة منها حوالي 10 حالات إصابة بفيروس الأنفلونزا و الفئة العمرية للمرضى تتراوح ما بين 34 إلى 60 سنة حسب ذات المصدر و رغم أن وزارة الصّحة تحدّثت عن حالة وباء عادية و موسمية راجعة بالدرجة الأولى إلى سوء الأحوال الجوية إلاّ أن الواقع يظهر بأن الوباء جاء هذه المرّة بوجه جديد حيث أصيب الكثير من المرضى بأعراض حادّة كالارتفاع الكبير و المفاجئ في درجة الحرارة يفوق أحيانا 39 مئوية و آلام حادّة في الجسم و الرأس و صعوبات في التنفس ما جرّ أصحابها إلى العناية المركّزة أو حتّى العزل مثلما حدث بوهران و العاصمة و تشير نتائج التحاليل التي أجراها مخبر باستور بالعاصمة بأن الأمر يتعلّق بالسلالة "أ" لفيروس الأنفلونزا من النوعان "أش1 أن1" و "أش3 أن2" علما أن هذان النوعان ظهرا لأوّل مرّة عند الخنازير و الطيور و هما الأكثر انتشارا ببلادنا منذ ظهور الوباء مع بداية السنة . كما تشير تقارير المنظمة العالمية للصّحة كذلك بأن هذه السلالة الفيروسية هي الأكثر خطورة من السلالتين "ب" و "س" و هو ما يفسّر التعقيدات الصحّية للكثير من المرضى هذا العام ليس بالجزائر فقط بل بدول أخرى كثيرة و منها بأوروبا ،و كانت المنظمة العالمية للصّحة قد أعلنت بأن السلالة الفيروسية التي استعملت في صناعة اللّقاح المضاد لهذا الموسم تختلف عن السلالة المنتشرة بدول كثيرة و خاصة "أش3 أن2" التي ظهرت بفرنسا حيث سجّلت أزيد من 140 إصابة في 100 ألف نسمة الأمر الذي دفع المنظمة إلى تشجيع الدول على مواصلة عمليات التلقيح إلى غاية نهاية شهر فيفري الجاري مع تكثيف مناعة الأشخاص بالمضادات الحيوية خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة كالمسنين و المرضى المزمنين و الحوامل أنفلونزا الخنازير أصبحت أنفلونزا موسمية و أوضحت البروفيسور موفّق رئيسة مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى وهران بأن النوعان المذكوران للفيروس هما الأكثر انتشارا هذا الموسم من خلال التحاليل التي أجراها مخبر باستور مؤكّدة بأن مصدرهما الخنازير و الطيور و الفيروس "أش1 أن1" الذي تسبب في وفاة 3 أشخاص بوهران حتى الآن هو نفسه الذي كان وراء وباء سنة 2009 بالعالم و الفرق الوحيد بينهما هو التسمية ،ففي 2009 سمّي بأنفلونزا الخنازير لأنه انتقل مباشرة من الخنازير إلى الإنسان الذي لم تكن مناعته معتادة عليه و لا ملقّحة ضدّه و هذا الانتقال كان مفاجئا بسبب تحوّل كبير طرأ على الفيروس داخل أجسام الخنازير فكانت هي مصدر الوباء ،و اليوم أصبح نفس الفيروس ينتقل بين البشر لذلك لم يعد يطلق عليه اسم أنفلونزا الخنازير بل أنفلونزا موسمية و معناه ظهوره بكثافة و في موسم محدّد و هو فصل الشتاء و نفس المعطيات حول التسمية تبنّتها المنظمة العالمية للصّحة هذا العام كذلك على أساس أن النوع المنتشر من فيروس الأنفلونزا أصبح يخصّ الإنسان فقط لكن ذلك لا يعني بأن تحولات أخرى ستطرأ عليه مستقبلا و تكون أكثر خطورة و خبثا ،و يتوقّع الخبراء أن يحدث ذلك خلال السنوات المقبلة و يكون مصدرها الحيوان أيضا و الخنازير هي الخزّان الفيروسي الذي يسرّع التحولات كما أضافت البروفيسور موفّق بأن اللقاح المتوفّر حاليا يقاوم فيروسات هذا الموسم لذلك تنصح بتكثيف الوقاية به لكن مصادر طبية أخرى تؤكّد المعلومات التي أعلنت عنها المنظمة حول قلّة فعالية اللّقاحات المسوّقة كونها لا تظم السلالات الكافية لمقاومة التحولات الجديدة للأنفلونزا و التي ظهر بصفة جديدة امتزجت فيها سلالات حيوانية "أ" و بشرية "ب"