عرف الإضراب الذي دعا إليه المجلس الوطني المستقبل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع (كنابست) أمس الثلاثاء إستجابة "محتشمة" من قبل الأساتذة في ثاني يوم منه عبر مختلف ولايات الوطن حسبما لاحظه صحافيو "وأج". وفي هذا الشأن تمت الإشارة إلى أن "معظم" المؤسسات التعليمية في الأطوار الثلاثة سيما منها الطور الثانوي قد إستقبلت التلاميذ هذا اليوم بصفة "عادية" حيث سارت الدروس كما هو معتاد إلا في مؤسسات قليلة. وفيما يقر مسؤولو المجلس على "نجاح" الحركة الإحتجاجية عبر كامل المؤسسات التربوية على المستوى الوطني, تؤكد وزارة التربية الوطنية من جهتها بأن الإضراب "لم يشمل سوى 25 ولاية ولم تتعد نسبته 10 بالمائة". في هذا الصدد, كان أكد مدير التقويم والإستشراف بالوزارة, محمد شايب ذراع, أن الحركة الاحتجاجية شملت قرابة 15 ألف أستاذ مضرب من بين أزيد من 201 ألف أستاذ في الأطوار الثلاثة. وبالمناسبة عبر المسؤول عن أسف الوصاية لما ينجم من آثار "سلبية" على العملية التربوية عموما وعلى نفسية التلميذ على وجه الخصوص نتيجة هذا الإضراب داعيا التلاميذ إلى "متابعة الدروس بصفة عادية و بكل إطمئنان". كما دعا في نفس الوقت الأساتذة إلى التحلي بروح المسؤولية والحكمة و مراعاة مصلحة التلميذ, مجددا إستعداد الوزارة لتحسين الظروف الإجتماعية والمهنية للأستاذ "دون تسرع و بعقلانية". و أكد المسؤول الوطني المكلف بالإتصال للكنابست مسعود بوديبة في اتصال هاتفي مع "واج" بأن هناك "إحتمال ضعيف" لحضور الإجتماع الذي دعت اليه الوصاية النقابات القطاعية اليوم الاربعاء لدراسة مطالبها ومحاولة ايجاد حل نهائي يرضي جميع الاطراف. وفي هذا الشأن قال السيد بوديبة :" ما زلنا ندرس طبيعة مثل هذا اللقاء لاننا بصراحة نتساءل عن المغزى من وراء إستدعاء الوزارة لكل النقابات عقب إضراب دعت إليه نقابة واحدة", متسائلا هل المطالب المرفوعة من طرف الكنابست هي المعنية بالنقاش في اجتماع اليوم ام هل سيتم التطرق الى جميع المطالب التي رفعتها النقابات المضربة في المدة الاخيرة". وأشار المسؤول النقابي في هذا السياق إلى أن الطريق "المسدود" الذي وصلت اليه نقابته مع الوصاية مرده "عدم تجسيد التعهدات والالتزامات التي مرت عليها سنوات والتي رهنت من خلالها الوصاية الأستاذ والتلميذ على حد سواء" على حد قوله. وعلى هذا الأساس أكد السيد بوديبة بأن نقابته "سائرة في طريق تصعيدها للاضراب المفتوح لانه الحل الوحيد والأوحد لتلبية مطالبها". ومن جهته إعتبر الإتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميد على لسان رئيسه خالد أحمد بأن الإضراب لا يخدم مصلحة التلميذ, مضيفا أن المطالب الإجتماعية والمهنية للأساتذة "تتطلب وقتا لتلبيتها". وعبر الاتحاد عن "استيائه" و "أسفه" للجوء النقابات في كل مرة الى الاضراب للتعبير عن مطالب "من الممكن جدا أن تجد لها حلولا في كنف الحوار والتشاور بعيدا عن الضغوط ".